(1)
بسم الله الرحمن الرحيم (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين . الهجمة الثقافية التي يقودها أعداء الدين للتشكيك في معتقدات المسلمين بالأخص الشباب منهم تظهر في خلق شبهات لا أساس لها في ديننا . فوجّهت أسئلة عن طريق الإنترنت لمكتب سماحة آية الله العظمى السيّد محمّد الحسيني الشاهرودي دام ظله ،فتصدّى جمع من تلامذة سماحة المرجع حفظه الله تعالى للجواب وعرضها على سماحته فتلفاها بالقبول فكان خير جواب . فطلب بعض الإخوة المؤمنون الباحثون عن الحقيقة تدوينها ليكون في متناول الأيدي . سائلين المولى القدير أن يجعلنا وإيّاكم ممن ينتصر به لدينه ولا يستبدل بنا غيرنا . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته قسم الاستفتائات مكتب آية الله العظمى السيّد محمّد الحسيني الشاهرودي دام ظله
سؤال 1 : قال الله تعالى:(لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا)(1)وقد استدل المتكلمون انطلاقاً من هذه الآية قديماً وحديثاً على التوحيد وذلك لأننا لا نرى في الكون فساداً بل نظاماً وانسجاماً فإذا بطل اللازم وهو الفساد بطل الملزوم وهو تعدّد الآلهة فثبت التوحيد. أقول: ما المانع من وجود إلهين اثنين واجبي الوجود بينهما تمام الاتفاِ والمسالمة بحيث أنهما يديران هذا الكون بالتنسيق مع بعضهما البعض من دون أن يقع أي تناف بينهما حتى يؤدي إلى ظهور الفساد؟ ملاحظة : نحن لا ننكر وجود أدلة اُخرى كثيرة على التوحيد ولكنّنا نتسائل أنه ما الوجه في استدلاله تعالى بهذا النمط من الأدلة في كتابه الكريم على وحدانيّته مع وجود ما هو أصرح وأوضح ؟ الجواب : الآية الكريمة إشارة إلى دليل التمانع الذي أقامه المتكلمون على مسألة التوحيد إذ لو كان مع الله تعالى إله آخر وجب أن يكون كلاهما قادرين عالمين حيّين حكيمين ومن آثار القدرة أن يصح افتراض كون أحدهما مريداً لضدّ ما يريده الآخر من إماتة وإحياء أو تحريك أو تسكين ونحو ذلك فلا يخلو إما أن يحصل مرادهما وهو محال ــــــــــــــــــــــــــــــــــا 1 ) الانبياء : 22
لاجتماع النقيضين وإما أن لا يحصل مرادهما فيلزم عدم قدرتهما وإما أن يقع مراد أحدهما دون الآخر فلا يكون الآخر قادراً، فالنتيجة أنه لا يمكن أن يكون إلاّ إله واحد. ولو قيل أنهما لا يتمانعان لأن ما يريده أحدهما يكون حكمة فيريده الآخر بعينه فالجواب أن مجرّد فرض التمانع بين الإلهين يكفي في إثبات التوحيد سواء وقع التمانع أم لم يقع بأن اتفقا على كلّ شىء وذلك لأن افتراض إلهين مدبّرين قادرين يستلزم إمكان افتراض أن يريد أحدهما منه ما يريده الآخر فيلزم ما ذكرناه من عدم قدرتهما أو عدم قدرة أحدهما وكلاهما محال فافتراض تعدّد الآلهة محال سواء اتفقوا في الصنع والتدبير أم اختلفوا وإلى ذلك تشير الآية الكريمة (و ما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق) (1) . ويمكن الجواب عن أصل الإشكال بأن الآية بصدد بيان أمر عرفي غالبي، فإن المدير والمدبّر لأي نظام في هذا الكون إذا تعدّد يحصل التضاد والاختلاف غالباً ولا يحصل الاتفاِ في النظر والتدبير ولذا يحصل الفساد من جهة هذا الاختلاف وهذا أمر وجداني نراه بوضوح فيما إذا تعدّد الحاكم والسلطان فإنه يحصل النزاع في تدبير المملكة وينشأ منه الفساد، فالآية ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) المؤمنون : 91
تشير إلى هذا الأمر الغالبي الذي يقع في الخارج غالباً وأما احتمال اتفاِ الآلهة والمدبّرين في التدبير فهو احتمال ضعيف ملغى عرفاً وإن كان محتملاً عقلاً.
سؤال 2 : في توحيد الصدوِ (قدس سره) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «ما قلت إلاّ ما قال القائلون قبلي مثل لا اله إلاّ الله» فما الذي قصده رسول الله (صلى الله عليه وآله) من هذا القول؟ الجواب : المقصود أن دعوة الأنبياء كلّهم واحدة وأنّهم يدعون إلى التوحيد والايمان بالله تعالى الذي هو الأصل والأساس وهذا هو معنى قوله تعالى (إنّ الدين عند الله الإسلام)(1) ثمّ إن الله تعالى أخذ على جميع الأنبياء والمرسلين الميثاِ بأن يؤمنوا بالله تعالى ويؤمنوا برسالة محمّد (صلى الله عليه وآله)وولاية علي(عليه السلام)وأن يبشّروا اُممهم بظهور النبي(صلى الله عليه وآله) وكونه خاتم الأنبياء فالنبي(صلى الله عليه وآله) يدعوا إلى نفس ما كان يدعوا إليه الأنبياء السابقون. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) آل عمران : 19
سؤال 3 : قال أبي عبدالله (عليه السلام) «خلق الله المشيئة بنفسها ثمّ خلق الأشياء بالمشيئة». السؤال: هل المشيئة صفة من صفات الله وإذا كانت صفة كيف تكون مخلوقة؟ الجواب : المشيئة من الأفعال الاختيارية نظير الإرادة والاختيار عندنا، فليست من الصفات حتى تكون قديمة كما أنه ليس المراد من قوله(عليه السلام) : «خلق لله المشيئة بنفسها» أنه أوجدها بل المراد أنّه شاء وأراد خلق الأشياء والغرض بيان أن مشيئة الله تعالى لا تحتاج إلى من يوجدها وأما الأشياء الاُخرى (الموجودات) فهي مخلوقة تحتاج إلى الخالق والله تعالى أوجدها بالمشيئة.
سؤال 4 : هل أسماء الله تعالى تقع على ذاته؟ الجواب : بعض أسماء الله تعالى معبّرة عن ذاته وبعضها معبّرة عن صفاته الكمالية كالعالم والقادر التي هي عين ذاته وبعض أسمائه معبّرة عن الصفات المنتزعة من فعله كالخالق والرازق .
سؤال 5 : هل الله تعالى فاعل بالذات؟ الجواب : إذا كان المقصود أنّه لا يحتاج إلى آلة وواسطة في أفعاله فالجواب نعم وأما إذا كان المقصود أنه مضطرّ إلى الفعل كالنار أو كان المقصود أنّه يفعل ما يشاء بنفسه دائماً فليس كذلك، إذ قد تتعلق مشيئته بأن يصدر
الفعل من غيره مثلاً قال تعالى (الله يتوفى الأنفس)(1) وقال (الذين تتوفّاهم الملائكة) (2) وقال تعالى (فالمدبّرات أمراً) (3) وفي المثل «أبى الله إلاّ أن يجري الاُمور بأسبابها» ومعذلك هو القادر ولا يصدر فعل من أحد إلاّ بإذنه.
سؤال 6 : هل أسماء الله عزوجل توقيفية أو لا؟ فيجوز إطلاق اسم عليه سبحانه مع مراعاة جميع الجهات، ككونها لا تدلّ على افتقاره إلى شيء وكونها لا تدلّ على أنّه متحيز، وغيرها مما لا يليق بساحة قدسه. الجواب : يجوز التعبير عن ذات الله تعالى بذكر صفاته الخاصة ولكن لا يعدّ ذلك من أسماء الله تعالى.
سؤال 7 : ذكرت الأدعية (أن ّ الفيض والمنّ قديم وأقدم)، ماذا يراد من القديم هنا؟ الجواب : المراد من القديم ما لم يكن مسبوقاً بالعدم في مقابل الحادث الذي كان معدوماً ثمّ وجد ، وصفات الله تعالى الذاتية كالعلم والقدرة تكون قديمة كذاته تعالى وأما صفات الأفعال كالخلق فلا يلزم أن تكون قديمة بل تنتزع من فعله ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الزمر : 42 2 ) النحل : 28 3 ) النازعات : 5
تعالى وأما الدعاء المذكور فلم نتحقّقه و لعلّه من منشآت بعض الفلاسفة حيث يقولون (أن الفيض قديم لأن البخل مستحيل في حقّ الله تعالى) وهذا يؤدي إلى الاعتقاد بأن الله تعالى فاعل بالإجبار لا بالاختيار وهو مناف لقدرة الله تعالى.
سؤال 8 : ما رأي سماحتكم في هذه المقولة مع التعليق والشرح ولكم جزيل الشكر. وجودنا عين وجود الله سبحانه و تعالى بل وجود كلّ شىء عين وجود الله تعالى لأنّه إذا كان وجودنا كمالاً و كان الله يملك هذا الكمال وكان ما يملكه الله من الكمال عين ذاته، إذاً فوجودنا عين ذات الله سبحانه وتعالى . الجواب : هذا الكلام باطل و فاسد جداً، فليس وجودنا عين وجود الله تعالى والاعتقاد بذلك مستلزم للكفر فإنّ وجود الله تعالى هو الوجود الحقيقي وهو الذي أعطانا هذا الوجود المحدود الناقص المشوب بالعدم بل نسبة وجودنا إلى وجود الله تعالى نسبة الظلّ إلى الشمس وليس وجودنا كمالاً بل هو ناقص فإنّه وجود محدود وكلّ محدود ناقص والوجود الكامل من جميع الجهات هو وجود الله تعالى ولا يقاس وجودنا على وجوده تعالى.
سؤال 9 : هل الجملة «يا رضا الله ورضا المدير» (على سبيل المثال) صحيحة؟ أو «يا رضا الله ثمّ رضا المدير»؟ وإذا ممكن تفسر واضح لـ«يا رضا الله ورضا الوالدين».
ملاحظة: إنني غير مقنعة بـ«يا رضا الله ورضا المدير» لأنني أرى أن هذه الجملة بها خطأ وأنه قد تمّ مساواة الرب بالمدير على سبيل المثال (استغفر الله) وأن الجملة الثانية «يا رضا الله ثمّ رضا المدير» هي الأصح لأنني قد اختلف مع بعض الأشخاص على هذه الجمل. الجواب : هذه الجمل عامية وليست واردة في آية أو رواية فيكون المعنى تابعاً لقصد الإنسان وإذا كان يطلب رضا الله ورضا الوالدين أو رضا المدير كما هو المقتضى كلمة (يا) النداء فلا مانع من ذلك حتى لو قال (يا رضا الله ورضا المدير) ومعناه أنه يطلب رضا الله ورضا المدير بأن يرضى عنه الله والمدير كلاهما وإن كان تحصيل رضا الله هو الأهمّ. لكن إذا كان مراده أنه يطلب رضا المدير وإن كان مخالفاً لرضا الله تعالى فلا يصحّ حتى لو قال (يا رضا الله ثمّ رضا المدير) وأما إذا كان المقصود إن رضا الله هو رضا المدير أو بالعكس فليس صحيحاً بنحو الإطلاق وهكذا في قولنا يا رضا الله ورضا الوالدين، نعم رضا الوالدين إذا كان في أمر حلال قد يوجب رضا الله تعالى.
سؤال 10 : نرى العقلاء في كلّ المجتمعات البشرية يسنون العقوبات من أجل ردع فاعل الذنب أو الخطا عن ارتكابه مرّة اُخرى أو ردع غيره عن فعل مثل ما فعله إلاّ أن هذه النكتة المصحّحة لعقلائية العقاب غير موجودة في العقاب الإلهي حيث أنه لا يكون في النشأة الدنيا بل في النشأة الاُخروية حيث لا تتأتى تلك الفوائد للعقاب والقول بأن في معاقبة العاصي هناك رحمة له من جهة تطهّره به وتأهيله لدخول الجنة بعد ذلك بغض النظر عما فيه لا يصحّ في حقّ من حكم عليهم بالخلود في النار كالكفّار فلا يبقى وجه لمعاقبة هؤلاء إلاّ التشفي أو القول بمقولة ابن العربي و هي أن أهل النار يتمتعون بها كما يتنعم أهل الجنة بالجنة لمكان السنخية بينهم وبينهما، ولما كان الأوّل لا يليق بالله عزوجل فيتعيّن الوجه الثاني، كيف تجيبون عن هذه الشبهة التي أشكلت علينا؟ الجواب : الإسلام يريد للإنسان أن لا يقع في المعصية وذلك بالتهديد والإيعاد والتخويف والإنذار وبيان الآثار المترتبة على المعاصى والذنوب فمنها ما يترتّب على الذنب والمعصية في دار الدنيا من الآثار الوضعية كالمرض والنقص والضرر البدنى أو الروحي أو الاجتماعى والحدود الشرعية ومنها العقوبات الاُخروية الخارجة عن حدّ التصور من حيث الايلام والضرر وكلّ ذلك يكون كافياً في الردع من المعصية في الإنسان العادي ولا يلزم في الردع العقاب الفعلي في دار
الدنيا بل لا يكون ذلك رادعاً في أغلب الحالات عن الذنوب والمعاصي التي لا يطلع عليها أحد أو بالنسبة لمن لا يتمكن أحد من عقابه فالعمدة هو التهديد والتخويف من العقاب الدنيوي أو الاُخروى ليمنع من ارتكاب الذنب أو معاودته وأما العقاب بعد العمل فليس له الأثر المهمّ في الارتداع ولذلك نرى أن الله تبارك وتعالى يتوب على عباده بعد صدور الذنب منهم إذا حصل لهم الندم وبنوا على تركه وتابوا إلى الله تعالى .
سؤال 11 : هل صحيح بأن الله سبحانه وتعالى حينما خلق الخلق، وأوجدنا في عالم الذر وضح قوانينه وتشريعه وأعطى كلّ إنسان عقلاً كاملاً وعرض عليهم الولاية، فالذي أختار الولاية كان سعيداً والذي رفضها كان شقيّاً؟ هل صحيح بأن في ذلك العالم اختار كلّ إنسان قدره وعمره وأفعاله بإرادته دون إجبار من الله سبحانه وتعالى؟ وإذا كان الجواب بلا فما هي القاعدة التي على أساسها يكون هذا غنياً وذلك فقيراً والآخر طيب المولد وذلك خبيث المولد وذلك عمره طويل والآخر قصير؟ هل صحيح بأن عالم الدنيا ما هي إلاّ صورة من ذلك العالم وهي حجة علينا من باب أننا نسير بحسب اختيارنا في عالم الذر دون إجبار من الله تعالى؟ هل صحيح بأن درجة الإنسان وكماله على حسب سرعته في قبول الولاية في ذلك العالم أي الذر؟
الجواب : قال تعالى (وإذ أخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على ذلك ألست بربّكم قالوا بلى)(1) . اختلفت الروايات الواردة في تفسير الآية فهناك العديد من الروايات تبين أنه هناك عالم يسمّى بعالم الذر خلق الله البشر كلّهم على صورة الذر وهذا السؤال والجواب كان في ذلك العالم وهذه الروايات رواها العامة والخاصة وبعضها صحاح ففي الكافي عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اُذينة عن زرارة عن أبي جعفر(عليه السلام)قال سألته عن قول الله عزوجل (حنفاء لله غير مشركين) قال: الحنفية من الفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله قال فطرهم على المعرفة به . قال زرارة: وسألته عن قول الله عزوجل (وإذا أخذ ربّك من بني آدم من ذرّيّتهم واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) الآية، قال: اخرج من ظهر آدم ذرّيّته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم وأراهم نفسه ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربّه . . . . وفي تفسير القمي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى (وإذا ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الاعراف : 172
أخذ ربّك من بني آدم . . .) قلت: معاينة كان هذا؟ قال: نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه فمنهم من أقرّ بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) . وروى في الدرّ المنثور عن ابن عباس في قوله تعالى (وإذا أخذ ربّك من بني آدم . . .)قال: خلق الله آدم وأخذ ميثاقه أنه ربه وكبت أجله ورزقه ومصيبته ثمّ أخرج ولده من ظهره كهيئة الذر فأخذ مواثيقهم أنه ربهم وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم . وهذا المعنى وإن أنكره جماعة لكنه ليس غريباً مخالفاً للعقل والشرع خصوصاً مع ما نراه من التطورات العلمية في هذا العصر حيث تمكّن الإنسان مع قدرته المحدودة من الاستنساخ وتوليد حيوان كامل بتطوير وتكميل خلية وذرة واحدة فكيف بالله القادر على الاطلاق تعالى شأنه. ويظهر من بعض الأخبار واختاره بعض المفسّرين أنّ الآية كناية عن الفطرة وكون الناس مجبولين بحسب الفطرة والغريزة على معرفة الخالق والطواريء و لظروف هي التي توجب انحرافه عن ما يقتضيه فطرته وإلى هذا أشار الحديث المشهور (كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ) (1) وعلى تقدير وجود عالم آخر يسمّى ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البحار 67 / 133
بعالم الذر فليس معناه أن الإنسان مجبر على قبول الولاية أو رفضها وأن السعادة والشقاء أمران ذاتيان في أفراد الإنسان وإنما كلّ ذلك يكشف عن وجود مقتضيات الخير أو الشر في الإنسان ولكنّه مختار في اختيار أحدهما.
سؤال 12 : ما هو الفرق بين العدل والشفاعة؟ وهل هناك بينهما ارتباط؟ وهل الشفاعة تناقض العدل الإلهي؟ الجواب : الفرق بين العدل والشفاعة في قوله تعالى (ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل)(1) هو أنّ الشفاعة توسط شخص أو عمل للعفو عن الإنسان المذنب وأما العدل فهو إعطاء الفداء والعوض. والشفاعة ثابة بنصّ القرآن (ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى)(2)وقد فسّر قوله تعالى (مقاماً محموداً)(3) بالشفاعة وليست منافية للعدل الإلهي لأن مقام الشفيع وقربه إلى الله تعالى لم يحصل جزافاً وإنّما لأجل ما هو عليه من إطاعة الله تعالى والتعبّد له والخضو ع والخشوع والمواظبة على تحصيل رضاه فقد يكون جزاء مثل هذا الشخص أن يقبل ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البقرة : 48 2 ) الانبياء : 28 3 ) الاسراء : 79
شفاعته في مذنب ارتكب الذنب لا بعنوان المعارضة لله تعالى والتمرّد عليه بل مع الغفلة واتباع الهوى، كما أن المشفّع له لابدّ أن يكون ممّن يرضى الله تعالى شفاعة الشفيع في حقّه بأن يكون فيه صفات وخصوصيات تؤهله للاستشفاع له والعدل الإلهي يقتضي العفو عن مثل هذا الشخص كما هو الحال بالنسبة لمن يتوب إلى الله تعالى عن ذنبه فتؤهله لرحمة الله تعالى.
سؤال 13 : ما هو رأي الطائفة المحقّة بمن يرى انحصار القضاء والقدر بالواقع الكوني دون الواقع الاجتماعي، إذ يقول في ردّه على الشيخ المفيد: إنّ مسألة القضاء والقدر لا تتصل بالأوامر والنواهي الصادرة من الله في التكاليف المتعلّقة بأفعال عباده، بل هي متصلة بمسألة الواقع الكوني، والإنساني فيما أوجده الله وفعله وقدّره وطبيعته بالدرجة التي يمكن للإنسان أن يحصل فيها على تصوّر تفصيلي واضح للأسباب الكامنة وراء ذلك كلّه في معنى الخلق وسببه وغايته. الجواب : لله تعالى إرادتان تكوينية وتشريعية ولا ربط لأحدهما بالاُخرى فقد يريد شيئاً من المكلّف بالإرادة التشريعية فيأمره بذلك أو ينهاه ولكنّه في نفس الوقت تعلّقت إرادته التكوينية بصدور ذلك الفعل أو تركه من المكلّف باختياره ولا تنافي بينهما لأن الإرادة التكوينية ترجع إلى علمه بصدور ذلك الفعل أو تركه من المكلّف وإعطاء القدرة
للمكلّف على الفعل أو الترك إما طاعة أو عصياناً وهذا هو مراد من يقول بأن القضاء والقدر يجريان في الاُمور التشريعية كما هو الحال في الاُمور التكوينية فلو أراد الله تعالى بالإرادة التكوينية أن يمنع العاصي عن المعصية لكان ذلك ممكناً بسلب القدرة عنه ولكنّه معذلك لم يفعل، فصدور الذنب من العاصي كان بقضاء الله تعالى وقدره، لكن لا بمعنى أنّ الله تعالى أجبره على ذلك بل بمعنى أنّه لم يمنعه من ارتكاب المعصية اختياراً، فالمستشكل على الشيخ المفيد (قدس سره) غفل عن هذه النكتة.
سؤال 14 : كيف تثبتون عدم انقطاع نعيم أهل الجنة ولو بعد مدّة مديدة من الزمن تصل إلى ملايين السنين مع أن العقل لا يحكم بلزوم دوام النعيم طالما ان الطاعة الموجبة له كانت في فترة زمنية محدودة فضلاً عن أن ظاهر الاستثناء الوارد في الآيات كقوله تعالى (خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلاّ ما شاء ربك)(1) هو ذلك بل قد نصت بعض الروايات على أنّه يأتى زمن يعدم الله فيه كلّ شىء ويبدأ خلقاً جديداً؟ الجواب : بما أن الآيات تدلّ على خلود أهل النعيم في الجنة وقد أكدت على ذلك مراراً فالأخذ بظهورها يقتضي الحكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) هود : 107 و 108
بالخلود الأبدي ولا ينافي ذلك كون الطاعة في زمن محدود لوجهين: الأوّل: الروايات الدالة على أنهم يخلدون في الجنة بسبب أنّهم كانوا بانين على الإطاعة لو خلّدوا وكذلك أهل النار يخلدون في العذاب لأنّهم كانوا ينوون المعصية إذا خلدوا في الدنيا وهذا أحد معاني قوله (صلى الله عليه وآله)«نيّة المؤمن خير من عمله ونيّة الكافر شر من عمله » (1) فإنّ المؤمن ينوي الطاعة دائماً بل ينوي من الطاعات ما لم يتمكن فيه فعلاً كالفقير ينوي إحداث مسجد أو مدرسة لو كان عنده مال . الثانى: إنّ العمل وإن كان في فترة زمنية محدودة إلاّ أنه قد يكون الأثر المترتب عليه مما يبقى دائماً مثلاً إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي كان في لحظة واحدة لكن آثارها بقيت إلى هذا اليوم وستبقى آلاف السنين ومن المعلوم أن الثواب والعقاب إنما يكونان على العمل بلحاظ آثاره المترتبة عليه . هذا إذا لم نقل بتجسيم الأعمال وإلاّ فالأمر واضح . وأما قوله تعالى (ما دامت السموات والأرض إلاّ ما شاء الله) فليس معناه عدم الخلود بل التعليق على المشيئة إشارة إلى أن خلودهم إنما هو بإرادة الله وقدرته وليس خارجاً عن اختياره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البحار 70 / 189 و 193 و 212
سؤال 15 : الإنسان قبل الموت، هل حقّاً يرى ملك الموت قبل انتزاع روحه؟ الجواب : المستفاد من الروايات أنّ الإنسان يرى ملك الموت حين موته، فالمؤمن يراه في صورة حسنة جميلة يأنس به ويراه الكافر أو الفاجر بشكل يخاف منه وفي الحديث أن ابراهيم (عليه السلام) رأى ملك الموت بصورته التي يقبض فيها روح الفاجر فغشي على ابراهيم (عليه السلام) ثمّ أفاق فقال: لو لم يلق الفاجر عند موته إلاّ صورة وجهك لكان حسبه.
سؤال 16 : بعد طلوع الروح ماذا يشعر الميت وماذا يره؟ الجواب : في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) «حتى إذا حمل الميت على نعشه رفرف روحه فوق النعش وهو ينادي: يا أهلي وولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت لي، جمعته من حلّه ومن غير حلّه وخلّفته لغيري المهّنا له والتبعات عليّ فاحذروا من مثل ما نزل بي»، وعن جامع الأخبار عن النبي(صلى الله عليه وآله) قال «أرواح المؤمنين تأتي في كلّ جمعة إلى السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادى كلّ واحد منهم بصوت حزين باكين:
يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا اُمّي ويا أقربائي اعطفوا علينا بدرهم أو بكسوة يكسوكم (1) الله من لباس الجنة» ثمّ بكى النبي (صلى الله عليه وآله) وبكينا معه . . . ثمّ قال «وينادون أسرعوا صدقة الأموات» وحكي عن أمير خراسان أنه رُئي في المنام بعد موته وهو يقول (ابعثوا إلي ما ترمونه إلى الكلاب فإني محتاج إليه).
سؤال 17 : هل حقّاً الشيعة يعذبون فقط في الحياة وفي القبر؟ الجواب : هناك روايات كثيرة يستفاد منها أنّ المؤمن المذنب تمحّص ذنوبه بأن يبتلي بالبلاء والعذاب في الدنيا أو في القبر وسوف تناله شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام) يوم القيامة ففي الحديث «إنما أتخوف عليكم من البرزخ فإذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم» وروى في الكافي عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إني سمعتك وأنت تقول كلّ شيعتنا في الجنة على ما كان فيهم، قال(عليه السلام): صدقتك كلّهم والله في الجنة، قال قلت: جعلت فداك إنّ الذنوب كثيرة كبائر، فقال(عليه السلام): أما في القيامة فكلّكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع أو وصي النبي ولكن والله أتخوف عليكم في البرزخ، قلت: وما البرزخ: قال(عليه السلام): القبر حين موته إلى يوم القيامة» وعن أميرالمؤمنين (عليه السلام): ما من الشيعة عبد يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الظاهر (يكسكم الله ) .
حتى يبتلي ببلية تمحص بها ذنوبه إما في مال وإما في ولد وإما في نفسه حتى يلقى الله عزوجل وما له ذنب وإنه ليبقى عليه الشىء من ذنوبه فيشدّد عليه عند موته. ولكن كلّ هذا لا يمكن الاعتماد عليه ولا يكون موجباً للتجري على المعاصي، أولاً: لاحتمال أن يكون ذلك مختصاً بمن ارتكب الذنوب والمعاصي غفلة ومن دون جرأة وتعمّد في المخالفة والعصيان كما نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي (الهي لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد ولا بأمرك مستخف ولا لعقوبتك متعرض ولا لوعيدك متهاون لكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي وغلبني هواي . . . ) . وثانياً: أن الذنوب إذا كثرت وتواترت فقد تؤدي إلى قسوة القلب وسلب الإيمان والاعتقاد الصحيح فيموت الإنسان كافراً أو مخالفاً لولاية الأئمة(عليهم السلام) فمن الذي يضمن البقاء على الولاية والايمان، وفي الحديث ان العبد إذا ارتكب الذنب حصلت نكتة سوداء في قلبه فإذا تاب زالت وإن عاد إلى الذنب زادت وكثرت إلى أن يسوّد القلب كلّه حينئذ فلا يفلح أبداً.
سؤال 18 : بعد ما ثبت واقعية السحر وأن الساحر بمقدوره أن يخيل للناس اُموراً لا واقعية لها كما فعل سحرة فرعون مثلاً فكيف نستطيع أن نجزم بصدق مدّعي النبوة إذا جاء بالمعجز طالما اننا نحتمل أنّ ما نراه ليس خرقا للعادة وإنما يخيل لنا ذلك لكونه ساحراً وبعبارة اُخرى ما هو الدافع لاحتمال كون ما نراه تخيلاً للمعجز بسبب تأثير السحر وليس معجزاً على نحو الحقيقة ؟ الجواب : بما أن تصديق النبي يتوقف على إظهار معجزة خارقة للعادة فلا محالة إذا ادّعى شخص النبوة فحكمة الله تقتضي أنه إذا كان كاذباً لم يوفّق لإقامة المعجز وخرق العادة حتى لو كان ساحراً وقادراً على خرق العادة وهذا يسمّى في الاصطلاح بالصرف بمعنى أن الله تعالى يمنعه من إثبات مطلبه الباطل بما هو خارق للعادة وإذا أتى بعمل غير معهود لدى الناس يفضحه الله تعالى ويبيّن كذبه كما ورد في قضية مسيلمة الكذّاب حيث وضع يده على رأس الطفل فسقط شعره (1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) روى في البحار 18 / 40 . (فأتت امرأة مسيلمة بصبي لها فمسح رأسه فصلع، و بقي نسله إلى يومنا هذا)
سؤال 19 : قال أحد المفسّرين عند تفسيره لقوله تعالى :( و همّ بها)(1) : « وهكذا نتصوّر موقف يوسف(عليه السلام) ، فقد أحس بالانجذاب في إحساس لا شعوري و همّ بها استجابة لذلك الإحساس كما همّت به ولكنّه توقّف وتراجع » ، علماً أنه في مكان آخر يقول : «أنّ همّ يوسف هذا الذي كان نتيجة الانجاب اللاشعوري هو أيضاً لا شعوري بل طبعي وأن قصد المعصية من يوسف(عليه السلام) لم يحصل » . فما رأيكم بقوله هذا، هل يتنافي مع عصمة الانبياء(عليهم السلام) حسب رأي الشيعة في العصمة أم لا؟ وإن كان جوابكم بأنه مناف لها، فالرجاء بيان وجه المنافات. وهل هناك دليل معتبر يمكن الركون إليه يجعل من المفسّر أن يستقرّ على هذا الرأي ويتبناه دون غيره من الآراء الاُخرى؟ ثمّ ما هو رأيكم أنتم في تفسير قوله تعالى :( ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه) ؟ الجواب : لا تكون الآية الشريفة منافية لعصمة الأنبياء فليس معناها أنه همّ بها، لكن برهان ربّه تداركه ، والشاهد على ذلك قوله تعالى : (كذلك لنصرف عن السوء والفحشاء )(2) وقول زليخا : (أنا راودته عن نفسه فاستعصم)(1) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) يوسف : 24 2 ) يوسف : 24
، وقول النساء :(ما علمنا عليه من سوء) (2) بل معنى الآية أنّه لولا العصمة التي أودعها الله تعالى في يوسف(عليه السلام)لكان يهمّ بها كأيّ شخص آخر والمراد بهذا التعبير أن الظروف كانت مغرية جداً لإنسان عادي ، لكن عصمة يوسف(عليه السلام)حالت دون ذلك ، وفي بعض التفاسير (و همّ بها)أي بقتلها . ( نقلاً عن كتاب (أجوبة مسائل الاعتقادية ) ص 59 لآية الله العظمى السيد الشاهرودي )
خلق نور النبي (صلى الله عليه وآله) سؤال 20 : هناك بعض الروايات التي تحدّد أنّ نور النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)هو أوّل ما خلق الله عزّوجلّ فهل ترون سماحتكم صحّة هذه الروايات من الناحية العقلية ومن ناحية السند؟ وإذا ثبت صحة هذه الروايات بالجملة فهل أنّ النور المحمّدى الأوّل أو الصادر الأوّل هو الرسول الأكرم الذي ظهر في عالم الخلق من جميع الحيثيات؟ الجواب : لا مانع من صحة هذه الروايات من الناحية العقلية والروايات بهذا المضمون متضافره وفيها المعتبرة من حيث السند وقد وردت بذلك روايات من طرق العامّة أيضاً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) يوسف : 51 2 ) يوسف : 51
أفضلية النبي (صلى الله عليه وآله) على جبرئيل سؤال 21 : ما هو الدليل العقلي والنقلي على أفضليه الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)على أمين الوحي جبريل؟ وإذا ثبت ذلك فكيف يتفق مع ما ورد في روايات المعراج من سؤال الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) لجبريل عن كثير من الأشياء و التي تدلّ من حيث الظاهر على أعلمية جبريل؟ الجواب : النبي(صلى الله عليه وآله) أشرف خلق الله وأفضلهم عند جميع المسلمين وهو أفضل من الملائكة بما فيهم جبرئيل وهذا ما نطقت به الروايات المتواترة من طرق الفريقين ولا ينافي أفضلية النبي(صلى الله عليه وآله)أنّه سئل جبرئيل في بعض الموارد إذ ليس معناه أنّ جبرئيل كان أعلم منه بل كان النبي(صلى الله عليه وآله)ينتظر الوحي من قبل الله تعالى في كثير من الموارد، كما قال تعالى (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) (1)وقد كان النبي(صلى الله عليه وآله)والمعصومون من أهل بيته يتخذون في سلوكهم سبيلاً يظهرون للناس أنّهم بشر وفقراء إلى الله تعالى ومحتاجون إليه حتى لا يحصل لدى تابعيهم الغلوّ كما قال النصارى بالنسبة لعيسى بن مريم أنه ابن الله وممّا يدلّ على أفضليّة النبي(صلى الله عليه وآله) على الملائكة أنّ الملائكة مجبولون على الطاعة ومجبورون على عدم المخالفة وليس في ذلك فضل بالقياس لمن يطيع الله ولا يعصيه باختياره ولمجرّد حبّه لله تعالى مع أنّه بشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) طه : 114
وليس معنى العصمة أنّهم مجبورون على الطاعة أو ترك المعصية بل معناها أنهم لكمال علمهم وايمانهم ومعرفتهم بالله لا يختارون المخالفة نظير من يرى النار فإنّه لايمسّها لعلمه الكامل بأنّه يحترق قطعاً ويدلّ على أفضليّة النبي(صلى الله عليه وآله)من جبرئيل قول جبرئيل في المعراج (لو دنوت لأحترقت) ولكن النبي(صلى الله عليه وآله)دنى فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى من العلي الأعلى .
سؤال 22 : يرى الشيعة أنّ أقوى الأدلّة على إمامة علي(عليه السلام) وكونه الخليفة الشرعي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو نصّ الغدير ولكنّنا نلاحظ أنّ علياً والزهراء (عليهما السلام)عندما وقعت المنازعة بينهما وبين أبي بكر وعمر في شأن الخلافة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)لم يحتجّا بحديث الغدير وحتى أنّ الزهراء (عليها السلام)لم تشر إليه في خطبتها المشهورة على الرغم من كونها في مقام الاستدلال على الإمامة وكذا علي(عليه السلام) في خطبة الواردة في الاستدلال على أحقّيته بالخلافة المروية في نهج البلاغة وفي غيره ، ولمّا لم يكن ممكناً إرجاع إغفالهما(عليهما السلام)الاستدلال بهذا الحديث إلى عدم صدوره لكونه متواتراً عند المسلمين قاطبة فيتعّين أن يكون مرجع ذلك إلى عدم نصوصية هذا الحديث على أحقّية علي(عليه السلام)
بالخلافة وقصوره في مقام الدلالة على ذلك فلا يصلح أن يحتج به على الخصم، وإلاّ فلو كان نصاً على ذلك كما تدعيه الشيعة فكيف نفسّر تركهما(عليهما السلام)الاستدلال به والعدول عنه إلى ما هو أضعف منه دلالة كحديث المنزلة وما شاكله ، هل توافقون على هذه المقولة؟ الجواب : لا نوافق على ذلك بتاتاً وإنما حديث الغدير من حيث السند والدلالة تامّ ومن الأدلّة الدامغة التي تثبت ولاية أميرالمؤمنين(عليه السلام)وخلافته بالصراحة وأما عدم احتجاج الإمام علي(عليه السلام) وسيدة النساء(عليها السلام)بهذا الحديث ففيه: أوّلاً : لا نسلّم ذلك بل احتجّ الإمام(عليه السلام) بهذا الحديث مراراً وفي مواطن عديدة، أوّلها كان بمسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبعد وفاته(صلى الله عليه وآله) وأمام جمهور المسلمين بما فيهم الصحابة والمستولون على الخلافة وقد ذكر ذلك سليم بن قيس الهلالي في كتابه المعروف والمطبوع فراجع . ثمّ احتجّ به يوم الشورى كما ذكره اخطب خوارزم في مناقبه ص 217 وغيره واحتجّ به في أيام عثمان بن عفان كما رواه الحمويني في فرائد السمطين الباب 85 عن سليم بن قيس . وناشد الإمام(عليه السلام) الناس يوم الرحبة سنة 35 عن صحة حديث الغدير فقام بضعة عشر رجلاً من الصحابة فشهدوا وكتم قوم فما فنوا من الدنيا إلاّ وعموا أو برصوا . واحتجّ(عليه السلام) به يوم الجمل سنة 36 على طلحة كما رواه الحاكم في المستدرك ج3 ص 371 ورواه
المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 11 واستنشد (عليه السلام) يوم صفين سنة 37 واحتجّ به أيضاً . وحديث الركبان معروف رواه المؤرخون فبعد أن أتاه ركب فقالوا : السلام عليك يا مولانا، قال(عليه السلام) لهم : كيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ فقالوا: سمعنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول « من كنت مولاه فعلى مولاه » ، فقال(عليه السلام) : وتشهدون على ذلك؟ قالوا: نعم، قال(عليه السلام) : صدقتم، و كان فيهم كبار الصحابة مثل أبي أيوب الأنصاري (1) . وأما السيدة الطاهرة المظلومة(عليها السلام)فاحتجّت بالحديث أيضاً فقد روي الجزري الشافعي في كتابه أسني المطالب قول الصديقة(عليها السلام)( في حديث مسلسل الفواطم ) في مقام الاحتجاج : « أنسيتم قول رسول الله يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه » راجع كتاب الغدير ج 2 ص 19-159. وثانياً: لم ينكر المستولون على الخلافة وأتباعهم فضل علي(عليه السلام)وأولويته بالخلافة منهم حتى يحتاج الإمام(عليه السلام) إلى إثبات أولويته وحقّانيته بالآيات والروايات ومنها حديث الغدير كما قال(عليه السلام) عند ما تعرض لمسئلة الشورى ( متى أعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتى صرت أقرن بهذه النظائر ) وإنما كانوا يدعون ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البحار 37 / 148
خوفهم من اختلاف الاُمّة ووقوع النزاع والقتال بينهم إذا لم يسارعوا في تعيين الخليفة كما هو الملاحظ من ظروف السقيفة فقد وقع الخلاف والصراع بين المهاجرين والأنصار وبما أن الإمام(عليه السلام)لم يكن حاضراً لاشتغاله بتجهيز النبي(صلى الله عليه وآله)لذلك لم يرشح من بين المتواجدين في السقيفة ولعلّه لو كان موجوداً لم ينازعه أحد في الخلافة كما صرّح بذلك الأنصار عند ما احتجّ عليهم الإمام(عليه السلام)فقالوا : لو كنت حاضراً كنّا نبايعك ، فقال(عليه السلام) ما حاصله : كيف أترك جنازة النبي(صلى الله عليه وآله) وأسعى وراء الرئاسة والخلافة، فهؤلاء عند ما طلبوا من الإمام(عليه السلام)البيعة لا لأجل عدم الإذعان بحقّه حسب ادّعائهم بل ادّعوا خوف الفتنة ولذا سارعوا إلى تعيين الخليفة وطلبوا منه الدخول في ما دخل فيه الناس كما أشارت إليه السيّدة الطاهرة فاطمة(عليها السلام) في خطبتها (ابتداراً زعموا خوف الفتنة إلاّ في الفتنة سقطوا . . . ) وأما خطبة الزهراء(عليها السلام) فلم تكن في مقام الاحتجاج على الولاية والخلافة حتى تحتجّ بحديث الغدير بل كان لإثبات حقّها وإرثها ونحلتها وقد ورد في مقدّمة الخطبة قول الراوي أنها(عليها السلام) بعد ما غصبوا منها فدكاً خرجت إلى المسجد في جمع من نسائها وحفدتها وأوردت الخطبة .
سؤال 23 : توجد بعض الأسئلة حول الغدير اثيرت من قبل المشككين في واقعة الغدير نذكر منها: 1- إذا قلنا أن الرسول (صلى الله عليه وآله) أمر بتنصيب الإمام علي (عليه السلام) في موقع الغدير فلماذا لم ينصبه في مكّة وجميع الحجّاج مجتمعين ولم يتفرّقوا؟ الجواب : لعلّه لم يكن لمكّة مكان وفضاء واسع يتّسع لجميع الحجّاج ويوصل إليهم صوت النبى(صلى الله عليه وآله)مثل ما حصل في أرض الغدير. 2- لماذا عبر الرسول (صلى الله عليه وآله) في الغدير عند تنصيب الإمام (عليه السلام) بكلمة مولى ممّا حدى بالغير باعطاء تأويلات لهذا المعنى بعبارة اُخرى، لماذا لم يقل الرسول (صلى الله عليه وآله): الإمام علي (عليه السلام)خليفتي عليكم، بدل كلمة مولى؟ الجواب : قد عبّر بأكثر من ذلك ويعرف بالرجوع إلى كتاب الغدير وساير الكتب ومراجعة الكلمات والخطب مفصلاً. 3- في روايات الغدير تقول أن موقع الغدير على مفترق طرق فكيف يكون ذلك و هو يبعد عن مكّة حوالى 200 كيلومتر شمالاً أي أنه ليس بطريق أهل اليمن ولا طريق أهل نجد وما جاورها والطائف ولا البلاد التي تقع في الغرب ولكنه طريق أهل المدينه وما هو في شمالها من العراق والشام وكلتا البلدين لم يدخلهما الإسلام بعد؟ الجواب : في ذلك العصر كان مفترق الطرق الحجّاج كما يظهر ذلك من الرجوع إلى المصادر التاريخيّة والروائيّة.
سؤال 24 : سؤالاتي حول آية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) : أولاً: في من نزلت الآية الشريفة؟ الجواب : اتفق المفسّرون من الخاصة والعامة على أنها نزلت في الإمام على(عليه السلام) ووردت الروايات بذلك من الفريقين . ثانياً: هل يمكن الاستفادة من هذه الآية في عدم بطلان الصلاة إذا أحدث فيها المصلّي الحركة القليلة مثل رفع اليد وحركتها مرّة واحدة فقط ؟ الجواب : نعم . ثالثاً: هل هناك منافاة بين الحركة القليلة والخشوع ؟ وما معنى الخشوع؟ الجواب : الحركة في مورد الآية لم تناف الخشوع بل كانت عبادة في ضمن الصلاة فإن التصدق وإعطاء الزكاة عبادة أيضاً ولكن قد تكون الحركة القليلة في الإنسان العادي منافياً للخشوع كما ورد عن النبى(صلى الله عليه وآله)في الرجل الذي كان يعبث بلحيته في الصلاة قوله : لو خشع قلبه لخشعت جوارحه . رابعاً: قيل إنّ الآية نزلت في شأن أميرالمؤمنين الإمام علي(عليه السلام) وأنه تصدّق بخاتمه أثناء
الصلاة . فكيف يمكننا أن نوفق بين هذه القضية وبين الخشوع والتوجه إلى الله المعروف عنه(عليه السلام)وخاصة في إخراج السهم من رجله ؟ الجواب : ظهر جوابه مما سبق وأنه(عليه السلام) كان في إعطائه الصدقة متعبداً ومتوجهاً إلى الله تعالى فلم يكن منافياً للخشوع فهو مقبل على الله تعالى في جميع حالاته ولم يشتغل بأمر دنيوي بخلاف إخراج السهم فإنه لو كان ملتفتاً إليه لكان منافياً للخشوع والإقبال التام على الله تعالى ولذلك لم يشعر بالألم لكونه متوجهاً بكلّ وجوده وإحساسه إلى الله تعالى . خامساً: بعد التيقّن بنزول الآية بشأن الإمام علي(عليه السلام) فهل هناك دليل على إثبات ولايته(عليه السلام)بهذه الآية للردّ على ابن تيمية وأمثاله القائلين بعدم ثبوت نزول الآية بشأن علي(عليه السلام) ؟ الجواب : قال العلامة الأميني في الغدير ج 2 ص 71 ذيل هذه الآية : أخرج أبوإسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده عن أبي ذر الغفاري قال: أما إنى صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً فرفع يديه إلى السماء وقال: اللّهم أشهد إنى سألت في مسجد نبيّك محمّد صلى الله عليه وسلم فلم يعطنى أحد شيئاً، وكان علي (رضي الله عنه) في الصلاة راكعاً فومأ إليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره، وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وسلم وهو في
المسجد فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إلى السماء وقال: اللّهم إنّ أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اُشدد به أزري وأشركه في أمري، فأنزلت عليه قرآناً: سنشدّ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما ، اللّهمّ إنّي محمّد نبيّك وصفيك اللّهمّ واشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً اُشدد به ظهري . قال ابوذر (رضي الله عنه) : فما استتمّ دعاءه حتى نزل جبرئيل(عليه السلام)من عند الله عزوجل وقال : يا محمد اقرأ (إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا ) الآية . أخرج هذه الأثارة ، ونزول الآية فيها جمع كثير من أئمة التفسير والحديث منهم : الطبري في تفسيره ج 6 ص 165 من طريق ابن عباس وعتبة بن أبي حكيم ومجاهد . الواحدي في أسباب النزول ص 148 من طريقين . الرازي في تفسيره ج3 ص 431 عن عطا عن عبدالله بن سلام وابن عباس وحديث أبي ذر المذكور . الخازن في تفسيره ج1 ص 496 . ابو البركات في تفسيره ج 1 ص 496 . النيسابوري في تفسيره ج 3 ص 461 .
ابن الصباغ المالكي في « الفصول المهمّة » ص 123 حديث الثعلبي المذكور . ابن طلحة الشافعي في « مطالب السؤول » ص 31 بلفظ أبي ذر المذكور . سبط ابن الجوزي في « التذكرة » ص 9 عن تفسير الثعلبي عن السدّي وعتبة وغالب بن عبدالله . الگنجي الشافعي في « الكفاية » ص 106 باسناده عن انس و ص 122 عن ابن عباس من طريق حافظ العراقين والخوارزمي وابن عساكر عن أبي نعيم والقاضي أبي المعالي . الخوارزمي في مناقبه ص 178 بطريقين . الحمّويي في فرائده في الباب الرابع عشر من طريق الواحدي وفي التاسع والثلاثين عن انس ومن طرق الاُخرى عن ابن عباس وفي الباب الأربعين عن ابن عباس وعمار بن ياسر . القاضي عضد الايجي في « المواقف » ج3 ص 276 . محب الدين الطبري في « الرياض » ج 2 ص 227 عن عبدالله بن سلام من طريق الواحدي وأبي الفرج والفضائلي و ص 206 ، وفي الذخائر ص 102 من طريق الواقدي وابن الجوزي . ابن كثير الشامي في تفسيره ج 2 ص 71 بطريق عن أميرالمؤمنين ، ومن طريق ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل ،
وعن ابن جرير الطبري باسناده عن مجاهد والسديّ ، وعن الحافظ عبدالرزاق بإسناده عن ابن عباس ، وبطريق الحافظ ابن مردويه بالإسناد عن سفيان الثوري عن ابن عباس ، ومن طريق الكلبي عن ابن عباس فقال : هذا اسناد لايقدح به ، وعن الحافظ ابن مردويه بلفظ أميرالمؤمنين وعمار وأبي رافع . ابن كثير أيضاً في البداية والنهاية ج 7 ص 357 عن الطبراني بإسناده عن أمير المؤمنين ومن طريق ابن عساكر عن سلمة بن كهيل . الحافظ السيوطي في « جمع الجوامع » كما في الكنز ج 6 ص 391 من طريق الخطيب في « المتفق » عن ابن عباس وص 405 من طريق أبي الشيخ وابن مردويه عن أميرالمؤمنين . ابن حجر في « الصواعق » ص 25 . الشبلنجي في « نور الابصار » ص 77 حديث أبي ذر المذكور عن الثعالبي . الآلوسي في « روح المعاني » ج 2 ص 329 وغيرهم . ولحسّان بن ثابت في هذه المأثرة شعر يأتي إن شاء الله تعالى . سادساً: هناك بعض العلماء المعروفين بفضلهم العلمي (ظاهراً) يقول لم يثبت عندنا نزول الآية في شأن الإمام علي(عليه السلام) فما رأيكم في مجالسته والاستماع إلى محاضراته وخطبه وهو ممن استفاد أعداء أهل البيت(عليهم السلام)من كلماته هذه وغيرها؟ الجواب : كلّ من يقول بذلك فهو معاند يخالف حتى المفسرين
والمحدثين من العامة ولابدّ من الاحتياط التام في مجالسته بل تركها إذا كان مؤثراً في عقائدكم . سابعاً: ما رأيكم في التشهير به إذا هو لم يرتدع عن عقيدته هذه في مسألة الولاية العلوية العظمى ولم يقبل أن يجلس مع نظرائه من أهل العلم للبحث والحوار لأنه يرى نفسه ونراه أيضاً اعلم من الأفراد الذين يريدون البحث معه في هذه المسالة ؟ ج : (اُدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) .
سؤال 25 : أيّ الفرقة الناجية؟ مع الدليل. الجواب : الفرقة الناجية هم اتباع علي (عليه السلام) وشيعته كما في الحديث النبوي المروي عن الفريقين «علي وشيعته هم الفائزون» و«علي وشيعته خير البريّة»، ومما يدلّ على أن الفرقة الناجية هم الشيعة الإثناعشرية ما رواه العامة والخاصة عن النبي (صلى الله عليه وآله)وقد صرّح العلماء بأنّه حديث صحيح «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» ونحن الشيعة بحمدالله نعرف إمام زماننا وهو الإمام الحجّة بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي(عليهم السلام) .
وأمّا العامة فمن هو إمام زمانهم في هذا العصر؟ وهل يعرفون إماماً في هذا الزمان، قد يقال المراد السلطان والحاكم أو الملك ولكنّه قول خاطىء جدّاً وذلك لأنّ الإمامة منصب مقدس لا يعطيه الله تعالى للظالم أو الكافر، قال تعالى (لا ينال عهدي الظالمين)(1). وأمّا القول بأنّ المراد هو القرآن فهو خاطىء أيضاً لأن القرآن إمام جميع الأزمنة وليس إمام زمان الخاص والحديث يقول «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».
سؤال 26 : في جواب لأحد المخالفين في موضوع عن علم أبي بكر قال: إن علياً أيضاً لم يكن يعلم كلّ الاُمور الفقهية (كما ورد في عدم علمه لحكم المذى او قال الوذى ـ لا أذكر بالضبط ـ حيث أنه رجع إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) ) ما مدى صحّة هذا الخبر؟ أين هي المصادر التي أجد فيها هذا الخبر لو صحّ؟ وما هو الجواب عليه؟ وما هو رأيكم الشريف بالنسبة لهذا الموضوع؟ وهل هو رأي إجماع أعلامنا؟ وهي يوجد من شذّ منهم فيه؟ الجواب : الروايات من الفريقين متضافرة بل متواترة على أعلميه ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البقرة : 124
علي (عليه السلام) من جميع الصحابه والشواهد التاريخية متعدّدة وقد كان أبوبكر وعمر وعثمان وغيرهم يرجعون إلى علي في كثير من المسائل حتى اشتهر عن عمرأنه قال (لولا علي لهلك عمر) و قال (لا جعلني الله لمعضلة ليس لها ابوالحسن) وورد عن النبى(صلى الله عليه وآله): (اقضاكم على(عليه السلام)) و (أنا مدينة العلم (الحكمه) وعلي بابها) وقد كان سلام الله عليه يقول (سلوني قبل أن تفقدوني لا يقولها غيري إلاّ كذّاب) وأما مجرّد سؤال الإمام(عليه السلام)النبي(صلى الله عليه وآله) عن بعض الاُمور فلا يدلّ على جهله بها وإنما أراد السؤال ليظهر النبى(صلى الله عليه وآله)حكمه للناس فلعلّ هناك من يستحيي من السؤال عن المذي فسئل الإمام(عليه السلام) وإن كان عالماً بالحكم حتى يسمع ذلك الشخص الجواب من لسان النبي(صلى الله عليه وآله).
سؤال 27 : هل قول الله تعالى في كتابه العزيز لإبراهيم الخليل(عليه السلام)( إنّي جاعلك للناس إماماً ) (1) هي نفس الإمامة للأئمة(عليهم السلام) وهل هناك من الأنبياء من هو رسول ونبي وإمام؟ الجواب : يظهر من سياق الآية أنّ الإمامة مرتبة أعلى من النبوة كما أشار إليه الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله: إنّ الله عزوجل اتّخذ ابراهيم (عليه السلام) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البقرة : 124
عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً وإنّ الله تعالى اتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولاً وإنّ الله اتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه إماماً فلمّا جمع له الأشياء (قال ومن ذريّتي قال لاينال عهدي الظالمين) وذلك لأنّ الإمامة هي الغاية للنبوّة والرسالة فإنّها هي السلطة الإلهية لتقويم العباد وتنظيم اُمور دينهم ودنياهم وليس معنى ذلك أنّ كلّ إمام نبيّ أو رسول كما أنّ كلّ نبيّ أو رسول لا يكون إماماً. وكيفما كان فالمقصود من الإمامة التي جعلها الله لابراهيم نظير إمامة الأئمة(عليهم السلام)وإن لم يكونوا أنبياء، وقد كان ابراهيم(عليه السلام) وكذلك نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) نبيّاً ورسولاً وإماماً في نفس الوقت ولذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير لجماهير المسلمين: «ألست أولى بكم من أنفسكم»، قالوا: بلى، قال: «اللهم اشهد»، ثمّ أخذ بيد علي (عليه السلام)وقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه»، فصرّح بأنّ الإمامة والولاية الثابتة له بإقرار المسلمين واعترافهم ثابتة للإمام علي(عليه السلام).
سؤال 28 : هل أن ما وقع بالسقيفة مؤامرة أما غير ذلك؟ الجواب : لا ريب أنّ الإمام علي(عليه السلام) كان وصى رسول الله(صلى الله عليه وآله)وخليفته بتصريح من النبى(صلى الله عليه وآله)في موارد عديدة ومن أبرزها يوم غدير خم وقد بايع المسلمون له بالخلافة فكلّ ما حدث بعد النبي(صلى الله عليه وآله)يعدّ مخالفة صريحة لقول رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومصداقاً لقوله تعالى (أفإن
مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) (1) وقد اعتذر المسرعون إلى تعيين الخليفة ( وبعبارة أصحّ غصب الخلافة ) بالخوف من وقوع الفتنة وان الإمام علي(عليه السلام)كان مشغولاً بمصاب النبي(صلى الله عليه وآله) وتجهيزه وقد أشارت الزهراء(عليها السلام) بذلك في خطبتها المعروفة في الاحتجاج على أبي بكر . . . ( ابتداراً خوف الفتنة إلاّ في الفتنة سقطوا ) ولكن من البديهي أنّ هذه التحركات لا تصل إلى النتيجة لو لم يمهد مقدّماتها وقد كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)عالماً بهذه التحركات في زمانه التي منها إرادة اغتياله في العقبة بعد واقعة الغدير ومنها تمرّدهم وتخلّفهم عن جيش اُسامة حتى اضطرّ أن يقول(صلى الله عليه وآله) (جهّزوا جيش اُسامة لعن الله من تخلّف عن جيش اُسامة ) ولذا كان(صلى الله عليه وآله) يصرّ في آخر عمره على تثبيت خلافة على(عليه السلام)حتى طلب منهم في مرضه لوحاً ودواتاً ليكتب ذلك حتى لا يضلّوا بعده أبداً ولكن عمر بن الخطاب ( كما صرّحت به بعض الصحاح المعتبرة عند العامة ) قال: إنّ الرجل ليهجر (2) فمنع من ذلك فهذه التحركات تدل على ان مقدمات السقيفة كانت ممهدة من زمان رسول الله(صلى الله عليه وآله) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) آل عمران : 144 2 ) في (صحيح البخارى) كتاب الطب (كتاب المرضى) باب قول المريض قوموا عني ج 7 ص 155 ط القاهرة 17 ربيع الاول 1378 هـ ق: عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمربن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هلمّ أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر، فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله : قوموا، قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول: ان الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم . وقد أورد البخاري هذا الحديث في مواضع اُخرى من صحيحه منها: كتاب العلم ج 1 ص 39 باب كتابة العلم من طريق آخر عن ابن عباس . وقال البخاري أيضاً في (كتاب الجهاد) باب جوائز الوفد ج 4 ص 84: حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سليمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثمّ بكى حتى خضب دمعه الخضباء، فقال: اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فتنارعوا ولا ينبغى عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله صلى لله عليه وسلم، قال: دعونى فالذي أنا فيه خير مما تدعونى إليه، وأوصى عند موته بثلاث: اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، ونسيت الثالثة . . . . وقد نقل هذه الاهانة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في صحيح مسلم في آخر الوصايا 2 / 14 ومن مسند احمد بن حنبل 1 / 325 أيضاً. وأخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رويت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله صلى الله وسلم: ائتونى بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إنّ رسول الله يهجر . وأخرج هذا الحديث بهذه الألفاظ احمد في ص 355 من الجزء الأول من مسنده وغير واحد من اثبات السنن . وفي البداية والنهاية لأبي الفداء (الحافظ بن كثير) ج 5 ص 227: ( . . . فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً، فقال بعضهم: إنّ رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله . . . ) ثمّ قال: (ورواه مسلم عن محمد بن رافع وعبدالحميد كلاهما عن عبدالرزاق بنحوه وقد أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه من حديث معمر ويونس عن الزهرى به ) . وفي تاريخ الطبري لابن جرير ج 3 ص 193 : ( . . . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتونى باللوح والدواة أو بالكتف والدواة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، قال: فقالوا: إنّ رسول الله يهجر). وفي تاريخ ابن الاثير ج 2 ص 217: (قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثمّ جرت دموعه على خديه: اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه ووجعه فقال: ائتونى بدواة وبيضاء أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً فتنازعوا ولا ينبغى عند نبي تنازع، فقالوا: إنّ رسول الله (ص) يهجر، فجعلوا يعيدون عليه، فقال: دعوني فما أنا فيه خير مما تدعونني إليه.) قال الحميدي: « عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبدالله الأسدي الحميري المكي أحد الأئمة صحب ابن عيينة تسع عشرة سنة وصحب الشافعى وتفقه، به عن مسلم بن خالد وفضيل بن عياض وعنه البخاري واحمد بن الازهر وسلمة بن شبيب وأبوحاتم وقال: ثقة إمام أثبت الناس في ابن عيينة، قال احمد: الحميري إمام. قال البخاري: مات سنة عشرة و مأتين (هامش الايضاح 359)» حدثني سفيان بن عيينة قال: حدثنا سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثمّ بكى حتى بلّ الحصى بدموعه. فقال: اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذي مات فيه، فقال: ائتوني بصحيفة ودوات أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي. قال: فتنازعوا ولا ينبغي عند النبي التنازع فقال عمر : هجر هجر استفهموه . فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فاشتدّ عليه فرفع رأسه فقال: دعوني ومالي ( وربي ) ما أنا فيه خير مما تدعونني إليه اهـ» (الايضاح 359) قال الشهيد السعيد الشيخ قاسم الاسلامي في كتابه «ما ذا تقضون» : إذا عرفت هذا فاعلم: أن سياق أحاديث «يوم الخميس» التي نقلها العامة في صحاحهم ومسانيدهم على طوائف : الاُولى : مايكون مصرحاً بحضور عمر في جملة من في البيت بمحضر رسول الله(صلى الله عليه وآله)في مرضه ولكن غيروا جملة «إنّ النبي يهجر» أو «ليهجر» وتصرفوا فيها وأقاموا جملة «قد غلب عليه الوجع» مقامها! بتخيّل تنزيه الثاني من منقصة نسبة الهجر إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) تجرياً عليه!! مثل مارواه البخاري في كتاب المرضى وابن أبي الحديد وأبوبكر الجوهري في كتاب السقيفة كما مر . الثانية: ما حذفت لفظة «عمر» من جملة «من في البيت» وعبّر فيه بجملة «وقالوا» بلفظ الجمع، ولكن جملة «أنّ النبي يهجر» باقية بحالها ومذكورة في الحديث . مثل ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب الوصية واحمد في المسند والطبري وابن اثير في تاريخيهما. الثالثة: ما تكون لفظة «عمر» وجملة «ان النبي يهجر» كلتاهما محذوفتان من الحديث وعبّر فيه بلفظ «بعض» أو «قالوا» و«غلب عليه الوجع» . مثل ما رواه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية والطبري في ج 2 من تاريخه في بعض أحاديثه المنقولة . الرابعة : ما تكون لفظة «عمر» و«الهجر» مذكورتان في الحديث . مثل ما رواه الحميدي كمامرّ . والسرّ في هذه التصرفات والتغييرات غير المجازة بعد ما علموا أن الأحاديث السابقة سنداً من المسلمات لا يعتريه شك ولا ريب كما رووا أصحابنا في كتبهم عن الطرق المعتبرة عندهم في أن عمر أوّل من نسب الهجر إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) : هو أنهم قد تفطنوا وأدركوا أن التفوه بتلك النسبة بأشرف الخلق وأمين ربّ العالمين ومعدن أسرار الملك والملكوت وسلالة عالم الخلق والأمر وبحر العصمة من أقبح القبائح، بل الحقّ أن نقول: إنّ هذا التجاسر موجب لهدم بنيان النبوة ورتبة النبي المعظم والهتك بالقرآن العظيم، لأنه تعالى يقول في كتابه العزيز: (ما ضلّ صاحبكم و ماغوى . . . وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى علّمه شديد القوى) (أنه لقول رسول كريم ذي قوّة عند ذي العرش مكين مطاع ثمّ أمين وما صاحبكم بمجنون) (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (الذين يتبعون الرسول النبي الاُمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهيهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزّزوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه اولئك هم المفلحون) (فإن تنازعتم في شىء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) (من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (وأطيعوا الله والرسول لعلّكم ترحمون ) (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) (ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فإنّ له نار جهنم خالداً فيها ) (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على شموخ سماء النبوة وعصمة الرسول (صلى الله عليه وآله)من الهجر، على أنّ العقل يستقلّ بذلك ولكنّهم علموا أنه (صلى الله عليه وآله) إنما أراد توثيق العهد بالخلافه وتأكيد النص على علي (عليه السلام) خاصة وعلى الأئمة(عليهم السلام)من عترته عامة فصدوه عن ذلك كما اعترف به الخليفة الثاني في كلام دار بينه وبين ابن عباس. (ماذا تقضون 494 - 497 )
سؤال 29 : ما هى الولاية التكوينية وما مصداقها وهل لها حدود وما حكم من لا يقول بها ؟ هناك من يقول أنه لا فرق بين النبى(صلى الله عليه وآله) والإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام) مطلقاً حتى أنهما صلوات الله عليهماوآلهما لا يفترقان في شىء ويعيب على من يقول أن النبى(صلى الله عليه وآله) أفضل من أميرالمؤمنين(عليه السلام)وهل الاختلاف في المسائل العقائدية بين علمائنا يوجب التفسيق والتضليل لمن يقول بخلاف رأي الأكثرية منهم دامت بركات الأحياء وأعلى الله مقام المتوفين ؟ الجواب : المراد من الولاية التكوينية هو أن الله تبارك وتعالى بقدرته وحكمته البالغة أعطى للأنبياء والأئمة(عليهم السلام)القدرة في التصرف في الاُمور التكوينية من الأحياء وشفاء المرضى وقضاء الحاجات من غير التوصل إليها بالأسباب الطبيعية وقد نطق القرآن الكريم بذلك حيث قال تعالى في حق عيسى(عليه السلام) (وتبرء الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني) (1) وليس المراد أنه كان يدعو الله فيستجيب دعائه لأنه خلاف الظاهر جداً خصوصاً بملاحظة قوله (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني) (2) . وإذا كان أنبياء بني اسرائيل(عليهم السلام) لهم هذه القدرة فالأئمة المعصومين(عليهم السلام) الذين هم أفضل منهم قادرون على ذلك بطريق أولى ومن ينكر ذلك فلم يستوعب حقيقة القرآن الكريم . وأما أميرالمؤمنين(عليه السلام)فهو في آية التباهل نفس النبى(صلى الله عليه وآله) وهو أخو النبي(صلى الله عليه وآله)وابن عمّه وصهره وباب مدينة علمه وهو أشرف خلق تعالى بعد النبى(صلى الله عليه وآله) ولكن ورد عنه(عليه السلام)قوله (انا عبد من عبيد محمد(صلى الله عليه وآله) ) (3) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) المائدة : 110 2 ) المائدة : 110 3 ) في البحار 3 / 283: فقال يا أميرالمؤمنين أفنبي أنت؟ فقال: ويلك إنما عبد من عبيد محمد. وفي الكافي 1/ 90 : فقال: ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله) . وأيضاً في الكافي 1 / 90: فقال: لاُمك الهبل إنما أنا عبد من عبيد رسول الله(صلى الله عليه وآله) . سؤال 30 : ما الفرق بين الإرادتين التكوينية والتشريعية؟ مع ذكر الأمثلة إن أمكن. الجواب : الإرادة التكوينية هي الإرادة التي تؤثر في الكون بأن يريد الله تعالى ايجاد شيء وخلقه ووقوع شيء في عالم الكون وأما الإرادة التشريعية فهي أوامر الله ونواهيه بمعنى أن الله تعالى يعلم بالمصلحة في فعل العبد أو المفسدة فيطلب منه الفعل أو يزجره عنه ويريد منه أن يفعل أو يترك .
سؤال 31 : هل إرادة الأئمة تكوينية؟ ولماذا؟ الجواب : نعم الأئمة لهم قدرة تكوينية ويتمكّنون من التصرف في الكون بإحياء الموتى أو شفاء المرضى وغير ذلك وليس معنى ذلك أنّهم مستقلّون في التصرف والإيجاد في قبال الله تعالى وإنما أعطاهم الله هذه القدرة فهم مفتقرون إلى قدرته في كلّ حال وإذا لم يفض عليهم القدرة في آن واحد لا يتمكّنون من شيء أصلاً، فالولاية التكوينية ثابتة لهم بإذن الله تعالى وإقداره لهم ومانقله القرآن من الأنبياء والمرسلين من إحياء الموتى وإبراء المرضى خير شاهد على وقوع ذلك والأئمة(عليهم السلام)يتملّكون كلّ ما للأنبياء من المواهب والقدرات.
سؤال 32 : هل يجوز الاعتقاد بالتفويض التكويني للأئمة(عليهم السلام) وعلى فرضه فهل تكون (الولاية التكوينية) عبارة عن قدرة مودعة في المعصوم أم أنه (أي المعصوم) يسأل فيعطى من قبل الله عزوجل ؟ الجواب : لا يجوز الاعتقاد بالتفويض، وأما الولاية التكوينية فهي عبارة عن أن الله تعالى أعطى القدرة للمعصوم وأذن للمعصوم في أن يتصرف في التكوينيات كما أذن لبعض الأنبياء السابقين.
سؤال 33 : هل المعصومون(عليهم السلام) هم واسطة في الفيض أو لا؟ الجواب : نعم، لا مانع من أن الله تعالى يجعل الأئمة واسطة في الفيض والرحمة والعفو.
سؤال 34 : من المعروف أنّ الله تعالى مشرعاً. السوال: أليس الرسول (صلى الله عليه وآله)مشرعاً؟ كما الله تعالى. إنّ الأئمة المعصومين مبيّنين ومفسّرين لهذا الشرع (فهم ليسوا مشرّعين كما الرسول (صلى الله عليه وآله))، فهل وجد أحد من أعلامنا قد ذهب إلى أنهم يشرّعون كالرسول (صلى الله عليه وآله). الجواب : قال الله تعالى(وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى) (1) هذه الآية تدلّ على أن كلّ ما جاء به النبي(صلى الله عليه وآله) فهو من قبل الله تعالى فكون النبي مشرعاً معناه أنه يبين شريعة الله تعالى ويبلّغها. نعم قد يفوّض الله تعالى إلى نبيّه الحكم في واقعة ويعطيه الولاية على ذلك وكلّ ما ثبت للنبي(صلى الله عليه وآله) من بيان أحكام الشريعة وتبليغها والولاية ثابت للأئمة المعصومين(عليهم السلام) ، غاية الأمر النبي(صلى الله عليه وآله) ينقل عن الوحى والأئمة ينقلون عن الله تعالى .
سؤال 35 : ما الفرق بين الإرادة التشريعية والإرادة التكوينية؟ الجواب : الإرادة التكوينية هي إرادة التصرف في الموجودات بالخلق والإحياء والإماتة وغير ذلك وأما الإرادة التشريعية فهي عبارة اُخرى عن الأوامر والنواهي والأحكام الشرعية بمعنى أن الله يعلم بوجود المصلحة أو المفسدة في صدور الفعل من المكلّف فيريد منه فعله أو تركه فيأمره بذلك أو ينهاه عنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) النجم : 3
البداء في علم المعصوم (عليه السلام) سؤال 36 : هل يجوز البداء في علم المعصوم بحيث يخبر المعصوم بشىء ويحصل خلافه؟ وما هو مدى صحة قصه النبي(صلى الله عليه وآله) مع اليهودي الحطاب الذي أخبر النبي(صلى الله عليه وآله) عن موته ثمّ لم يمت لأنّه تصدّق؟ الجواب : معنى البداء هو أن النبي(صلى الله عليه وآله) أو الإمام(عليه السلام) يخبر بشىء على أساس القوانين العامة الطبيعية ولكن هناك مانع من حصول ذلك الشىء ولكن النبي(صلى الله عليه وآله) أو الإمام (عليه السلام)يسكت عن ذلك وإن كان عالماً به ـ لمصلحة من المصالح ـ فيتخيّل الناس أن ما ذكره النبي(صلى الله عليه وآله) أو الإمام(عليه السلام)لم يقع في الخارج بل وقع خلافه، مثلاً قد يخبر بموت شخص لأنّه بحسب الضوابط العامة سوف يموت في ذلك الوقت لكن موته في الواقع معلّق على عدم التصدّق والنبي(صلى الله عليه وآله) يعلم بذلك ويعلم بأنّه سوف يتصدق ولا يموت لكن يسكت عن ذلك لمصلحة ولعلّها في المثال للاهتمام بشأن التصدّق، فالبداء يكون في علم الناس حيث أنه يظهر ويبدو لهم ما كانو يجهلونه وأما النبي(صلى الله عليه وآله)والأئمة(عليهم السلام)فكانوا يعلمون بالنتيجه غاية الأمر لم يخبروا بذلك، وقضية الحطاب والثعبان من هذا القبيل فإنّ موته كان معلّقاً على عدم التصدّق والنبي(صلى الله عليه وآله) أخبر بذلك لكن الناس تخيّلوا أنه سوف يموت على كلّ حال ولما لم يمت تبيّن لهم خلاف ذلك. وبعبارة اُخرى هناك كتابان كتاب المحو والإثبات وكتاب اللوح المحفوظ فتارة يخبر النبي(صلى الله عليه وآله)أو الإمام (عليه السلام) عن كتاب المحو والإثبات الذي فيه القوانين والضوابط العامة وقد تكون معلّقة على اُمور بحيث لو لم تتحقق تلك الاُمور لم تقع تلك الحوادث وقد يخبر عن اللوح
المحفوظ الذي لا يتغيّر ولابدّ أن يتحقق في الخارج والنبي(صلى الله عليه وآله)والإمام(عليه السلام)عالمان بكليهما فقد يخبر عما في الأوّل وبما أنّه معلق على شىء ولم يتحقق المعلق عليه فيكون المكتوب في اللوح المحفوظ الواقع لامحالة خلافه.
سؤال 37 : قال أحد : الغلوّ هو الاعتقاد بأنّ الأنبياء والأئمة يخلقون ويرزقون الناس ( وأمثال ذلك ) من دون استمداد من الله تعالى ، وأما الاعتقاد بأن الله تعالى قد أعطى للأئمة أو الأنبياء القدرة على أن يخلقوا ويرزقوا أو يعلموا الغيب وأمثال ذلك مع قدرته تعالى على أن يسلب منهم ، فهذا ليس بغلو . أقول : وهذا عين الغلوّ فالمشركين كانوا يعتقدون أنّ الخالق والرازق أيضاً هو الله، تأملي هذه الآية التي تخاطب المشركين ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ومن يدبّر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتّقون) (1) ، أما أن يعطي بعض عباده بعض الصفات كسليمان أو النبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) يونس : 31
عيسى فهذا لا يعني أنّه أعطى مثله للأئمة، فكون نبي الله عيسى يحيي الموتى فلا يعني أنّ نبي الله موسى يحيي الموتى كذلك رغم إن موسى أفضل من عيسى وكونه تعالى أعطى قبضة الأرواح لملك الموت لا يعني أنّ تلك الصفة لدى نبيّنا محمّد(صلى الله عليه وآله) ومن ادعى فعليه بالدليل ولادليل، بل نبيّنا قال عن نفسه في القرآن الكريم ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلاّ ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء إن أنا إلاّ نذير وبشير لقوم يؤمنون)(1) فلا نكن وزراء أكثر من الوزير ! ( يا علي ما عرف الله إلاّ أنا وأنت وما عرفني إلاّ الله وأنت وما عرفك إلاّ الله وأنا ) أقول : فهل هذا يعني إن الله تعالى والرسول والإمام علي لا يعرفهم الإمام الحسين وبقية الأئمة ؟ أما قولك أما قرئت في زيارة وارث للإمام الصادق(عليه السلام) حيث يقول ( السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمّد حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي أميرالمؤمنين ولي الله ) فهل يعني إن الإمام الحسين (عليه السلام) أعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو أقلاً مساو له في العلم حيث أنّه ورث علمه كلّه بالإضافة إلى علم الأنبياء والإمام علي فهذا يقتضي المساواة على أقلّ تقدير ! وأنا أطرح عليكم عدّة أسئلة أرجو ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الأعراف : 188
أن أظفر على إجابات : 1- ما صيغة الاُمور التي كان المغالون يقولونها في الإمام علي ؟ وإذا قلتم أنّهم كانوا يقولون أنّه ربّ فهذا لا ينبغي أن يقال لهم مغالون بل يقال لهم مشركون . واُريد بالتحديد كيف يعني يقولون أنّه ربّ ؟ 2- هل أن الأئمة يعلمون علم الانترنت أم لا؟ 3- إذا كان الأئمة يعلمون ما سيكون فكيف يكون الإمام علي (عليه السلام)شجاعا- حينما نام في فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله)أو حينما قابل عمرو بن عبدود حيث أنه يعلم أنّه لن يقتل حينذاك ؟ الجواب : المستفاد من الأدلّة أنّ الأئمة(عليهم السلام) لهم القدرة على إحياء الموتى والتصرف في الكون بقدرة الله تعالى ولا يعدّ ذلك من الغلوّ وليس مقام الأئمة(عليهم السلام) أقلّ من الأنبياء وإذا أمكن أنّ يحيى عيسى بن مريم(عليه السلام)الموتى بإذن الله أو يخلق من الطين كهيئة الطير ثمّ ينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله فالأئمة(عليهم السلام) يتمكّنون من ذلك بطريق أولى ولو كان القول بإمكان صدور هذه الأفعال منهم بإذن الله غلوّاً فالقرآن يدلّ على تحقق مثل هذا الغلوّ في مثل عيسى بل قوله تعالى ( فالمدبّرات أمراً)(1) يقتضي أنّ الله جعل تدبير بعض الأشياء موكولاً إلى بعض المخلوقات كما هو صريح هذه الآية فهل مقام الأئمة (عليهم السلام) أقلّ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) النازعات : 5
من اولئك وفي الرواية أن الإمام(عليه السلام)سُئل هل عنده علم الغيب فسئل الراويَ: هل يمكن لله تعالى أن يعطي هذا العلم لبعوضة؟ فقال الراوي: نعم. فقال الإمام (عليه السلام) : نحن أكرم عند الله من بعوضة . نعم الاعتقاد بأن الأئمة (عليهم السلام) قادرون على ذلك بدون إذن الله واقداره لهم، كفر وغلوّ كما أنّ الاعتقاد بأن الله فوّض إليهم أمر التدبير والخلق والرزق وليس له التصرف في الكائنات كفر وغلوّ وباطل ولكن الاعتقاد بأن الله تعالى اعطى لهم القدرة على الإحياء أو الخلق في بعض الموارد وفي بعض الأوقات مع أنه الخالق البارىء المدبّر للعالم لأجل إظهار فضلهم ومقامهم السامي وقدرته الكاملة أعطاهم القدرة على التصرف في بعض الامور بإذنه، فلا مانع منه بل تدلّ الأدلّة على إمكانه ووقوعه . وأما أن قول النبي (صلى الله عليه وآله)لعلي (عليه السلام) (لايعرفنّك إلاّ الله وأنا) فليس معناه أنّ الأئمة لايعرفون علياً أو لايعرفون الله أو الرسول، لأنّ علمهم من علم الله ورسوله والحصر إضافيّ بالنسبة إلى سائر الناس الذين لايعرفون هؤلاء حقّ المعرفة . وأمّا أنّ الإما م الحسين(عليه السلام) وارث الرسول (صلى الله عليه وآله) أو الأئمة وكذا غيره كالإمام الرضا (عليه السلام) حيث ورد في زيارته أنّه وارث من قبله من الأنبياء والأئمة فليس معناه أن الإمام الحسين (عليه السلام) أو الإمام الرضا (عليه السلام) أعلم من النبي(صلى الله عليه وآله) وسائرالأئمة وإنما معناه أن الصفات الموجودة في هؤلاء من العلم والحلم والكرم والعظمة والشرف وغيرها توجد في
الإمام الحسين (عليه السلام) والإمام الرضا (عليه السلام) مثلاً وشأن الوارث هو ذلك، فهذا التعبير كناية عن أنّه يتخلّق بأخلاقهم ويتّصف بصفاتهم ويمشي على نهجهم وكونه وارثاً عن جميع هؤلاء وليس معناه أنّه أفضل منهم أو من النبي(صلى الله عليه وآله) إذ لا ينافي وجود جميع الصفات والفضائل الحسنة في جميع هؤلاء إلاّ أنّ كلاًّ منهم امتاز بصفة خاصة والإمام الحسين(عليه السلام)ورثهم في هذه الصفات، فأخذ من كلّ واحد صفته الخاصة، فمثلاً امتاز الامام علي (عليه السلام) بالشجاعة والزهد لأنّ الظروف المكتنفة بحياته أبرزت هذه الصفات فورثه الحسين (عليه السلام)وامتاز الإمام الحسن (عليه السلام) بالكرم والجود فورثه الامام الحسين (عليه السلام) وامتازت الزهراء (عليها السلام)بالجهاد والتضيحة في سبيل الولاية باعتبار دورها الجهادي البارز ضد الغاصبين فورثها الحسين(عليه السلام) ذلك وهكذا . ثمّ إنّ من عنده علم الكتاب ومن قال على المنبر ( سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لأنا أعلم بطرق السموات من طرق الأرض ) وهكذا سائر الأئمة(عليهم السلام)الذين هم معدن العلم والمعرفة لا يخفى عليهم علم الانترنت وغيره من العلوم البشرية كيف وهم خزّان علم الله تعالى ومهبط وحيه ومختلف ملائكته والعجب من شخص شيعي يسئل مثل هذا السؤال فكأنّ إمامه بشر عادي يكتسب العلوم في المدارس والكليات ومن طريق الانترنت أو غيره . وأما قضية شجاعة أميرالمؤمنين (عليه السلام) ليلة المبيت مع علمه بأنه سوف لا يقتل فقد أجبنا عنه في المسائل الاعتقادية ببعض الأجوبة فراجع ونقول هنا اجمالاً : إنّ الشجاعة لا ينافي العلم بعدم القتل فإنّ من أوقع نفسه في المهالك والمخاوف يعدّ شجاعاً حتى لو كان يعلم بأنّه لا يقتل ، ثمّ إن المستفاد من الأدلّة أنّهم يعلمون متى شاؤوا، فلعلّه في تلك الحالة لم يعلم بمصيره أو أن الله تعالى أخفى عليه علمه بمصيره ليمتحنه ويرى للناس مدى تضحيته وجهاده فإنّ علوم الأئمة(عليهم السلام)بإفاضة الله، فهم عالمون حيث علمهم الله تعالى.
سؤال 38 : سمعت هذه العبارات على أحد المنابر الحسينية، أودّ أن أعرف هل هي تدخل في صلب العقائد الشيعية أو هي محل خلاف بين الفقهاء أو هي تدخل في باب الغلوّ والتطرف؟ 1- أن الإمام الحسين (عليه السلام) هو أفضل من نبي الله ابراهيم. 2- أن الإمام علي (عليه السلام) هو الذي يقسم الناس يوم القيامة إلى الجنّة أو النار. 3- استنتاج من حديث قدسي بأن وجه الإمام الحسين (عليه السلام) هو وجه الله وبأن يده هي يد الله عزوجل. الجواب : ليس في مثل هذه الاُمور شىء من الغلوّ والتطرف والمستفاد من الروايات المتواترة أن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار والسيدة فاطمة الزهراء(عليهم السلام)أفضل خلق الله تعالى وأعظم مقاماً من جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين ومن هذه الروايات قول النبي (صلى الله عليه وآله) «لولا علي لما كان لفاطمة كفو آدم ومن سواه». وأما قضية تقسيم النار والجنّة فهي متفق عليها بين العامة والخاصة وقد وردت بذلك الروايات المتواترة من الفريقين وإن كانت العبارات مختلفة، ففي بعضها قول النبي (صلى الله عليه وآله)لعلي (عليه السلام) «أنت قسيم الجنّة والنار» (1) ومنها قوله (صلى الله عليه وآله) «لا يجوز عبد الصراط إلاّ بورقة من ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) قال العلاّمة الأميني في الغدير ج 3 ص 361 - 363 حول هذا الحديث في جواب عبدالله علي القصيمي وكتابه ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) : ( وأما الحديث الثاني فكالأول ليس من آفات الشيعة بل من غرر الفضائل عند أهل الإسلام فأخرجه الحافظ أبو اسحاق ابن ديزيل المتوفي سنة 280 / 281 عن الأعمش عن موسى عن ظريف عن عباية قال : سمعت عليّاً وهو يقول : أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا وذري ذا . وذكره ابن أبي الحديد في شرحه ج 1 ص 200 والحافظ ابن عساكر في تاريخه من طريق الحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي . وهذا الحديث سئل عنه الإمام أحمد كما أخبر به محمد بن منصور الطوسي قال : كنّا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أباعبدالله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى : إن عليّاً قال : أنا قسيم النار ؟ فقال أحمد : وما تنكرون من هذا الحديث ؟ أليس روينا أن النبي(صلى الله عليه وآله) قال لعليّ : لايحبّك إلاّ مؤمن ولايبغضك إلاّ منافق؟ قلنا : بلى . قال : فأين المؤمن ؟ قلنا : في الجنّة . قال : فأين المنافق؟ قلنا : في النار . قال : فعليّ قسيم النار . كذا في طبقات أصحاب أحمد ، وحكى عنه الحافظ الكنجي في الكفاية ص 22 ، فليت القصيمي يدري كلام إمامه . هذه اللفظة أخذها سلام الله عليه من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما رواه عنترة عنه(صلى الله عليه وآله)أنه قال : أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة ، تقول للنار : هذا لي وهذا لك . وبهذا اللفظ رواه ابن حجر في « الصواعق » ص 75 . ويعرب عن شهرة هذا الحديث النبوي بين الصحابة احتجاج أميرالمؤمنين(عليه السلام)به يوم الشورى بقوله : اُنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) : يا عليّ ! أنت قسيم الجنّة يوم القيامة غيري ؟ قالوا : اللهم لا . والأعلام يرى هذه الجملة من حيث الاحتجاج صحيحاً وأخرجه الدارقطني كما في الاصابة 75 ، ويرى ابن أبي الحديد استفاضة كلا الحديثين النبوية والمناشدة العلوية فقال في شرحه ج 2 ص 448 : فقد جاء في حقّه الخبر الشائع المستفيض : أنه قسيم النار والجنة ، وذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين : أن قوماً من أئمة العربية فسّروه فقالوا : لأنه لمّا كان محبّه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار . كان بهذا الاعتبار قسيم النار والجنة . قال أبو عبيد بل هو قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوماً إلى الجنة وقوماً إلى النار ، وهذا الذي ذكره أبوعبيد أخيراً هو ما يطالب الأخبار الواردة فيه : يقول للنار : هذا لي فدعيه ، وهذا لك فخذيه . وذكره القاضي في الشفا : انه قسيم النار . وقال الخفاجي في شرحه ج 3 ص 163 : ظاهر كلامه أن هذا مما أخبر به النبي ققق إلاّ أنهم قالوا : لم يروه أحد من المحدثين إلاّ ابن الأثير قال في النهاية : إلاّ أن عليّاً رض قال : أنا قسيم النار . يعني أراد أن الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق عليَّ فهم على ضلال ، فنصف معي في الجنة ونصف عليَّ في النار ، انتهى . قلت : ابن الأثير ثقة ، وما ذكره عليّ لا يقال من قبل الرأي فهو في حكم المرفوع ، إذ لا مجال فيه للاجتهاد ، ومعناه : أنا ومن معي قسيم لأهل النار ، أي مقابل لهم لأنه من أهل الجنة ، وقيل : القسيم : القاسم كالجليس والسمير ، وقيل : أراد بهم الخوارج ومن قاتل كما في النهاية . )
عليّ بالبراءة من النار » (1). ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) المصادر التي ذكرها الشيخ الأميني في الغدير ج 2 ص 374 و 375 : 1- أخرج الحافظ ابن السمّان في الموافقة عن قيس بن حازم قال : التقى أبوبكر الصدّيق وعليّ بن أبي طالب فتبسّم أبوبكر في وجه عليّ فقال له : ما لك تبسّمت ؟ قال : سمعت رسول الله r يقول : لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له عليّ الجواز . وذكر في الرياض النضرة ج2 ص 177 و244 والصواعق ص 75 ، وإسعاف الراغبين ص 161 . 2- عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا كان يوم القيامة أقام عزّوجلّ جبريل ومحمّداً على الصراط فلا يجوز أحد إلاّ من كان معه براءة من عليّ بن أبي طالب . أخرجه الخطيب الخوارزمي في ( المناقب ) ص 253 . والفقيه اين المغازلي في ( المناقب ) بلفظ : عليّ يوم القيامة على الحوض لا يدخل إلاّ من جاء بجواز من عليّ بن أبي طالب . وذكره القرشيّ في شمس الأخبار ص 36 . 3- أخرج الحاكمي عن عليّ قال قال رسول الله r : إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنّم ما جازها أحد حتى كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب . وذكر في ( الفرائد السمطين ) في الباب الرابع والخمسين . و( الرياض النضرة ) ج 2 ص 172 . 4- عن الحسن البصري عن عبدالله قال قال رسول الله r : إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس وهو جبل قد علا على الجنّة وفوقه عرش ربّ العالمين ، ومن سفحه يتفجّر أنهار الجنّة وتتفرّق في الجنان ، وهو جالس على كرسيّ من نور يجري بين يديه التسنيم ، لا يجوز أحد الصراط إلاّ ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته يشرف على الجنّة فيدخل مجبّيه الجنّة ومبغضيه النار . أخرجه الخوارزمي في ( المناقب ) في الباب الرابع والخمسين . 5- أخرج القاضي عياض في ( الشفاء ) عن النبي r أنّه قال : معرفة آل محمّد براءة من النار وحبّ آل محمّد جواز على الصراط والولاية لآل محمّد أمان من العذاب . ويوجد في ( الصواعق ) ص 139 و ( الإتحاف ) ص 15 ، و ( رشفة الصادي ) ص 459 . 6- أخرج الخطيب في تاريخه ج 3 ص 161 عن ابن عباس قال : قلت للنبيّ يا رسول الله للنار جواز ؟ قال : نعم . قلت : وما هو ؟ قال : حبّ عليّ بن أبي طالب . وأما أن الإمام الحسين (عليه السلام) وجه الله أو يده، فالمراد منه المعنى الكنائي وأمثال هذه التعابير كثيرة في القرآن وغيره، قال تعالى (فأينما تولّوا فثمّ وجه الله) (1) وقال (يد الله فوق أيديهم) (2) وليس ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البقرة : 115 2 ) الفتح : 10
المقصود من الوجه أو اليد العضو الخاص لأنه تعالى منزّه عن ذلك فالوجه كناية عن التوجّه والإقبال واليد كناية عن القدرة. فالمعنى انه إذا أراد الإنسان أن يقبل على الله ويتوجه إلى الله فليتوجه إلى الحسين (عليه السلام)ومن طريق هذا التوجه يتوجه إلى الله تعالى وهكذا المراد من يد الله أن الله تعالى يظهر قدرته وسلطته بواسطة الحسين (عليه السلام) بأن يصدر من الحسين (عليه السلام)المعاجز والكرامات وخرق العادات فيظهر بذلك قدرة الله تعالى لأن الحسين (عليه السلام) مخلوق لله تعالى وأفعاله صادرة بإرادة الله ومشيئته وإذا كان المخلوق له هذه القدرة فخالقه وصانعه بطريق أولى.
سؤال 39 : أليس الأئمة (عليهم السلام) يرفضون أساليب الشرك بالله سبحانه وتعالى؟ اُريد أن أعرف هل من التوحيد أن نتوسّل بغير الله ليقضي حاجاتنا، أقصد عندما نتوسل بالأئمة (عليهم السلام)والدعاء عند ضرائحهم المشرفة؟ أليس ذلك إنحراف عن التوحيد المطلق المختص بالله سبحانه وتعالى؟ إذن ما تفسير هذا المقطع من الدعاء الذي هو من أدعية شهر رمضان: «اللهم إني بك ومنك أطلب حاجتي ومن طلب حاجة إلى الناس فإني لا أطلب حاجتي إلاّ منك وحدك لا شريك لك»؟ الجواب : ليس معنى التوسل أن يعتقد أنّ الأئمة(عليهم السلام) لهم قدرة في مقابل قدرة الله تعالى على قضاء الحاجة بل معناه أنّ الله تعالى بقدرته أعطاهم القدرة على بعض الاُمور فهم بإذن الله وقدرته يتمكّنون من شفاء المرضى وقضاء الحاجات لا بمعنى أنّهم مستقلّون في ذلك بل في كلّ آن ولحظة لابدّ أن يستمدّوا القدرة من الله تعالى كما في فعل كلّ إنسان حيث أن الله تعالى أعطى كلّ فرد القدرة والاختيار على أن يفعل فعلاً من الأفعال من دون أن يكون خالقاً لفعله بالاستقلال فلاينافي التوسل إلى الأئمة(عليهم السلام) مع التوحيد المحض لأن الله تعالى يفعل كلّ شىء لأنّه هو الذي يعطى القدرة لكنهم وسائط فيض الله وأنّ الله تعالى شاء أن يحدث بعض الاُمور على أيديهم، كما شاء أن يصدر الاشعاع والحرارة من الشمس أو النار. وأما الحصر في الدعاء فلأنّ من يتوسل إلى الأئمة فلقد توسّل إلى الله تعالى حقيقة لأنّه هو الذي أعطاهم القدرة ولو شاء لمنعهم عن الفعل . وهناك الآيات الكثيرة الدالّة على ذلك حيث قال : (وابتغوا إليه الوسيلة)(1) وقال لعيسى : ( تبرء الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني) (2) وقال الله تعالى : (فالمدبّرات أمراً) (3) وقال تعالى : (وما نقموا إلاّ أن اغناهم الله ورسوله من فضله )(4) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) المائدة : 35 2 ) المائدة : 110 3 ) النازعات : 5 4 ) التوبة : 74
وقوله تعالى : (ومارميت إذ رميت ولكنّ الله رمى) (1) فإنّه إشارة إلى أنّ رمي النبي (صلى الله عليه وآله)وإن كان عملاً اختيارياً له وصدر عنه باختياره لكن الله بما أنّه هو الذي أعطاه القدرة فهو الذي ينسب إليه الفعل حقيقة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الانفال : 17
سؤال 40 : أهل السنة أو الوهابية يحقدون على أهل البيت أنهم يحبون فقط الإمام علي وغالبيه القليله يحبون الإمام الحسين، ما حكم عملهم هل يقبل أو يرد مع العلم سمعت من يكره الأئمة(عليهم السلام) لا ينفعه أي عمل حتى لو كان عمل جيد كعدد زبد البحر؟ الجواب : ليس عامة أهل السنة كالوهابيين لأن أكثرهم يحبّون أهل البيت خصوصاً الأئمة الإثنى عشر ويرونهم أولياء الله تعالى ويتبركون بهم وبقبورهم كما نشاهد ذلك في سامراء والمدينة المنورة وفي مصر والشام وهذه كتب علماء أهل السنة مليئة بفضائل أ هل البيت والأئمة(عليهم السلام)، نعم هناك بعض الخوارج والناصبين يبغضون علياً وأهل بيته وهؤلاء محكومون بالكفر عند أغلب المسلمين وقد ورد في الروايات «إنّ حبّ علي(عليه السلام)وأهل بيته أمن من الفزع الأكبر» كما ورد «أن الولاية والاعتقاد بإمامة الأئمة شرط لقبول الأعمال» وهذا أمر آخر غير صحة العمل واجزائه وعدم المعاقبة عليه.
سؤال 41 : هل يلزم السعي لإعادة بناء قبور أئمة البقيع(عليهم السلام) ؟ الجواب : نعم هو من أوجب الواجبات إن أمكن ذلك وهو من مصاديق إظهار المودّة لأهل البيت (عليهم السلام)التي جعلت أجر الرسالة بنصّ
القرآن (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى)(1) .
سؤال 42 : ما رأي سماحتكم في تمثيل واقعة الطف. الجواب : لا مانع من ذلك في نفسه بل إذا كان موجباً للإبكاء و التحزّن فهو أمر مستحسن و يجب أن لا يكون مقترناً بالمحرمات الاُخرى كالكذب واستعمال آلات الطرب والهتك وغير ذلك.
سؤال 43 : هل بعض الصور المتعلّقة بالأئمة (عليهم السلام) هي فعلاً صورهم الحقيقية؟ ولو فرض ذلك هل يترتب على النظر إلى صورة أميرالمؤمنين (عليه السلام) عبادة كما ورد في الحديث (النظر إلى وجه علي عبادة) برجاء المطلوبيّة؟ الجواب : لم يثبت أنها صور حقيقيّة، لكن لا مانع من النظر إليها برجاء كونها صورتهم .
سؤال 44 : تتداول في بعض الاوساط الشيعية صورة للنبي الاعظم(صلى الله عليه وآله)في سن الرابعة عشر ويزعم أن الراهب بحيرى رسمها. فهل ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الشورى: 42
هذه الواقعة صحيحة وهل ثبت شىء عن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) و عترته في هذا الأمر؟ الجواب : لم يثبت لدينا ذلك.
سؤال 45 : هل يجوز تمثيل السيدة مريم والسيدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام)في الأفلام و إظهار صورتهما في التلفيزة، و هل يجوز مشاهدة المسلسل مريم المقدسة الذي ستعرضه شاشه المنار خلال شهر رمضان المعظم؟ الجواب : لا مانع من ذلك إذا لم يستلزم الهتك أو الإهانة وبالنسبة للسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) يجب مراعاة الاحترام بعدم تصوير إمرأة مكشوفة الوجه لأن ذلك يعدّ هتكاً للصديقة (عليها السلام)حتى لو كانت الممثلة ممّن اعتادت تمثيل النساء المؤمنات الملتزمات المحجّبات وأما مشاهدة مسلسل مريم المقدسة فلا يمكن الحكم بجوازها وعدمه إذ لا نعلم بما يحتوى عليه.
سؤال 46 : لقد شاهدت كثيراً من الإخوة الشيعة يضعون في بيوتهم تماثيل السيدة مريم أو الصليب، فما تفسير ذلك علماً أنّي سمعت عن بعض العلاقة بين المذهب الشيعي والدين المسيحي، فهل هناك أيّ علاقة؟ الجواب : أما وضع الصليب في البيت أو لبسه فلا يمكن أن يصدر من شيعي ملتزم فإنّ الفقهاء العظام يحرّمون اقتناؤه وبيعه وشرائه بل يحكم البعض بلزوم كسره لأنه مادة فساد وهيكل عبادة غير مشروعة وقد صرّح القرآن بأنه لا أصل للصليب (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم) (1) ولو كان المسيح (عليه السلام) قد صلب على فرض المحال لكان الصليب مبغوضاً لله وللمسيح وينبغي أن يكون مبغوضاً عند المسيحيين أيضاً ولذا قال بعض علماؤنا للقسّيس النصراني أنّكم ينبغي أن تقدسوا حمار عيسى لأنه كان ينتفع به ويركب عليه دون الصليب الذي تدّعون صلبه عليه. وأما صورة مريم فكلّ مسلم يقدس مريم ويعظمها تبعاً للقرآن العظيم ولا مانع من وجود صورتها في البيت، نعم إن كان جعلها في البيت تقوية للكفر ووهناً للإسلام فلا يجوز. وأما العلاقة بين خصوص المذهب الشيعي والدين المسيحي فهي فرية محضة وكذب واضح وليس هناك أيّ علاقة بين الشيعة وبين المسيحيّة المنحرفة، نعم الشيعة كغيرها من المسلمين يعتقدون بنبوّة عيسى كما يعتقدون بنسخ شريعته بعد مجيء الإسلام وإذا كان المراد من العلاقة هذا المعنى فلا يختص بالمذهب الشيعي وإنما يتّفق عليه المسلمون كلّهم وقد صرّح القرآن بذلك (آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً). ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) النساء : 157
سؤال 47 : ما السرّ في أنّ عدد الأئمة 12 إمام ؟ ما السر في أسماء الأئمة أو المعصومين 3 محمّد 4 علي و 2 حسن وواحد موسى وواحد جعفر؟ ما السرّ في كون «أوّلنا محمّد وأوسطنا محمّد وآخرنا محمّد»؟ الجواب : السرّ في ذلك هو إرادة الله تعالى واختياره، وأمّا قوله «أوّلنا محمّد وأوسطنا محمّد وآخرنا محمّد» فمعناه أنه لا فرق بين المعصومين وكلّهم بمنزلة النبي (صلى الله عليه وآله) في القدسية والكرامة ووجوب الطاعة وكلامهم كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكلام بعضهم كلام البعض الآخر، فأقوالهم وأفعالهم حجّة.
سؤال 48 : في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها المسلمون والتي لا تخفى عليكم هل يجوز لنا نحن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية لعن الخلفاء الثلاثة صريحاً على منابرنا في مجالسنا العامة التي تعقدها مراكزنا الإسلامية في بلدان الاغتراب علماً أن أكثر المغتربين المسلمين هم على غير مذهبنا وأكثر ساكني هذه البلدان ممن لا يدينون بديننا ؟ وهل يجوز حضور تلك مجالس إذا عدّ الحضور تأييداً لذلك ؟ وإذا حضر شخص تلك المجالس لعدم علمه بما سيقوله خطيبهم ثمّ بدأ باللعن الصريح ومن مكبرات الصوت فهل يجوز الاستمرار بحضور ذلك
المجلس أم تجب المبادرة إلى تركه؟ الجواب : لا ريب في أن التبري من أعداء الدين ولعنهم من أهمّ الفرائض للمؤمن الموالي وهو من شروط الولاية التي ورد في الرواية (ما نودي بشىء كما نودي بالولاية ) (1) قال الشاعر: إذا لم تبر من أعداء علي *** فما لك في ولايته نصيب وقد ورد أنّ الزهراء(عليها السلام) كانت تلعن الجبت والطاغوت بعد كلّ صلاة وكان الإمام الصادق(عليه السلام) يلعن ثمانية بعد كلّ صلاة أربعة من الرجال وأربعة من النساء(2) ولكن إذا كان التجاهر باللعن موجباً للتفرقة بين المسلمين أو العداء مع الشيعة فليقتصر على اللعن في الخفاء ولكن لا يسقط التكليف بإظهار معايب ومثالب ومفاسد أعداء الدين خصوصاً ما ذكره العامة في كتبهم لتمهيد الطريق إلى إمكان إظهار التبري منهم واللعن عليهم وأما الحضور في مجلس لعنهم فهو جايز على كلّ حال . أقول : رأيت بعض الكراسات التي أصدرها الوهابيون تطلب من ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) في البحار 68 / 239: لم يناد بشىء كما نودي بالولاية . 2 ) في الوسائل 6 / 426: عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: سمعنا أباعبدالله (عليه السلام) وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء فلان وفلان وفلان ويسميهم ومعاوية، وفلانة وفلانة وهنداً واُم الحكم اخت معاوية .
الخطباء والكتّاب عدم التعرض لما وقع بين صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) من الاختلاف والتنازع والقتال لئلا يسقطوا عن القدسية والمقام السامي عند الناس ، وهذا البيان يشتمل على نوع من التعمية والدجل وإخفاء الحقائق وإظهار القدسية والعظم لأشخاص مثل أمثال معاوية وعمرو بن العاص وغيرهم من دون استحقاق . ومن البديهي سوف يكفر من يمسهم بأدنى سوء لأن الناس لا يعرفون منهم شيئاً أما إذا علموا بحقيقتهم وأن النبي (صلى الله عليه وآله) لعنهم كراراً بقوله ( لعن الله القائد والسائس والراكب ) وبقوله (صلى الله عليه وآله)( لعن الله من تخلف عن جيش اُسامة ) فلا يرون لعنهم معصية فضلاً عن كونه كفراً .
سؤال 49 : قال الله تعالى: (ولا تسبّوا الذين يدّعون من دون الله فيسبّوا الله عدوا بغير علم) (1) . جاء في اعتقادات الإمامية والمفيد: ( يابن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنا نرى في المسجد من يلعن بأسماء أعدائكم ويسبّهم، فقال: ما له لعنه الله يعرض بنا ) ونقل العلمان في تفسير الآية أعلاه عن الإمام الصادق(عليه السلام) : ( فلا تسبوهم فلأنهم يسبوا عليكم ) . بعد الفراغ من لزوم الولاية والكاشف عنها هو البرائة واللعن من ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الانعام : 108
مظاهرها بلاشك وإنما استفتائي عن اللعن بالأسماء والسب لها في الأوساط العامة للمخالفين وقد سمعنا منهم السب لأولياء الله عندما يرون بعض الإخوة يسبّوا عليهم وعلى رموزهم والموضوع أصبح لا يطاق وأدام الله حفظكم . الجواب : لو صحت الرواية فهي محمولة على التقية أو أن الشخص اللاعن خالف التقية في زمان كان تركها يشكل خطراً على الأئمة(عليهم السلام)وأصحابهم وربما لم يكن ذلك الشخص صادقاً في لعنه بل أراد الإيقاع بالشيعة وكان الإمام(عليه السلام) يعلم قصده، وأما في هذه الزمان فلا خوف من هذه الجهة ومن المعلوم أن التبري من الظالمين وأعداء الدين وأعداء المعصومين(عليهم السلام)واجب ومن مصاديقه البارزة اللعن ، نعم ينبغي مراعاة الأهمّ فالأهمّ في كلّ واجب ومستحبّ وأما على صعيد الإنترنت فاللازم بيان معائبهم ونقائصهم ومثالبهم وعدم قدسيّتهم وبيان ما ارتكبوه من الجرائم بحقّ المعصومين(عليهم السلام)والمسلمين ليتمهد الطريق إلى لعنهم وسبّهم فإن من علم بحقيقة حالهم وظلمهم ولم يكن معانداً يسهل عليه لعنهم والتبري منهم .
سؤال 50 : هل يجوز لعن بعض اُمهات المؤمنين مثل السيدة عائشة لمعصيتها للرسول ولخروجها على إمام زمانها ولإعلانها العداء لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) سواء بالتصريح بالاسم علناً أو
بالتلميح ؟ الجواب : يجوز لعن كلّ من أعلن العداء لأميرالمؤمنين أو الزهراء أو الأئمة(عليهم السلام)فكيف بمن ظلمهم وحاربهم إلاّ مع خوف تلف النفس وقد ورد أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) كان يلعن ثمانية بعد كلّ صلاته (أربعة من الرجال وأربعة من النساء ) .
سؤال 51 : أحببت السؤال عن مقطع اللعن الوارد في زيارة عاشوراء وأخص بالذكر هنا لعن الأوّل (أبي بكر ) والثاني ( عمر ) والثالث ( عثمان ) هل هو جزء من الزيارة وقد ورد عن المعصوم(عليه السلام) ؟ أم أنه خارج عنها ولم يرد على لسانه (عليه السلام) ؟ وهل كان الأئمة من آل البيت(عليهم السلام)يجيزون اللعن الثلاثة ويعتبرونه أمراً يثاب المرء عليه ؟ الجواب : نعم اللعن جزء من زيارة عاشوراء ويكرر مئة مرّة وقد صدر اللعن من الأئمة (عليهم السلام) وليس لعن الظالمين مختصاً بزيارة عاشوراء ، بل الروايات في ذلك متواترة . نعم لابدّ أن يكون اللعن غير مناف للتقية.
سؤال 52 : كيف يقولون لمن انقلب على الخليفة الأوّل والثاني والثالث خوارج ويكفرونهم أما من انقلب ضدّ الإمام علي(عليه السلام) لا يكفرونه ولا يدعونهم من الخوارج ويقولون اجتهدوا فأخطئوا ؟
الجواب : التكفير والحكم بالارتداد حربة سياسية قصد منها توجيه ما ارتكبته السلطة الحاكمة ضد منهاوئيها ومخالفيها ولذا نرى أن مثل مالك بن نويرة وقبيلته يقتلون غدراً لمجرد أنهم لم يعطوا الزكاة لعامل الخليفة لأنهم كانوا يرون الإمام علي(عليه السلام) هو الخليفة لنص رسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) عليه في يوم الغدير فوصموه بالارتداد وقتلوه لكن المسلمين ومنهم عمر بن الخطاب اعترضوا على ذلك وطلبوا الاقتصاص من خالد بن الوليد الذي ارتكب ذلك وعلى هذا الأساس حكموا بكفر كل من ينال من الخلفاء أو الصحابة ولكن من المؤسف جداً أنهم استثنوا من ذلك من حارب علياً(عليه السلام)وبغي عليه وخالفه بل حتى من كان يلعنه على المنابر بل حتى قاتله وقاتل أولاده فلم يحكموا بكفر هؤلاء بل ولا فسقهم وهذا ان دلّ على شىء فإنما يدلّ على شدّة مظلومية علي (عليه السلام)وأمثال ذلك كثير فمعاوية بن أبي سفيان يقال له خال المؤمنين لأنه أخو اُمّ حبيبة بنت أبي سفيان زوجة النبي(صلى الله عليه وآله)ولكن محمد بن أبي بكر أنه ابن خليفتهم وأخو عايشة التي هي أفضل عندهم من اُمّ حبيبة لا يقال له خال المؤمنين والسرّ في ذلك أنه كان محباً لعلي (عليه السلام)وموالياً له وهكذا حكموا بإسلام أبي سفيان والد معاوية مع تصريحه بالكفر ولكن حكموا بكفر أبي طالب عمّ النبي(صلى الله عليه وآله)الذي كان ينادي بالإسلام والإيمان بأعلى صوته وبأبيات شعرية على رؤوس الاشهاد ( ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا ) وذلك لأنه والد أميرالمؤمنين علي(عليه السلام)وليس
له ذنب سوى ذلك .
سؤال 53 :يعيش المسلمون مختلطين بالكفار في كثير من دول العالم، ففي الصين اقليم شنغهاى، يعيش المسلمون مع الكفار الذين يعبدون بودا والهنود مع السيخ والهندوس وهكذا والذي قد يجري أحياناً بحكم البراءة الواجبة قد يقوم بعض المسلمين بلعن بودا أمام الكفار أو لعن البقرة فتكون ردة فعل الكفار لعن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) فهل يتحمل المسلم اي اثم والحال أنه لم يجبر الكافر على لعن الرسول أو شتم القرءآن وهل يصح لنا الاستمرار بلعن هذه الأصنام أمام عبّادها ونكون بذلك قد حصلنا على أجر عظيم؟ 1ـ كما نرجوا بيان مغزى الآيه أليس هو خاصّ بكفار قريش؟ 2ـ بالنسبة إلى ما يعتقده بعض الكفار من أنبياء أو ما شاكل لم ينزل الله من سلطان بها أليس يجب البراءة منها ولو أمامهم من الشتم واللعن كي نحقق البراءة ولو إذا سبوا رسولنا (صلى الله عليه وآله) أو أئمة أهل البيت(عليهم السلام) فهم يتحملون الإثم لا نحن؟ الجواب : يجب البراءة من الكفار وما يعتقدونه لكن ليس معناه السبّ واللعن دائماً وعلانية وإنما يختلف الحال بحسب الظروف، فقد يكون اللعن خلاف التقية فيحرم اللعن علانية وقد يكون اللعن مانعاً من هدايتهم وارشادهم فلا يكون مستحسناً وقد قال تعالى (ادع إلى
سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة) وأما الآيه فإنّها وإن وردت بالنسبة لكفار قريش لكنّها لا تختص بهم بل تجري في كل مورد يكون اللعن والسب موجباً لأن يسبّوا مقدّساتنا، نعم يجب اللعن وإظهار التبري من الكفار والظالمين إذا لم يستلزم محدوزاً.
سؤال 54 : هل يباح و يجوز لعن أهل السنة قاطبه باعتبار أنّهم مخالفين للخط الإلهي وولاية أهل البيت(عليهم السلام) الجواب : لايجوز لعن المؤمن والمسلم الذي لايكون معانداً للحقّ وإنما يعتقد بما هو مخالف للواقع بحيث لو عرف الحقّ لأتبعه ويعبّر عنه بالمستضعف. وأما من يعرف الحقّ وينكره ويجحده كما هو الحال في أكثر علماء العامّة فيجوز لعنه لقوله تعالى (إنّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)(1) . وكذلك يجوز لعن الناصبي والذي يعادي أهل البيت (عليهم السلام)سواء كان عن عناد أم لم يكن و على كلّ حال فإذا كان اللعن يوجب التفرقة والاختلاف فالأولى ترك التجاهر به وفعله سراً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البقرة : 159
سؤال 55 : هل من المراجع العظام يجيز اللعن الاول والثاني والثالث وغيرهم من مغتصبي حقّ أهل البيت وهل لعنهم يقرّبنا إلى الله وهل اللعن من فروع الدين؟ الجواب : كلّ الفقهاء والعلماء والمراجع يجوّزون لعن الغاصبين والظالمين، ومن فروع الدين التبري من أعداء الله وأعداء رسوله واللعن نوع من إظهار التبري.
سؤال 56 : لماذا عند الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وآله) نقول ( و على آله الطيبين الطاهرين ) فماذا عن صحابته كما يقول أهل السنة ( و على آله وصحبه أجمعين ) ؟ الجواب : هناك العديد من الروايات رواها العامة والخاصة أنه عند ما نزلت الآية المباركة (إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً)(1) سئل النبي(صلى الله عليه وآله) كيف نصلّي عليك ؟ فأمر أن يقولوا ( اللّهم صلّ على محمد وآل محمد ) ولم يذكر الصحابة وغيرهم : ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الاحزاب : 56
منها ما رواه في الدرّ المنثور ج 5 ص 216 : وأخرج عبدالرزاق وابن أبي شيبة واحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابو داوود النسائي وابن ماجة وابن مردويه عن كعب بن عجرة(رضي الله عنه)عنه قال: قال رجل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك؟ قال: قل ( اللّهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد اللّهم بارك على محمّد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد ) . وقد روى ذلك بطرق متعددة بعضها عن كعب بن عجرة وبعضها عن طلحة بن عبيد الله وبعضها عن أبي سعيد الخدري وبعضها عن ابن عباس وغيره وليس في شىء من ذلك ذكر الصحابة نعم في بعضها إضافة زوجات النبي واُمهات المؤمنين . فمن المؤسف جداً ما نراه من العامة جميعهم حتى العلماء منهم أنهم يصلّون على النبي(صلى الله عليه وآله)وحده مع أنهم يروون هذه الروايات الواردة في مقام التعليم المستفاد منها أن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) بدون ذكر الآل لا يكتفى بها في مقام امتثال أمر الله تعالى في الآية الشريفة بالصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله) وإذا أراد أحد منهم أن يعمل بهذه الروايات ويضيف عليه الآل فلا تسمح نفسه بذلك إلاّ بأن يزيد عليه الصحابة ولا أدرى ما هو مستنده ودليله وهل هذا إلاّ بدعة وكلّ بدعة ضلالة، ثمّ ما هو الداعي لزيادة قولهم ( وصحبه أجمعين ) مع أنه قد كان في أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) المنافق
والكاذب والفاسق ومن لعنه النبي(صلى الله عليه وآله) آخر عمره بقوله(صلى الله عليه وآله) ( لعن الله من تخلّف عن جيش اُسامة ) .
سؤال 57 : في ذيل قوله تعالى (فخانتاهما) (1) يوجد كلام لشيخ الطائفة ولغيره من مفسرينا والظاهر عدم وجود رواية معتبرة لاستدلاله غير رواية ابن عباس وهي كما ترون ولكن ما قولنا فعلاً في استدلال الشيخ وغيره من المفسرين؟ الجواب : في تفسير مجمع البيان : قال ابن عباس : كانت إمرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون وإذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه فكان ذلك خيانتهما وما بغت إمرأة نبي قطّ وإنما خيانتهما في الدين . ولا يحتاج هذا التفسير إلى ورود رواية فإن إفشاء السرّ نوع من الخيانة والظاهر من الآية ذلك لأنها في مقام التعريض بزوجتي النبي(صلى الله عليه وآله)عائشة وحفصة حيث أفشتا سرّ النبي(صلى الله عليه وآله) بل لم تؤمنا ايماناً كاملا به حيث سألتا (من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) (2)كما هو صريح الآية فذكر خيانة إمرأة نوح وإمرأة لوط إنما هو لدفع ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) التحريم : 10 2 ) التحريم : 3
توهّم وهو أنّ مجرد كون المرأة زوجة للنبي أو كون شخص مصاحباً له في مدّة طويلة لا يدلّ على قداسته وعصمته أو عدم مؤاخذته بذنبه كما يظهر ذلك من ملاحظة حال إمرأتي لوط ونوح حيث أنهما دخلتا النار مع كونهما زوجتي نبيين عظيمين .
سؤال 58 : هل حقّاً نحن الشيعة نبغض عائشة؟ ولما ذا نبغضها؟ هل لأنها كانت تحقد على آل رسول؟ الجواب : لا ريب أن عائشة كانت تحقد على سيدتنا الخديجة اُم المؤمنين وتذكرها عند النبي (صلى الله عليه وآله) بسوء وتعيبها حتى كان النبي (صلى الله عليه وآله)يتأذى من ذلك فيظهر حبّه لها وخدماتها وكذلك كانت تبغض الزهراء(عليها السلام)وأولادها وعليّاً (عليه السلام) ، قال ابن سعد ( في طبقات الكبرى ) قالوا وذهب تقبل علي إلى الحجاز سفيان بن اُمية فبلغ ذلك عائشة فقالت : فألقت عصاها واستقرّت بها النوى *** كما قرّ عيناً بالاياب المسافر فتمثل عائشة بهذا البيت صريح في سرورها بمقتل علي(عليه السلام) ، ويظهر ذلك جلياً من تصرفاتها خصوصاً أنها خرجت على الإمام(عليه السلام)وحاربته وأمرت برمي جنازة الإمام الحسن (عليه السلام)بالنبال ومنعت من إدخال بدنه الطاهر إلى زيارة قبر الرسول ليجدد العهد به وقد صرح القرآن من أنها وحفصة آذتا الرسول وتظاهرها عليه.
سؤال 59 : هل حقّاً أنّ النبي كان يعلم بأنّ عائشة كانت منافقة؟ إذا يعلم لماذا تزوّج منها؟ الجواب : نعم كان النبي (صلى الله عليه وآله) عالماً بكلّ شيء ولا ينافي ذلك تزوجه بها لأن النبي كان يقدم المصالح العامة على مصلحته الشخصية فيتزوّج لأغراض سياسية واجتماعية منها تأليف القلوب ولعلّه كان يريد أن يحدّد من تصرفاتها العدائية أو تصرفات أقربائها وقبيلتها أو يراقب تحركات القوم من خلال ذلك.
سؤال 60 : كيف أثرت السياسة المالية والحقوقية التي أتبعها عثمان بن عفان على سياسة الإمام علي (عليه السلام) ومن بعده الأئمة؟ الجواب : 1- بذل عثمان بن عفان الأموال الطائلة لبعض الصحابة ولأقربائه من بني اُميّة وسمح لهم التلاعب بأموال المسلمين ونهب بيت المال كما قال علي (عليه السلام)في الخطبة الشقشقية : (وقام معه بنو اُمية يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع)، وبعد ما قام الإمام علي بأمر الخلافة منعهم من ذلك بل سعى في استرجاع الأموال إلى بيت المال مما أثار غضبهم وسخطهم فنكثوا بيعته وخالفوه واججوا نيران الفتن والحروب ضده. 2- أعطى عثمان المناصب الحسّاسة لبني اُميّة وأحلافهم وسلّطهم
على رقاب المسلمين وكلّما اشتكى المسلمون من ظلمهم واعتداءاتهم لم يصغ إليهم أو كان يظهر لهم ندمه ثمّ يصرّ على فعله حتى أدّى ذلك إلى أن ثار المسلمون ضدّه وقتلوه ولما بايع المسلمون عليّاً (عليه السلام) خالفه المتسلّطون على الولايات أمثال معاوية وعمرو بن عاص والمغيرة بن شعبة والوليد بن عقبة فكان هو السبب في عدم تمكنه من اصلاح امور المسلمين بالنحو المطلوب بل اشتغل بالحروب الطاحنة.
سؤال 61 : ظهر في الآونة الأخيرة من يقول بعدم وجود أبوبكر مع الرسول(صلى الله عليه وآله) في الغار وأن الموجود ابن بكر أو ما شابه. من الذي كان مع النبي (صلى الله عليه وآله) في الغار هل هو أبابكر أو غيره؟ الجواب : لم يثبت أنّ الذي كان مع النبي (صلى الله عليه وآله) في الغار أبوبكر وعلى تقدير ثبوت ذلك فلا يّدل على فضيلته بل يدلّ على قدحه لان اصطحاب أبي بكر لم يكن عن اتفاق مسبق وإنما بعد ما طلب النبي (صلى الله عليه وآله)من علي(عليه السلام)أن يبيت في فراشه وأجاب علي (عليه السلام)إلى ذلك وبات في فراش النبي (صلى الله عليه وآله)مفدياً نفسه في سبيله خرج النبي (صلى الله عليه وآله) من بيته ليلاً فلاقى أبابكر في الطريق وخاف أن يُفشى سرّه فأخذه معه إلى الغار وكان أبوبكر خائفاً جداً حتى قال له النبي(صلى الله عليه وآله): «لا تحزن إنّ الله معنا» ولكنّه لم يستقّر وبقى خائفاً كما يظهر من قوله تعالى (فأنزل الله
سكينته عليه وأيّده بجنود لم تروها) (1) فالسكينة نزلت على النبي(صلى الله عليه وآله) دون أبي بكر بقرينة قوله (و أيّده بجنود لم تروها) والحال أن الله تعالى يقول في سوره الفتح (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) (2) ومعذلك خصّ السكينة في هذه الآية بالنبي(صلى الله عليه وآله) دون أبي بكر فأي فضيلة في ذلك؟ و أما قوله (إذ يقول لصاحبه لا تحزن)فلا يدلّ لفظ الصاحب على فضيلة، لأنّ الصاحب في اللغة يطلق على كل مصاحب للإنسان حتى لوكان حيواناً. و منه قول الشاعر: ان الحمار مع الحمار مطية *** فإذا خلوت به فبئس الصاحب ثم إنّ حزنه إن كان لله تعالى وفي سبيله فلا معنى لنهي النبي(صلى الله عليه وآله)له وقوله (لا تحزن) لأنّه أمر مطلوب وإن كان حزنه لنفسه لشدّة خوفه فهو يدلّ على جبنه و شدّة تعلّقه بالدنيا وقلّة ايمانه، فلا يقاس بمن بات على فراش النبي(صلى الله عليه وآله) موطناً نفسه على القتل والتضحية في سبيل الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) التوبة : 40 2 ) الفتح : 4
سؤال 62 : من هو العابس المتولي في سورة عبس؟ الجواب : يظهر من أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) وكذا بعض العامة أنّ المراد به رجل من أشراف بني اُمية ( والمظنون أنه عثمان بن عفان ) حيث جلس عنده ابن ام مكتوم (وكان أعمى) فوطأ على ثوبه فغضب وعبس فنزلت الآية. والعجب أنّ بعض مفسري العامة نقلوا روايات يظهر منها أن المراد به هو النبي (صلى الله عليه وآله)فتجاسروا على مقام النبي (صلى الله عليه وآله) ووصموه بهذه الصفة الذميمة، كأنّ النبي (صلى الله عليه وآله)يمكن أن يصدر منه ذلك ولكن مثل عثمان أجلّ وأعظم من النبي (صلى الله عليه وآله)ولا يصدر منه ذلك. وخالفوا في ذلك كلام الله تعالى حيث يقول (وإنّك لعلى خلق عظيم) (1) وقوله تعالى (لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) (2) وقوله تعالى (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤ منين) (3) فكيف يخالف النبي أمر ربّه بخفض الجناح للمؤمنين ويعبس في وجوههم بل كيف يواجه الناس بالعبوس بلاسبب وقد قال (صلى الله عليه وآله) : «إنّما بعثتُ لاُتمّم مكارم الأخلاق». ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) القلم : 4 2 ) آل عمران : 159 3 ) الشعراء : 215
سؤال 63 : هل ثبت تاريخياً زواج الخليفة الثاني (عمر) من ابنة الإمام علي(عليه السلام) اُم كلثوم؟ الجواب : بما أنّ الروايات في ذلك متعارضة فلم يثبت ذلك عندنا خصوصاً مع احتمال عدم وجود بنت اُخرى للإمام علي(عليه السلام) من فاطمة الزهرا(عليها السلام)غير زينب الكبرى التي هي زوجة عبدالله بن جعفر، فإنّ كنيتها كان اُم كلثوم فلعلّها بنت واحد يعتبر عنها تارة بزينب و اُخرى باُم كلثوم.
سؤال 64 : يحتج أهل السنة علينا في شأن أن فاطمة الزهراء(عليها السلام)ماتت وهي غاضبة على الأول والثاني أن علياً (عليه السلام) زوّج ابنته اُمّ كلثوم أو إحدى بناته إلى عمر بن الخطاب فهل ما ورد صحيح؟ الجواب : أنّ الأصحّ هو عدم تزويج أميرالمؤمنين (عليه السلام) بناته إلى عمر مضافاً إلى أنّ بنات أميرالمؤمنين كانت صغيرة في حياة والدتهما الزهراء(عليها السلام) ولو كان هناك زواج على فرض المحال فقد كان بعد وفاة السيدة فاطمة ، بل غضب سيدة نساء العالمين كان لأجل غصب الخلافة من أميرالمؤمنين وضربها وإسقاط جنينها وكسر ضلعها وغصب إرثها وغيره من المظالم التي ارتكبوها في حقّ الصديقة الشهيدة (عليها السلام).
سؤال 65 : كيف نوجه كون أبي بكر من أجداد الإمام الصادق(عليه السلام)؟ الجواب : قد نقل في التاريخ زواج الإمام الباقر من اُمّ فروه بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر ويكفي في توجيه هذه المصاهرة ما ورد عن الإمام علي أميرالمومنين (عليه السلام) في رثاء محمّد بن أبي بكر حيث أنّه(عليه السلام)نسب محمّداً إلى نفسه بقوله: (كان لنا ولداً) ، كما نسب إلى محمد بن أبي بكر قوله: يا أبانا قد وجدنا ماصلح *** خاب من أنت أبوه وافتضح ولقد أخرجني منك الذي *** اخرج الدر من الماء الملح يا بني الزهراء أنتم عدتى *** وبكم ميزان أعمالي رجح ولئن صحّ ولائي لكم *** لا ابالي اى كلب قد نبح
سؤال 66 : لو تفضّلتم علينا بإيضاح ما يثبت ايمان أبوطالب والد الإمام علي(عليه السلام) من كتب أهل العامة. الجواب : ايمان كلّ شخص يظهر من كلامه وأقواله وأفعاله وسلوكه ونحن نذكر فقط أقواله ونحيل القارئ إلى كتاب الغدير جلد 7 ص 369 إلى آخر الكتاب في بقيّة الأدلّة.
أما أقواله فهي صريحة في ايمانه وإسلامه واعتقاده الراسخ بنبوّة محمّد(صلى الله عليه وآله) وقد ذكر في كتب السير والتواريخ وكتب الحديث أشعاراً لأبي طالب تنادي بأعلى صوتها بايمانه الراسخ. 1ـ منها ما أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبن إسحاق، قال أبوطالب أبياتاً للنجاشي يحضّه على الدفاع عن المهاجرين إلى الحبشه: ليعلم خيار الناس أنّ محمداً *** وزير كموسى والمسيح بن مريم أتانا بهدى مثل ما أتيابه *** فكل بامر الله يهدى و يعصم و انكم تتلونه في كتابكم *** بصدق حديث لا حديث المبرجم) 2ـ و منها قوله في النبي(صلى الله عليه وآله) : أمين حبيب في العباد مسوّم *** بخاتم رب قاهر في الخواتم يرى الناس برهاناً عليه وهيبة *** وما جاهل في قومه مثل عالم نبي أتاه الوحي من عند ربه *** ومن قال: لا يقرع بها سنّ نادم 3ـ ومن شعره في سيرة ابن هشام ج 1 ص 373 و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 313: ألم تعلموا أنا وجدنا محمّداً *** رسولاً كموسى خط في أوّل الكتب
وإن عليه في العباد محبّة *** ولا حيف فيمن خصه الله بالحبّ 4ـ ومن شعره قوله كما في شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 312 مخاطباً لقريش عند ما طلبوا منه تسليم النبي(صلى الله عليه وآله) لهم ليقتلوه: على ما مضى من بغيكم وعقوقكم *** وغشيانكم في أمرنا كلّ مأثم وظلم نبي جاء يدعوا إلى الهدى *** وأمر أتى من عند ذي العرش قيم فلا تحسبونا مسلميه ومثله *** إذا كان في قوم فليس بمسلم 5ـ ومن شعره كما في تفسير الثعلبي قال قد اتفق على صحة نقل هذه الابيات عن أبي طالب مقاتل وابن عباس والقسم بن محضرة وعطاء بن دينار، قال مخاطباً النبي(صلى الله عليه وآله): والله لن يصلوا إليك بجمعهم *** حتى اوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك لا عليك غضاصه *** وابشر بذاك وقرّ منك عيونا ودعوتنى وعلمت أنك ناصحي *** ولقد دعوت و كنت ثمّ أمينا ولقد علمت بأن دين محمّد *** من خير أديان البريّة دينا وزاد القرطبى وابن كثير على هذه الابيات: لولا الملامة أو خدارى سبة *** لوجدتنى سمحاً بذاك مبيناً و لكن قال السيد احمد ذينى دحلان في أسني المطالب ص 14 فقيل إن هذا البيت موضوع أدخلوه في شعر أبي طالب وليس من كلامه مضافاً إلى أن أقصى ما في هذا البيت أنّه خاف من إظهار إسلامه علانية وإعلام
ذلك لقريش إذ علم بأنه سوف يسقط محله عند قريش فلا يتمكن من نصرة النبي(صلى الله عليه وآله)وهو صريح قوله (لوجدتنى سمحاً بذاك مبيناً) أي مظهراً وأين هذا من عدم اعتناق الدين في نفسه والعمل بمقتضاه ولو كان مقصوده عدم الخضوع للدين لكان تهافتاً واضحاً بينه وبين الأبيات السابقة التي ينص فيها بأنّ دين محمّد (صلى الله عليه وآله) خير أديان البريّة وأنه صادق في دعوته وأمين على دينه. 6ـ ومن شعره كما أخرجه البخارى في تاريخه الصغير وابن عساكر وابن الأثير و أبونعيم وابن حجر وغيرهم يمدح النبي(صلى الله عليه وآله): لقد أكرم الله النبي محمّداً *** فأكرم خلق الله في الناس أحمد و شق له من اسمه ليجلّه *** فذو العرش محمود و هذا محمّد 7- ومن شعره المشهور: انت النبي محمد *** قرم اغر مسود لمسودين اكارم *** طابوا وطالب المولد 8ـ و قال ابن أبي الحديد في شرحه ج 3 ص 314 قالوا واشتهر عن عبدالله المأمون أنّه كان يقول أسلم أبوطالب والله بقوله: نصرتُ الرسول رسول المليك *** ببيض تلألا كلمع البروق أذبّ وأحمي رسول الإله *** حماية حام عليه شفيق 9ـ قوله مخاطباً عظماء قريش، بل كلّ العرب في ضمن قصيدة: ألم تعلموا أن ابننا لا مكذّب *** لدينا ولا نعبأ بقول الأباطل
لعمري لقد كلفتُ وجداً بأحمد *** وأحببته حب الحبيب المواصل فلا زال في الدنيا جمالاً لأهلها *** وزيناً لمن والاه رب المشاكل فأيّده رب العباد بنصره *** وأظهر ديناً حقه غير باطل 10ـ وقال في وصيته: اوصى بنصر نبي الخير أربعة *** ابنى علياً و شيخ القوم عباسا و حمزة الأسد الحامي حقيقته *** وجعفراً أن تذودا دونه الناسا كونوا فداءً لكم اُمّي وما ولدت *** في نصر أحمد دون الناس اتراسا
زواج علي و فاطمة (عليهما السلام) سؤال 67 : هل لكم أن تعطونا فكرة عن المهر الذي طلبته السيدة الزهراء(عليها السلام)من الإمام أميرالمؤمنين علي(عليه السلام) وهل أن تزويج الرسول(صلى الله عليه وآله)السيدة المعصومة(عليها السلام) هو تكليف إلهي أم لا؟ الجواب : كان مهر فاطمة الزهراء(عليها السلام) الذي عيّنه رسول الله(صلى الله عليه وآله)وجرت به السنة وسمّى بمهر السنة 500 درهماً، هذا بحسب الظاهر ولكن المهر الذي جعله الله تبارك وتعالى لها عند تزويجه لها من علي(عليه السلام) في الملكوت فقد وردت روايات تدلّ على أن مهرها كان خمس
الدنيا مادامت السماوات والأرض (الوسائل ب 1 ابواب المهور ح 7و8) وأما أن تزويجها كان بأمر الله تعالى وتكليفه فقد اتفق عليه الفريقان والروايات بها كثيرة جداً (1). ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) أما من طرقنا فهى كثيرة: منها: في الوسائل 21 / 241: الحديث 7: عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لمّا زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً فاطمة(عليهما السلام)دخل عليها وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ فوالله لو كان في أهلي خير منه لما زوجتكه وما أنا زوجته ولكن الله زوجه وأصدق عنه الخمس ما دامت السماوات والأرض . الحديث 8: عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن فاطمة قالت لرسول الله(صلى الله عليه وآله) : زوجتني بالمهر الخسيس، فقال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله) : ما أنا زوجتك ولكن الله زوّجك من السماء وجعل مهرك خمس مادامت السماوات والأرض . وأما من طرق العامة فهي كثيرة أيضاً ونذكر بعضها : منها: في أسد الغابة 1 / 206 : روى كعب بن نوفل المزني عن بلال بن حمامة قال: طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يضحك فقام إليه عبدالرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله ما اضحكك ؟ قال: بشارة اتتنى من الله عزوجل في أخي وابن عمي وابنتي إن الله عزوجل لما أراد أن يزوج علياً من فاطمة رضى الله عنهما أمر رضوان فهزّ شجرة طوبى فنثرت رقاقاً يعني صكاكاً بعدد محبينا أهل البيت ثمّ أنشأ من تحتها ملائكة من نور فأخذ كلّ ملك رقاقاً فإذا استوت القيامة غداً بأهلها ماجت الملائكة في الخلائق فلا يلقون محباً لنا أهل البيت إلاّ أعطوه رقاً فيه براءة من النار فنثار أخي وابن عمي فكاك رجال ونساء من اُمتى من النار . منها: في المستدرك على الصحيحين 3 / 129 قال : حدثنا ابوبكر أبي دارم الحافظ ثنا ابوبكر محمد بن احمد بن سفيان الترمذي ثنا سريج بن يونس ثنا ابوحفص الابار ثنا الأعمش عن أبي أعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالت فاطمة رضي الله عنها يا رسول الله زوجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له فقال: يا فاطمة أما ترضين أن الله عزوجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين أحدهما ابوك والآخر بعلك . ومنها : ما رواه في غاية المرام ص 449 في باب أن علياً خير الخلق بعد رسول الله (ص) عن أبي الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي ص 101 : بإسناده إلى أبي ايوب الأنصارى قال: أن رسول الله (ص) مرض مرضة، فدخلت عليه فاطمة تعوده وما به من مرض، فلما رأت ما برسول الله (ص) من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها، فقال لها: يا فاطمة إن الله عزوجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبياً، ثم اطلع إليها ثانية فاختار منها بعلك، فأوحى إليّ فانكحته واتخذته وصياً، أما علمت يا فاطمة إن لكرامة الله إياك أن زوّجك أعظمهم حلماً وأقدمهم سلماً وأعلمهم علماً، فسرّت بذلك فاطمة واستبشرت (إلى آخر الحديث).
سؤال 68 : ما هي الحكمة التي من وراءها حرم الله على الإمام علي (عليه السلام)أن يتزوّج على السيدة فاطمة (عليها السلام)؟ الجواب : مقام الزهراء ومنزلتها عند الله عظيمة وأنّ الله تعالى كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ومن المعلوم أن المرأة مهما كانت من العظمة والجلالة والعصمة لا ترضى بحسب الفطرة أن يتزوج عليها الزوج فلأجل ذلك كان علي (عليه السلام)يراعي جانبها ويحترم عواطفها، ثمّ لماذا يتزوّج على السيدة الطاهرة مع ما هي عليه من الكمال وجمال الصورة والسيرة والوفاء والحنان والعطف والمحبة لأميرالمؤمنين(عليه السلام) وفي الحديث (أنّها كانت تزهر لأميرالمؤمنين في كلّ ليلة) ولذلك سمّيت بالزهراء. ولو نظرنا إلى سورة الدهر النازلة بشأن أهل البيت(عليهم السلام) وبيان فضائلهم كما هو صريح قوله تعالى (ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)(1) نرى أنّ الله تبارك وتعالى ذكر جميع النعم الإلهية المعدّة لأهل البيت(عليهم السلام) في الآخرة من المطعم والملبس والمشرب وغير ذلك لكنه لم يذكر (الحور العين) وذلك احتراماً للزهراء (عليها السلام) ورعاية لمشاعرها وعواطفها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الانسان : 8
مصحف فاطمة و علي(عليهما السلام) سؤال 69 : ماذا تردون على أهل السنة بوجود مصحف فاطمة و مصحف على(عليهما السلام)بأنه كالقرآن ؟ الجواب : ليس كلّ ما عبّر عنه بالمصحف يقصد منه القرآن وأما مصحف فاطمة(عليها السلام)فالروايات تصرح أنه بعد ما توفي النبي(صلى الله عليه وآله) كان جبرئيل يأتى إلى فاطمة(عليها السلام) ليؤنسها ويسليها فكان يخبرها بما يقع في العالم من الحوادث وكان الإمام علي(عليه السلام) يكتب ذلك فسمّى مصحف فاطمة(عليها السلام)وليس المقصود أنه قرآن أو كتاب سماوي يختلف عن القرآن الكريم بل غاية ما هناك أنّه كتاب يشتمل على ملاحم وعلوم غيبية وأما مصحف على(عليه السلام)فهو القرآن الذي جمعه على(عليه السلام) ولعلّه كان مشتملاً على تفسير الآيات وتأويلها ولذا لم يقبله الخليفة .
سؤال 70 : اُريد أن أسأل عن مصير مصحف فاطمة في الوقت الحاضر. الجواب : هذا المصحف عند إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف كما يظهر من جواب الإمام الباقر(عليه السلام) حيث سأله أبوبصير: جعلت فداك فلمن صار ذلك المصحف بعد مضيّها (فاطمة الزهراء(عليها السلام) ) ؟ قال (عليه السلام) : دفعته إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فلمّا مضى صار إلى الحسن ثم إلى الحسين ، ثمّ عند أهله حتى يدفعوه إلى صاحب هذا الأمر.
فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي السرّ المستودع سؤال 71 : ما حقيقة السرّ المستودع في سيدة نساء العالمين السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟ الجواب : هناك احتمالات عديدة في معنى السرّ المستودع في الزهراء(عليها السلام): 1ـ المقصود هو الحجة أرواحنا له الفداء فإنّ الروايات من طرق العامة والخاصة على أنّ المهدى من ولد فاطمة(عليها السلام). 2ـ المقصود العلوم التي أودعها الله فيها ففي الروايات أنّ الأئمة(عليهم السلام)يفتخرون بأنّ لديهم مصحف فاطمة وليس المراد منه القرآن (أو قرآن خاص) بل صريح هذه الروايات أنّه ليس فيه شىء من القرآن وإنّما يشتمل على مجموعة علوم الهية بما فيها من الحوادث الواقعة في العالم وما يحتاج إليه الناس من اُمور دينهم ودنياهم وآخرتهم وقد كان جبرئيل يأتى إلى فاطمه (عليها السلام) بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله)ليسلّيها و يؤنسها فكان يخبرها بالحوادث والمغيبات وكان الإمام علي(عليه السلام) يكتب ذلك و لذا سمّي مصحف فاطمه. 3ـ المراد مقامها السامي ومنزلتها عند الله تبارك وتعالى وكونها العلّة الغائية لخلق العالم ففي الحديث (يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما) فهي محور الوجود وقطب الكون ومركز دائرة الممكنات وقد ورد في حديث الكساء قول الله
تعالى لجبرئيل (هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها). 4ـ المقصود الأئمة المعصومين الأحد عشر. 5ـ المراد دورها الفعال و البنّاء في بقاء الشريعة والدفاع عن مقام الولاية والإمامه ولولا جهادها وتضحيتها وخطبها وصرختها المدوية ضد الغاصبين للخلافة لكان المتسلّطين على رقاب المسلمين يردّون الناس إلى الجاهلية ولكان حق الإمام(عليه السلام)يضيع، كما ضاع دماء المؤمنين أمثال مالك بن نويرة بتهمة الارتداد ولم يبق من الإسلام حتى اسمه.
فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي الممتحنة قبل خلقها سؤال 72 : جاء في زيارة الصدّيقة الشهيدة الزهراء البتول (عليها السلام) ما نصّه «امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك وكنت لما امتحنك به صابرة » فما هو تفسير الامتحان قبل الخلق ، وكونها صابرة ؟ الجواب : الامتحان هو الاختبار لكنه مستحيل في حق الله لأنّه عالم بالأشياء، فالمراد من هذه الفقرة أن الله تعالى قدر لها المصائب والمحن وكان في علم الله تعالى قبل أن تخلق أنها سوف تبتلي بالمصائب العظيمة وتصبر على ذلك وقد يكون الامتحان هنا بمعنى الإخلاص كما في قوله تعالى (امتحن الله قلوبهم للتقوى) (1) أي أخلصها بمعنى أنّ الله تعالى قبل أن يخلقها أراد أن تكون خالصة ومطهرة من كلّ عيب ورجس، ومن آثار ذلك صبرها على المصائب والمحن وقد تكون الفقرة إشارة إلى عالم الميثاق وأن الله امتحنها قبل خلق جسمها وبدنها.
فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي الطاهرة سؤال 73 : هل تعني آية التطهير (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا ) (2) أنّ الزهراء (عليها السلام) طاهرة من كلّ خبث حتى من الدماء الثلاثة ؟ الجواب : نعم الآية تقتضى ذلك لعمومها واطلاقها وفي الحديث قال أبوجعفر(عليه السلام) «لمّا ولدت فاطمة (عليها السلام) أوحى الله عزوجل إلى ملك فانطلق به لسان محمّد (صلى الله عليه وآله)فسمّاها فاطمة ثمّ قال إنّي فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث» ثم قال أبوجعفر (عليه السلام) «والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق» (بحار الانوار ج 43 ص 13) وعن علي(عليه السلام)أنّ النبي (صلى الله عليه وآله)سئل: ما البتول؟ فأنا سمعناك تقول إنّ مريم بتول وفاطمة بتول، فقال (صلى الله عليه وآله): البتول التي لم تر حمرة قطّ أي لم تحض . . . . (بحارالانوار ج 43 ص 15) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الحجرات : 3 2 ) الأحزاب : 33
ظلامات فاطمة الزهراء (عليها السلام) سؤال 74 : من الآداب الإسلاميه اذا جاء أحد لزيارة أحد البيوت يخرج الرجل إلى استقبال الزائر، فلماذا لم يخرج الإمام علي(عليه السلام) يوم هجوم القوم على الزهراء وهو جالس في المنزل، أليس على الإمام علي (عليه السلام) هو الذي يخرج ليستقبلهم بدل الزهراء أو لماذا لم يخرج أحد الصحابة الذين كانوا مع الإمام علي(عليه السلام) في ذلك الوقت لاستقبالهم، لماذا تذهب إمرأة لمقابلة رجال؟ الجواب : يقوى في النظر أنّ السيّدة الزهراء (عليها السلام) لمّا علمت بهجوم القوم على الدار تصّدت لمقابلتهم والتكلّم معهم من خلف الباب لعلّهم يراعوا جانبها ويتذكروا وصايا النبي(صلى الله عليه وآله) في حقّ ابنته و فلذة كبده ومهجة قلبه فيتركوا الهجوم على الدار مراعاة لحق الزهراء واحتراماً لها، وقد كان الإمام على(عليه السلام) و سائر الرجال مشتغلون بتجهيز النبي(صلى الله عليه وآله)والعمدة أنّ الإمام(عليه السلام) كان مأموراً بالصبر حفظاً لكيان الإسلام ولولا ذلك لما كان لهم الجرأة حتى على التكلّم مع الزهراء (عليها السلام)فضلاً عن الهجوم على الدار وضربها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها.
سؤال 75 : مسألة بخصوص الشعائر الحسينية وهل هي من الاُمور الجائزه أم لا، فهناك بعض الإخوة يعتزمون الخروج بموكب زنجيل يستخدمون فيه السلاسل والطبل والصنجة ولكنهم يتعرضون إلى إشكال من بعض المؤمنين على أن مثل هذا العمل قد يكون محل إشكال العلماء لذا فإنّنا نرفع لكم هذا الاستفسار عن مثل هذه الطريقة في التعزية وهل هي جائزة أم لا ؟ وهل يجوز هذا الأمر فقط في مصاب الحسين(عليه السلام) أم لجميع الأئمه المكرمين(عليهم السلام) ؟ وهل الجواز يرتبط بمكان دون مكان أو زمان دون آخر ؟ وهل يكون الأمر محل إشكال فيما لو احتملنا الاعتراض على مثل هذا العمل من بعض الإخوة المؤمنين والذي قد يصل بنا الأمر إلى الانشقاق ؟ الجواب : الحسين(عليه السلام) مصباح الهدى وسفينه النجاة وليس لزمان خاص ولا لاُمّة خاصة ولا لمكان خاص وإنما هو مصباح الهدى للبشرية جمعاء و ي كلّ الأزمنة والأعصار وعليه فإقامة الشعائر الحسينية بشتى أنواعها ما لم يكن مشتملاً على محرّم من المحرّمات أمر مرغوب فيه شرعاً بل هو المصداق الأتمّ والأوضح لقوله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب)فإنّ المراسم الحسينيه ومجالس العزاء والمواكب والمسيرات مدارس خالدة للأجيال يستفيد كلّ الناس
على اختلاف مسالكهم ومذاهبهم منها دروس الاباء والتضحية والجهاد وحبّ الإنسانية ومواجهة الظلم ونصرة المظلومين والمستضعفين والإخلاص والتفاني في سبيل الله تعالى والخشوع والخضوع والإطاعة لأوامره والتوكل والاعتماد عليه والرضا بقضائه والتسليم لأمره وغير ذلك من العطائات والايحاءات فكلّ من يعارض هذه المواكب فهو إما مغفل أو مغرض أو فاسد العقيدة .
سؤال 76 : ما هو رأيكم في ظاهرة التطبير في يوم عاشوراء في المواكب الحسينية ؟ الجواب : إقامة الشعائر الحسينية بشتى أنواعها أمر مستحسن ومصداق بارز لتعظيم شعائر الله تعالى نعم لابدّ من مراعاة عدم حصول الضرر كتلف النفس أو نقص العضو ولا يعتنى بما يصدر من أعداء الدين من السخرية والاستهزاء أو الإنكار فإنهم يستنكرون كثيراً من أحكام الله تعالى كمناسك الحج وإجراء الحدود فلابدّ من توجيههم إن أمكن وإلاّ فالإعراض عنهم وعدم الاعتناء بشأنهم .
سؤال 77 : هل يستحب الحزن لمصائب أهل البيت(عليهم السلام) وسائر عظماء الدين والفرح لفرحهم ؟ الجواب : يستفاد من كلمات الأئمة(عليهم السلام) وسيرتهم العملية استحباب ذلك مؤكداً وهي من أعظم الشعائر بل يتوقف بقاء الدين وحقانية المذهب على ذلك والدليل على ذلك أن أعداء الدين والمذهب بذلوا كلّ جهدهم في منع هذه المراسم ولكن يريدون ليطفئوا نور الله والله متمّ نوره ولو كره المشركون .
سؤال 78 : هل يستحب التعبير عن ذلك بإقامة المراسم المعهودة لدى الشيعة في العراق ولبنان وبلدان الخليج وايران وشبه القارة الهندية واوربا وسائر البلدان ؟ الجواب : التعبير عن ذلك بإقامة مراسم العزاء أو مجالس الفرح لمواليدهم مصداق بارز لقوله تعالى (و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) (1) .
سؤال 79 : هل يجب إقامة تلك المراسم في بعض الحالات ؟ وما هي حالات الوجوب إن وجدت ؟ الجواب : إقامة المراسم قد تجب على نحو الوجوب الكفائي وذلك فيما إذا كان تركها موجباً للابتعاد عن الأئمة(عليهم السلام) ونسيان ذكرهم والابتعاد عن خط الإسلام الصحيح كما هوالحال في زماننا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الحج : 32
سؤال 80 : الف: هل حدّد الشارع الأقدس كيفية معينة لإقامة تلك المراسم أو ترك تحديد ذلك للاُمة لكن بضوابط معينة؟ الجواب : لم يرد تحديد من الشارع لذلك فكلّ طريقة لإظهار الحزن أو السرور مما هو متعارف بين المؤمنين مستحسن إلاّ إذا كان مشتملاً على محرّم خارجي كالموسيقى أو الغناء وفي بعض الروايات أمر الإمام(عليه السلام)بقراءة المأتم بالكيفية المتعارفة عند أهل القارىء . ب : وإذا جعل الشارع ضوابط فما هي تلك الضوابط بالتحديد ؟ الجواب : الضوابط الشرعية هي عدم اقترانها بالاُمور المحرمة كما مرّ . ج : ما الحكم إذا شك في انطباق بعض الضوابط على بعض ما يمارس من المراسم ؟ الجواب : يجوز مع الشك إقامة تلك المراسم .
سؤال 81 : ما حكم بعض ما يمارس من المراسم إذا أدّى إلى ابتعاد بعض الناس - خصوصاً من غير المسلمين - عن الإسلام وصعوبة اقتناعهم به وتشويه الصورة لديهم إلاّ أنه كان ذا أثر إيجابي عند بعض المسلمين بأن أثار عواطفهم اتحاه أهل البيت(عليهم السلام) وزاد من تمسكهم به ولو لدى الأشخاص الذين يمارسون تلك المراسم ؟ الجواب : في مفروض السؤال يستحبّ إقامتها أيضاً لما فيها من المصالح ولو بالنسبة لخصوص المقيمين لها وقد قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) (1) .
سؤال 82 : لقد شاهدتم المراسم التي يقيمها الشيعة في البلدان التي سكنتم فيها أو زرتموها وتصلكم أخبارها ما لم تشاهدوه فهل ثبت لديكم خروج بعضها عن الاطار الشرعي بالعنوان الأولي أو الثانوي ؟ الجواب : أغلب المراسم التي شاهدناها خصوصاً في النجف الأشرف وكربلاء لم يكن فيها ما يوجب الخروج عن الضوابط الشرعية لا من حيث العنوان الأولي ولا الثانوي .
سؤال 83 : ما هو حكمكم الشرعي في مسائل ضرب القامة في شهر محرم نظراً لوفاة شخص بالبحرين ؟ الجواب : يجوز ذلك إن لم يكن موجباً لتلف النفس وأما وفاة ذلك الشخص بسبب ضرب القامة فلم نتحققه ويمكن أن يكون لسبب آخر فإن التجربة أثبتت عكس ذلك وأنه لم يتضرّر أحد من ضرب القامة وأمثال ذلك في السنين المتطاولة. بل يظهر من بعض الروايات أن الحجامة في مقدم الرأس مفيد جداً . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البقرة : 120
سؤال 84 : نحن عاشق الحسين(عليه السلام). ماذا يعنى هذا المعنى؟ الجواب : العشق هو المرتبة العالية من الحبّ وهذه الجملة بمعنى الحبّ المتزايد للإمام الحسين (عليه السلام)كما ورد عن بعض أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء كانوا يرتجزون بقولهم «حبّ الحسين أجنّني».
سؤال 85 : ما حكم التطبير من الناحية الشرعية علماً بأنّ هناك من المخالفين والأجانب من يسخر من هذه الظاهرة ويسخف مذهبنا من أجلها؟ الجواب : التطبير أمر جائز ومستحسن وتعظيم لشعائر الله تعالى وأما سخرية الأجانب والمخالفين فلا يعتنى بها فإنّهم يسخرون من أكثر أحكامنا الشرعية وهل هناك فقيه شيعي يحكم بحرمة المتعة لمجرد أنّ المخالفين وبالأخص علماء العامة يتحاملون على الشيعة ويسخرون منهم لتجويزهم المتعة بل يفترون على الشيعة بأنهم يجوّزون الزنا وأنّ أكثرهم أولاد زنا.
سؤال 86 : ما هو الدليل المقنع على حلية اللطم على الصدور - حيث ان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول «ليس منا من لطم على الصدور أو شق الثياب» مضون الحديث الشريف؟
الجواب : هذا الحديث لم يثبت شرعاً والأصل في الأشياء الحلية وقد ورد في زيارة الناحية (على الوجوه لاطمات) ويستفاد ذلك من تقرير الإمام الرضا (عليه السلام)لدعبل الخزاعي حينما أنشد في حضرته قوله: إذاً للطمت الخدّ فاطم عنده *** وأجريت دمع العين في الوجنات ولم يقل له: لماذا تقول هذا فإنّ جدتي لا تلطم. وأما شقّ الثياب فقد ورد أنّ الإمام العسكري (عليه السلام) شقّ ثوبه في مصيبة أخيه السيد محمّد بن الإمام الهادي (عليه السلام) وكذلك شقّ ثوبه في مصيبة والده الإمام(عليه السلام). ولو كان هذا الحديث المذكور في السؤال ثابتاً فالمراد منه إظهار عدم الرضا بقضاء الله وعدم التسليم لأمره لا مجرد اظهار الحزن كما قال(صلى الله عليه وآله): «ان القلب ليحزن وان العين لتدمع ولا نقول ما يسخط الرب» ومن المعلوم أنّ من يلطم للحسين (عليه السلام) ويشقّ ثوبه عليه لا يريد بذلك اظهار عدم الرضا وعدم التسليم لأمر الله تعالى.
سؤال 87 : كيف نستطيع أن نوفق بين رواية الملك فطرس الذي عفى الله عنه ببركة مولد الإمام الحسين(عليه السلام) وبين صريح القرآن الكريم بأن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (1)؟ الجواب : الرواية لا اعتبار بها من حيث السند ولكن نقلها الصدوق وابن قولويه ، ولذا قد يطمئن بها وليس في الرواية أن الملك عصى الله تعالى وإنّما تلكأ(2) في امتثال الأمر وتأخر ، فعاقبه الله تعالى ويقوى في النظر أنه كان من قبيل ترك الأولى فابتلى بالطرد والعقوبة لكن ارتفع عنه ذلك ببركة الإمام الحسين(عليه السلام) وتمكن من السير في مراحل الكمال ويكون قضيته نظير قضية آدم (عليه السلام) حيث ترك الأولى وأكل من الشجرة وكان نتيجة ذلك هو الهبوط إلى الأرض ولكن بعد ما توسل بالخمسة الطيبة تاب الله عليه .
سؤال 88 : ما هو رأيكم في قضية فطرس الملك مع الإمام الحسين(عليه السلام)الفائق الشهرة؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) التحريم : 6 2 ) في جامع البزنطي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : إن فطرس ملك كان يطوف بالعرش فتلكّأ في شىء من أمر الله تعالى فقص جناحه . . . .
الجواب : المستفاد من الروايات ثبوت هذه القضية وأمثالها ويكفي في ذلك اشتهارها عند العلماء والمورّخين وعامة الناس حتى غنّت به الشعراء فقال الشاعر مخاطباً الإمام الحسين (عليه السلام) : لمهدك آيات ظهرن لفطرس *** وآية عيسى أن تكلم في المهد فان فاق في اُمّ فانت ابن فاطم *** وان فاق في مهد فانت ابوالمهدي وليس هناك مانع عقلي أو شرعي من الالتزام بوقوع مثل ذلك إذ قد يصير الملك مغضوباً أو يفقد مقامه ومنزلته بسبب ترك ما هو الأولى كما هو الحال بالنسبة لبعض الأنبياء، قال تعالى (وعصى آدم ربّه فغوى)(1) مع أن آدم (عليه السلام) لم يرتكب الذنب والمعصية وإنما ترك الأولى فابتلي بالخروج من الجنة والهبوط إلى دار الدنيا. ثمّ إن بركات سيدالشهداء (عليه السلام)كثيرة وفوق حدّ الإحصاء فلا عجب في العفو عن ملك خاطىء بشفاعته كيف وهو الشفيع يوم القيامة لاُمّة جدّه وشيعته ومحبّيه والباكين عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) طه : 121 سؤال 89 : ماذا جرى إلى آل البيت بعد واقعة الطف؟ الجواب : تحدثنا الروابات والتاريخ أنهم هجموا على خيام أهل البيت واحرقوها على من فيها فخرجن النساء والاطفال حيارى وأراد القوم قتل علي بن الحسين (عليه السلام) الذي كان مريضاً فدافعت عنه عمته زينب ومنعتهم عن ذلك ثم أخذوا أهل البيت اُسارى إلى الكوفة ومنها إلى الشام وأظهروا لأهل المدن والقرى أنهم خوارج وكفار وكان الناس يظهرون الفرح والبشرى ويزّينون المدن وأكثرهم لا يعلم أن هؤلاء عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله)وأن الرؤوس التي حملت على الرماح هي رأس الحسين (عليه السلام) واخوته وابنائه وأهل بيته.
سؤال 90 : هل حقّاً بعد مقتل الأنصار الإمام الحسين (عليه السلام) حضروا إلى جم غفير من الجن يريدون نصرة أباعبدالله؟ الجواب : بعض الروايات تذكر مجيء الجن لنصرة الحسين(عليه السلام)لكنّه وصلوا متأخرين وبعض الروايات تقول أن الملائكة جاءت لنصرة الحسين(عليه السلام) وأظهرت استعدادها لإهلاك القوم لكن الإمام (عليه السلام) لم يرد أن يتوسل بالأسباب الغيبية في دفع القوم.
سؤال 91 : إنني أحد الطلبة الجامعيين أكتب أطروحة في رسالة الماجستير حول شخصية المختار بن أبي عبيدة الثقفي وقد أردت رأيكم الكريم في تلك الشخصية كما أردت مستنداً شرعياً إذا وجد للأفعال التي قيل بأن المختار قام بها ضد قتلة الحسين(عليه السلام)من حرق وتمثيل لأجساد بعضهم وغلى لأجساد آخرين كما ينقل التاريخ ؟ الجواب : لم يكن المختار رحمه الله معصوماً لتكون أعماله كلّها صحيحة ومشروعة أو تكون حجة لنا ولكن الذي نعتقده هو أن أصل عمله وهو الانتقام من قتلة أبي عبدالله(عليه السلام)وأصحابه وأهل بيته كان مرضياً لدى الأئمة(عليهم السلام)وقد ترحّم عليه بعض الأئمة(عليه السلام) وأثنوا عليه وشكروا سعيه (1) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) قال المحدث القمي في سفينة البحار ج 1 ص 435 في ذكر جملة من الروايات في مدح المختار : . . .دعا محمد بن حنفية حين بعث إليه برأس عمر بن سعد الملعون فقال محمد : (اَللّهُمَّ لا تنس هذا اليوم للمختار واجزه عن أهل بيت نبيك محمد خير الجزاء) . ودعاء السجاد (عليه السلام) له ( جزى الله خيراً ). قال ابن نما: ودعاء زين العابدين (عليه السلام) للمختار دليل واضح وبرهان اللائح على أنه عنده لمن المصطفين الأخيار . وقد أسلفنا من أقوال الأئمة في مطاوي الكتاب مدحهم له ونهيهم عن ذمّه وإنما أعداءه عملوا له مثالب ليباعدوه من قلوب الشيعة كما عمل أعداء أميرالمؤمنين له مساوي . وقال القمي في ص 293 في الحكم بن المختار : عن عبدالله بن شريك قال دخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) يوم من النحر وهو متكئ وقد أرسل إلى الحلاق فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ثم قال من أنت ؟ قال أنا ابومحمد الحكم بن مختار بن أبي عبيدة الثقفي وكان متباعداً عن أبي جعفر (عليه السلام) فمدّ يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ثم قال : أصلحك الله ان الناس قد أكثروا في أبي والقول والله قولك ، قال : وأي شىء يقولون ؟ قال : يقولون كذاب ولا تأمرني بشىء إلاّ قبلته ، فقال : سبحان الله (الحديث ) وفي آخره قال : رحم الله أباك ، رحم الله أباك ، ما ترك لنا حقا عند أحد إلاّ طلبه قتل قتلتنا وطلب بدماءنا . والجدير بالذكر أن هؤلاء القتلة كانوا مستحقين لأضعاف ما فعل بهم المختار لما ارتكبوه من الجرائم العظيمة ولانتهاكهم حرمة النبي وآله(عليهم السلام)والمؤمنين وسوف يعذبهم الله تعالى العذاب الأكبر.
الإمام الحجة ( عجل الله تعالى فرجه ) سؤال 92 : هل هناك روايات عن الإمام العسكري (عليه السلام) يثبت فيها إمامة الإمام المهدي (عليه السلام) ؟ الجواب : نعم راجع كتاب إثبات الوصية للحر العاملي. سؤال 93 : هل ترشدوننا إلى كتب تاريخ للقرن الرابع هجري أي بعد الغيب وكيف عاش الشيعة في تلك المرحلة؟ الجواب : راجع كتاب (الشيعة في الميزان) لمحمد جواد مغنية فإن فيه بعض المعلومات وكذا كتاب الغيبة للشيخ الطوسي وغيبة النعماني .
سؤال 94 : في الكافي ج2 ص 83 باب العبادة: «محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن شاذان بن الخليل قال وكتبت من كتابه بإسناد له يرفعه إلى عيسى بن عبدالله قال قال عيسى بن عبدالله لأبي عبدالله (عليه السلام): جعلت فداك ما العبادة؟ قال: حسن النيّة بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها أما إنّك يا عيسى لا تكون مؤمناً حتى تعرف الناسخ من المنسوخ. قال: قلت جعلت فداك وما معرفة الناسخ من المنسوخ؟ فقال: أليس تكون مع الإمام موطّناً نفسك على حسن النيّة في طاعته فيمضي ذلك الإمام ويأتي إمام آخر فتوطّن نفسك على حسن النيّة في طاعته؟ قال قلت: نعم. قال: هذا معرفة الناسخ من المنسوخ». السؤال هو الطاعة المذكورة في هذه الرواية وفي كثير من الروايات لمن في عصرنا هذا والإمام (عليه السلام) غائب؟ وكيف أطيعه في الواقع؟
الجواب : المراد لزوم معرفة الإمام (عليه السلام) وكون أعمال الإنسان بدلالته وقد ورد في أحاديث الفريقين «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» فنحن في هذا العصر يجب أن نعرف من هو الإمام الذي يجب معرفته وطاعته ثم نوطّن أنفسنا على طاعته وإن كان غائباً، والرواية تقول فتوطّن نفسك على حسن النيّة في طاعته ولا تقول على طاعته، فإذا أمر الإمام (عليه السلام)بالرجوع إلى نوّابه (وهم الفقهاء العدول) في غيبته فحسن النية في طاعته يقتضي امتثال أمره وأخذ معالم الدين من هؤلاء.
سؤال 95 : 1- هل يجوز الريبة في أمر السفير حسين بن روح بعد قتله للشيخ الكبير الشلمغاني؟ الجواب : كان الشلمغاني في أول أمره مستقيماً لكنه انحرف وارتدّ وسعى في إضلال الناس بالكذب والرجل والكفر فادعى أن روح رسول الله(صلى الله عليه وآله)قد انتقلت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان وروح علي بن أبي طالب قد انتقلت إلى الحسين بن روح ليمهد الطريق لدعوى أن الله تعالى قد حلّ فيه واتّحد معه كما قالت النصارى في المسيح (عليه السلام) ولما بلغ الحسين بن روح ذلك لعنه وتبرّأ منه وخرج التوقيع بلغه والبراءة منه ولما ظهر أمره وبلغ الخليفة العباسي (الراضي بالله ) ذلك أمر بالقبض عليه وقتله ، فالشيخ حسين بن روح لم يقتله وإن كان مستحقاً للقتل لارتداده وكفره . 2- هل يجوز أن يكون السفراء الأربعه مدّعين السفارة كي يحصلوا على الأموال؟ الجواب : السفراء الأربعة كانوا معروفين عند الشيعة بالتقوى والورع والصلاح وقد صرّح الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام)بوثاقة عثمان بن سعيد ومحمّد بن عثمان وأمانتهما كما أن محمّد بن عثمان أوصى إلى الحسين بن روح وأمر الشيعة بمتابعته فقال لهم : « هذا ابوالقاسم الحسين بن روح القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر والوكيل والثقة الأمين . . . » وهكذا أوصى الحسين بن روح إلى علي بن محمّد السمري وليس إلاّ لاعتماده عليه ومكانته عند الإمام الحجّة ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) فحاشا هؤلاء أن يدّعوا السفارة طمعاً في حطام الدنيا ( راجع الغيبة للشيخ الطوسي ص 214 - 215 ) .
3- لماذا السفراء الأربعه سكنوا بغداد وكانوا على اتصال بالحكام؟ الجواب : لم يكونوا على اتصال صميمة بالحكام بل الأمر بالعكس فإن الحكام كانوا يفتشون عن الإمام الحجة ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ليقتلوه وكان السفراء في تقية وخوف منهم . 4- من الذي بنى المساجد على قبور السفراء الأربعه للمهدي؟ الجواب : العمارة التي توجد على مراقد السفراء ليست مسجداً بل أنّها عمارة مرقد بناها المؤمنون. 5- هل يجوز التبرك بغير قبور الانبياء والأئمة (صلى الله عليه وآله وسلم) وطلب الوسيلة منهم رغم النص من النبي (صلى الله عليه وآله) على كون اهل البيت (صلى الله عليه وآله وسلم) هم الوسيلة فقط؟ الجواب : الأدلّة الشرعية تجوّز التبرّك بمراقد النبي والأئمة(عليهم السلام)والصلحاء والمقرّبين عند الله تعالى. 6- لماذا ادعى السفير حسين بن روح أنه باب ما أوسعه وفي ذلك معاداة للإمام علي (عليه السلام)لأنّه باب مدينه علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا يمكن أن يكون هناك باب أوسع منه؟ الجواب : كان ذلك السفير أوسع باب للحجه الإمام الثاني عشر عجل الله تعالى فرجه وكان الإمام علي (عليه السلام) باب مدينه علم النبي (صلى الله عليه وآله)ولا تنافي بينهما. 7- هل يجوز هدم قبور السفراء الأربعه و عدم التبرك بهم؟ الجواب : لا يجوز. 8- هل تظن أن سبب البلاء في العراق هو بسبب السفراء الأربعه و الشملغانى؟ الجواب : ليس السبب ذلك . 9- لماذا عدد السفراء المهدي كالرجال في نبوة يوحنا في الانجيل راكبي الخيول؟ الجواب : كان ذلك تعيين من الحجّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) . 10- ومن ممارسات الشيعة التي تشبه بعض مما ذكر في الانجيل وضع اليد على الجبهه حال ذكر المهدي (عليه السلام) : ففي الانجيل في رؤية يوحنا وفي الأصحاح السابع: 1ـ و بعد هذا رايت أربعه ملائكة واقفين على أربع زوايا الأرض ممسكين أربع رياح الأرض لكي لا تهب ريح على الأرض ولا على البحر ولا على شجرة ماء. 2ـ ورايت ملاكاً آخر طالعاً من مشرق الشمس معه ختم الله الحي فنادى بصوت عظيم إلى الملائكة الأربعة الذين اعطوا أن يضروا الأرض والبحر. 3ـ قائلاً لا تضروا الأرض ولا البحر ولا الأشجار حتى نختم عبيد الهنا على جباههم. ثم في الأصحاح 9:4- وقيل له أن لا يضر عشب الأرض ولا شيئاً أخضر ولا شجرة ما إلاّ الناس فقط الذين ليس له ختم الله على جباههم. الجواب : ورد في الحديث أن الإمام الرضا (عليه السلام) لمّا ذكر عنده اسم القائم ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) وضع يده على رأسه ( لا على جبهته ) وقام من مجلسه احتراماً وقد اتّبع الشيعة إمامهم في ذلك ولا ربط لذلك مع ما نقلته من رؤية يوحنا أصلاً فإنه رأى ان الملائكة تختم على جباه عبيد الآلة وليس في ذلك أثر من وضع اليد على الجبهة أو الرأس . 11- كما أنه ذكر في تاريخ الفرس أن أحد قادتها رجع منتصراً من الحرب واضعاً يده على جبهته، فهل تظنوا أنّ لهذه الأسباب علاقة باختراع أن الإمام الرضا (عليه السلام) وضع يده على جبهته عندما سمع قصيدة في الأئمة والمهدي ولماذا لم يضعها إلاّ في هذا اليوم بالذات وعند ذكر هذه القصيدة بينما لم يكن أي إمام يفعل ذلك و الإمام الرضا (عليه السلام) مات في بلاد الفرس أليس لهذا علاقة بوضع اليد؟ الجواب : عند سماع القصيدة وضع يده (عليه السلام) على رأسه احتراماً للقائم. واخيرا نقول لكم هذه الأفكار تشكيكات عبد الرسول بن عبدالزهرا اللاري الشيرازي (احمد الكاتب) وهو غير معتقد بما يكتب ويقول في المناظرات كما يظهر ذلك من تناقضاته.
سؤال 96 : هل القرآن عند الشيعة محرف لو أن القرآن الموجود حالياً ويطبع في مطابع الملك الفهد فهل هو المعترف بين الشيعة ؟ الجواب : المصاحف الموجودة عند الشيعة هي بعينها نفس المصاحف الموجودة عند أهل السنة بل أغلبها مطبوعة في مطابع المدينة المنورة أو دمشق ومخطوطة من قبل أهل السنة ولا فرق بين المصحف الذي يقرأه الشيعي عن المصحف الموجود عند أهل السنة حتى في الإعراب ورسم الخط .
سؤال 97 : ما رايكم في من يقول بأن القرآن محرّف أو ينقص أو يزيد في القرآن ؟ الجواب : القول بالتحريف بمعنى الزيادة أو النقص باطل عند علماء الشيعة والقرآن ناطق بذلك صريحا حيث يقول : (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون)(1) ، نعم هناك بعض الأقوال الشاذة أو الروايات التي قد يتوهم دلالتها على التحريف ولا يختص ذلك بالشيعة بل كثير من الروايات الموجودة في صحاح أهل السنة يظهر منها وقوع التحريف ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الحجر : 9 ولكن حملها العلماء على بيان التأويل والتفسير فمثلاً يروي العامة كالسيوطي في الدرّ المنثور عن ابن عباس في قوله تعالى (فما استمتعهم به منهن فآتوهن اُجورهن)(1) أن الآية نزلت هكذا (فما استمتعتم به إلى أجل مسمى . . . ) وهذا وإن كان ظاهراً في التحريف لكنه محمول على التفسير والتأويل ولذا لا يقال إن ابن عباس قائل بتحريف القرآن ومثله ما ورد من طرقنا أن قوله تعالى (يا أيها الرسول بلّغ ما اُنزل إليك)(2) حيث زيد في بعض الروايات ( في على(عليه السلام) ) والمراد أن تأويلها ذلك لأن الآية نزلت في على(عليه السلام)وأنه إذا لم يبلغ الرسول ولايته فلم يبلغ رسالة الله تعالى وهذا هو رأي المحققين من العلماء.
سؤال 98 : لماذا لا تأخذون بالروايات التي يحرف فيها القرآن ؟ الجواب : قلنا إن الروايات المعتبرة لم تصرح بالتحريف حتى يؤخذ بها وبما أنّ القول بالتحريف بمعنى الزيادة في القرآن أو النقيصة مخالف لظاهر الكتاب ولذا نحمل هذه الروايات على إرادة التأويل أو التفسير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) النساء : 24 2 ) المائدة : 67 سؤال 99 :هل إن القول بنفي التحريف عن القرآن الكريم ، يعدّ من ضروريات الدين ، أو من ضروريات المذهب ، أو أنه لا يعد من الضروريات أصلا ؟ الجواب : ليس من الضروريات . نعم، نفي التحريف بالزيادة من المسلّمات ومتفق عليه بين الكلّ .
سؤال 100 :ما هو حكم من التزم بثبوت التحريف في القرآن الكريم ، لا عن شبهة ولا عن خطأ ، وإنّما عن اعتقاد جازماً بذلك ؟ الجواب : ليس هناك من يلتزم بالتحريف بنحو مطلق . نعم ادّعى بعضهم وقوع النقيصة في بعض الآيات استناداً إلى ظاهر بعض الروايات الواردة من الفريقين العامة والخاصة وهي محمولة على إرادة التأويل والتفسير وربّما مقصود هذا القائل ذلك أيضاً وعلى كلّ حال فلو قصد إثبات التحريف بمعنى النقيصة حقيقة فهو مشتبه وإن اعتقد بذلك جازماً ، لأن اعتقاده حصل لشبهة حيث أن الروايات خصوصاً من العامة ظاهرها ذلك . فقد روى عن عائشة أنها قالت : كنّا نقرأ سورة الأحزاب أطول من سورة البقرة .
سؤال 101 : لي صديق عزيز اُردنيّ تشيع الان والحمد لله بعد أن تبصر وأصبح من المدافعين عن مذهب آل البيت(عليهم السلام) وهو الآن يسأل عن
القرآن وترتيب سوره الكريمة حسب التنزيل لكونه يعتقد ،والله أعلم، أنّ الكتاب الموجود بين أيدينا الآن كتاب الله الكريم قد جمع بصورة عشوائية وترتيب سوره غير مرتبة مما لا يساعد المسلم على فهمه وقرائته بيسر، وأنا اؤيده بهذا. سؤالي: هل يوجد قرآن حسب التنزيل وأين نجده إن كان موجوداً؟ وإذا كان الجواب بالنفي فلماذا لا نستطيع أن نحصل عليه؟ الجواب : ورد فى روايات أهل البيت(عليهم السلام) لزوم متابعة نفس هذا القرآن الذي بأيدينا من أول المصحف إلى آخره، وأما ترتيب نزول السور والآيات فكلّ العلماء من العامة والخاصة متفقون على أنّه لم ينزل بهذا الترتيب قطعاً فبعض السور نزلت في مكّة وهي في أواخر المصحف وبعض السور نزلت في المدينة المنوّرة وهي في أول المصحف أو وسطه وقد ذكر المفسّرون كيفية نزول السور فراجع التفاسير، وهكذا الآيات نزلت بصورة متفرقة وتدريجاً فجمعت وجعلت في ضمن سور خاصة بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) كما في بعض الروايات. فالعبرة كلّ العبرة بهذا المصحف الشريف وليس هناك مصحف وقرآن غيره.
سؤال 102 : فى مفاتيح الجنان أعمال يوم الجمعة (ص 63 طبعة دار المجتبى) يقول الشيخ عباس القمي: اقراء آية الكرسي على التنزيل، قال العلامة المجلسي: آية الكرسي على التنزيل على رواية علي بن ابراهيم والكليني هي كما يلي (الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم مكن ذا الذي) إلى (هم خالدون)، يحاجّوننا أهل السنة بأنّنا نقول بالتحريف، ما هو ردّكم؟ الجواب : هذه الرواية لابدّ من تأويلها وحملها على إرادة شىء آخر غير التحريف ولعلّ المراد أن هذه العبارة بمنزلة آية الكرسي في أنّ من قرأها يحصل الثواب أو أنّها توضيح لبعض فقرات الآية وكيفما كان فالشيعة يعتقدون أنّ القرآن سالم من التحريف بمعنى الزيادة أو النقصان لتصريح قوله تعالى (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) (1) وقوله تعالى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)(2)، نعم هناك بعض الروايات من طرق العامة (السنة) والشيعة ظاهرها وقوع التغيير أو النقص في القرآن والمحققون من علماء الشيعة يحملونها على إرادة التفسير والتأويل تماماً كما يفعله السنة بالنسبة للروايا ت الصريحة في وقوع النقيصة في القرآن ففي الإتقان ج 2 ص 41 عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت (كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمن النبي(صلّى الله عليه وسلّم) مأتي آية فلمّا كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلاّ ما هو الآن) راجع بهذا الصدد كتاب البيان ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الحجر : 9 2 ) فصّلت : 42
للسيد الخوئي ص 221.
سؤال 103 : هل الشيعة لها سند في وصول القرآن إليهم، كما عند السنة؟ الجواب : القرآن من الضروريات ولا يحتاج إلى السند وليس بين قرآن الشيعة والسنة فرق حتى يسئل عن سنده بالخصوص، ثمّ أيّ سند أقوى وأعظم من الأئمة المعصومين(عليهم السلام).
سؤال 104 : ورد في الآية العاشرة من سورة الفتح (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً ) (1) . سؤالنا هو: ما وجه رفع هاء الضمير (عليهُ الله) ، وإذا كان جوابكم حسب مقتضى محله من الإعراب ، أو لم يرد مثله في كلام العرب ، أو هو مقتصر على الآية ؟ الجواب : إنه مقتصر عليه في هذه الآية وآية اُخرى ( وما أنسانيهُ إلاّ الشيطان )(2) وبما أنّ القرآن فوق القواعد العربية المتعين هو ما جاء في القرآن وإن لم يتفق مع قوانين الأدب العربي وفي بعض الكتب الأدبية إن ضمّ الضمير في ( عليه الله ) لأجل حفظ تفخيم لام « الله » . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) الفتح : 10 2 ) الكهف : 63 سؤال 105 : نقرأ في كتاب الله (الزاني لا ينكح إلاّ زانية) (1) فما حكم من زنى بإمرأة فاسدة ومن ثمّ جامع زوجته المؤمنة؟ فهل تعتبر زوجته زانية؟ هل لنا بتوضيح عن هذه الشبهة؟ الجواب : لا ربط لما ارتكبه الزوج من الزنا بإمرأته المؤمنة وقد قال تعالى (ولا تزر وازرة وزر اُخرى) (2) ويجوز لمن زنى أن يجامع زوجته المؤمنة أو يتزوّج إمرأة مؤمنة كما يجوز لها التمكين له ولا إثم عليها أصلاً، وأما الآيه فقد قيل أنّها منسوخة وقد كان في بدء الإسلام حرمة تزويج الزاني من المحصنة المؤمنة فارتفع هذا الحكم والصحيح أن الآية تشير إلى أمر متعارف وهو أنّ الزاني لا يرغب في الزواج من المحصنات وإنما يرغب في الزانية وهكذا العكس وليست الآية بصدد بيان حكم شرعي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) النور : 3 2 ) الانعام : 164 سؤال 106 : في الآية الشريفة (الرحمن على العرش استوى) (1). من المعروف لدينا أن الله سبحانه وتعالى لا يحويه مكان ولا يخلو منه مكان فهل من سماحتكم توضيح الآية الكريمة المذكورة، ومن المعروف أيضاً أنه مكتوب على ساق العرش (الحسين سفينة النجاة). الجواب : نحن نعتقد بإعجاز القرآن وليس ذلك جزافاً بل لاشتمال القرآن على أعلى مراتب البلاغة والفصاحة وهما إنما يتحققان بالكنايات والاستعارات والتشبيهات والمجازات وغير ذلك من فنون الكلام العربي وهذه الآية من هذا القبيل أي هي مشتملة على الاستعارة، والمقصود بيان عظمة الله وقدرته واحاطته على الكائنات نظير الملك الذي يجلس على العرش ويسيطر على المملكة. وأما معنى أنه مكتوب على العرش (حسين سفينة النجاة) أن الله تعالى أظهر مكانة الحسين وعظمته للأولياء والأنبياء والملائكة حتى كأنّهم يقرأون هذه الجملة وكأنّها مكتوبة على ساق العرش.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) طه : 20 سؤال 107 : لماذا نحن الشيعة نقول في كلّ آخر سورة أو الآية (صدق الله العليّ العظيم) وما هو العلي هل هو الله أو إمام علي أميرالمؤمنين؟ اُريد الدليل من الفريقين. الجواب : المراد من العليّ هو الله تبارك وتعالى تماماً مثل العظيم والشيعة عندما يقولون (صدق الله العلي العظيم) يتّبعون القرآن حيث لم يرد توصيف الله تعالى في القرآن بلفظ العظيم فقط، ففي آية الكرسي يقول تعالى (وهو العليّ العظيم)(1) وقال : (له ما في السموات وما في الأرض وهو العليّ العظيم) (2) فلابدّ أن يجيب العامة (السنة) عن هذا السؤال: لماذا أسقطتم العليّ وتكتفون بـ(صدق الله العظيم)؟ فهل هو العداء لأميرالمؤمنين (عليه السلام) حيث أسقطتم هذه الكلمة التي هي من ألقاب الله تعالى وأسمائه العظمى لمجرّد كونها شبيهة باسم (علي (عليه السلام)) كما أسقطتم الآل في الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وتقولون (اللهم صلّ على محمّد) مع أنّ الروايات متضافرة من طرقكم في بيان كيفية الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) حيث سئل النبي (صلى الله عليه وآله) عند نزول الآية (صلّوا عليه وسلّموا تسليماً)(3) : أمّا السلام فعرفناه فكيف نصلّي عليك؟ فقال (صلى الله عليه وآله): «قولوا اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على ابراهيم وآل ابراهيم». ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) البقرة : 255 2 ) الشورى : 13 3 ) أحزاب : 56
سؤال 108 : في زيارة عاشورا اللعن مئة مرة، فهل نقول مئة مرة اللعن أم نختصر ونقول اللهم العنهم جميعاً؟ الجواب : الترتيب الأصلي هو أن يقرأ كلاً من مجموع اللعن والسلام مائة مرة وإذا لم يكن له وقت لذلك فالأولى أن يقرأ اللعن الكامل مرّتين وبعد الثانية يقول تسعاً وتسعين مرة ثم يقرأ السلام الكامل مرتين و بعد الثانية يقول تسعا و تسعين مرة وبذلك يحصل على ثواب اللعن والسلام مائة مرة كما وردت به رواية مرسلة.
سؤال 109 : نرجوا أن نتفضّلوا علينا بتوضيح ما يلي: 1- معنى السلام و اللعن في زيارات اهل البيت (عليهم السلام) مثل ماتضمنته زيارة عاشوراء : « اللهمّ العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد و آل محمّد » ، « السلام عليك يا أبا عبد الله » الجواب : أما السلام فهو التحيّة وطلب الرحمة من الله تعالى ، وأما اللعن فمعناه الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وهو من الله تعالى العقوبة في الآخرة و الإنقطاع عن الرحمة والتوفيق في الدنيا، ومن غير الله الدعاء على الملعون بالإبعاد عن رحمته عزّوجلّ ولعلّ وجه تكرّر السلام على أولياء الله واللعن على أعدائه هو أن يشتدّ في الإنسان حالة الارتباط بالله تعالى بإظهار التودد إلى أوليائه و البراءة من أعدائه.
2- ما المقصود بـ« السلام عليك حين تقوم ، السلام عليك حين تقعد »، إلى أن نصل في الزيارة إلى قول : « السلام عليك بجوامع السلام » وما هو المقصود بجوامع السلام. الجواب : يطلب من الله تعالى زيادة الخير و الرحمة للإمام(عليه السلام) في جميع الحالات و أن لا يختصّ رحمته بحال دون حال وأن تكون هذه الرحمة جامعة وشاملة لكلّ الخيرات و في جميع المجالات.
3- يتضمن بعض الأدعيه سؤال الله تعالى بحق أهل البيت (عليهم السلام) على الله مثل قول : « وبحقهم عليك » أن الله هو الذي أعطاهم هذا الحق، فنرجوا مزيد من التوضيح حول هذه النقطة و كيف يكون لهم حقّ على الله. الجواب : كلّ ما يعطيه الله تعالى من الثواب والأجر تفضّل وامتنان ولكن بما أنه وعد إعطاء الثواب و الرتبة العالية للمطيع ومن يعمل خالصاً لوجهه الكريم فكلّ من يطيعه يحصل له مثل هذا الحقّ ولو كان أصله تفضّل من الله تعالى و بما أن الأئمة (عليهم السلام)أخلصوا لله العمل وأطاعوه وعظّموه وخضعوا وخشعوا له وأظهروا عظمته وأرشدوا الناس إليه ومحضوا العبوديّة الكاملة له، فصار لهم حقّاً عليه تعالى لما وعده من الثواب والأجر الجميل وإن كان هذا الحقّ ثابتاً لهم بفضله وعنايته.
4- ماالذي يطلبه الداعي في العبارة الواردة في دعاء العهد : « اللهم أرني الطلعة الرشيدة و الغرة الحميدة و اكحل ناظري بنظرة منّى إليه » هل المقصود هنا روية الإمام فقط حيث أن هناك اشخاص عاشوا في زمن أهل البيت (عليهم السلام)ورأوهم ولم يستفيدوا من وجود أهل البيت (عليهم السلام) . الجواب : إن الذي يدعوا بهذا الدعاء يعلم أنه لو لم يكن أهلاً فلايمكنه أن يرى الإمام(عليه السلام)فلا محالة يدعو حتى يرى الإمام(عليه السلام)ليستفيد من هذه الرؤية كلّ ما يحتاج إليه من الخير والهدايه والتوفيق والصلاح وقضاء حوائج الدنيا والآخرة، فهذا في الحقيقة دعا لأن يكون أهلاً لرؤية الإمام(عليه السلام) ، ثمّ رؤيته فهو يستفيد من هذا الدعاء حتى لو لم يره إذ بهذا الدعاء قد يصير موفقاً ومسدداً و يستفيد أيضاً عند رؤيته بإشراقه منه عليه يصلح بها أمر دينه ودنياه ويستفيد بعد رؤيته لبقاء
البهجه والفرح والنورانية في قلبه واغلب الظن أن المراد من هذه العبارة أن يرى الحجة و يكون من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه، فهو كناية عن الدعاء بتعجيل الفرج لكن بقيد أن يكون ممّن يسعد برؤية الإمام(عليه السلام) ونصرته.
سؤال 110 : وردت زيارة الناحية المقدسة في كتاب المنتخب الحسني فهل هي صحيحة ومقبولة لديكم؟ الجواب : ذكرها العلماء و منهم المجلسي في البحار ولا بأس بقرائتها رجاءً بل هو أمر مرغوب فيه خصوصاً في أيام الحزن والعزاء وعلى الأخص يوم عاشوراء.
سؤال 111 : كيف اميّز في كتاب الكافي وغيره الأحاديث المعتبرة من الموضوعة أو الضعيفة وبالنسبة إلى عقيدتنا كشيعة جعفرية إمامية نستقي الحديث عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فهل المراجع العظام يروون بالسند المتصل لرواة عدول وهل دونت تلك الأحاديث في كتاب معروف ومادام أن هناك أحاديث مكذوبة أو موضوعة لماذا لم تنقح تلك الكتب كالبحار وغيرها أم هي الأمانه التاريخية. أرجو أن تعذروني على تخبطي و لا أعرف كيف أعبر عمّا بداخلي حيث إنى لم أكن أتصور أنّ البلوشي والوهابية فضلاً عن أهل السنة أنّهم يستطيعوا أن يحجونا في أمر ما ولكنهم وبكل أسف استطاعوا أن يفعلوا ذلك ولو بشىء يسير وذلك في أمر الأحاديث الشريفة في كلّ من كتبنا المعتبرة حيث أنهم جعلوني أقف عند كل حديث أقرأه أو أسمعه وأقول في نفسى هل هذا الحديث قاله المصطفى (صلى الله عليه وآله) أم أنّه حديث محرّف أو موضوع واسمحولي على جهلي لأنّي من العوام ولكن لا ُاريد أن أكون مرتاباً في شيء ما. الجواب : لا فرق بين الكافي وغيره من كتب الشيعة وبين كتب العامة المعتبرة كالصحاح الستة في اشتمالها على بعض الأحاديث الضعيفة السند أو المتن والعامة يعترفون بذلك رغم حكمهم بقداسة صحيح البخاري ومسلم وغيرهما، وهناك قواعد وضوابط يُحكم على أساسها بصحة الحديث أو ضعفه وقد قسم علماؤنا الأعلام الحديث إلى أربعة أقسام; الصحيح و الحسن و الموثّق والضعيف كما أن علماء الحديث من العامة أيضاً قسموا الحديث إلى الصحيح والحسن والضعيف. فإذا كان البلوشي وأمثاله يعترضون على الشيعة فهم جاهلون في الحقيقة بما في كتبهم من الروايات الضعيفة التي صرّح المحققون بضعف رواتها وكونهم مجروحين عندهم، فلايغرّنك تسمية هذه الكتب بالصحاح فإنّ هذه التسيمة لا توجب صحة كلّ ما فيها، بل غاية ما هناك أنّ مؤلفيها أثبتوا فيها ما هو صحيح عندهم وفي نظرهم، كما هو الحال بالنسبة لمثل الكافي ومن لا يحضره الفقيه عندنا. وعليك بمطالعة كتاب (أضواء على السنة المحمّدية) ومؤلفه من علماء العامة حتى تعرف مدى صحة هذه الكتب المعبّر عنها بالصحاح عند العامة. وإنّ أصحّ الكتب عندهم هو صحيح البخاري وإليك نصّ كلام أحمد أمين في كتابه (ضحى الإسلام ج 2 ص 117 - 118) حول هذا الكتاب، قال: (إنّ بعض الرجال الذي روى (أي البخاري) لهم غير ثقات وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو الثمانين وفي الواقع هذه مشكلة من المشاكل....) وبعد مقدمة بيّن فيها أن كثيراً من الرواة مختلف فيهم فقد وثقه بعض وضعفه آخر. قال: ( ولعلّ من أوضح المثل في ذلك عكرمة مولى ابن عبّاس وقد ملأ الدنيا حديثاً وتفسيراً فقد رماه بعض بالكذب وبأنّه يرى رأى الخوارج! وبأنّه كان يقبل جوائز الاُمراء ورووا عن كذبه شيئاً كثيراً فرووا أنّ سعيد بن المسيب قال لمولاه برد: لاتكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عباس...وقال ابن سعد: كان عكرمة بحراً من البحور وتكلّم الناس فيه وليس يحتجّ بحديثه...) إلى أن قال أحمد أمين: ( فالبخاري ترجح عنده صدقه فهو يروي له في صحيحه كثيراً ومسلم ترجح عنده كذبه فلم يرو له إلاّ حديثاً واحداً في الحجّ ...) إلى آخر كلام أحمد أمين. ثمّ إنّ الحفاظ انتقدوا البخاري في عشرة ومائة حديث منها 32 حديثاً وافقه مسلم على تخريجه و 78 حديثاً انفرد هو بتخريجه. وأخرج البخارى لأبي هريره 446 حديثاً في صحيحه مع أن هذا الشخص معروف بكثرة رواياته عن النبي(صلى الله عليه وآله) والحال أنه لم يصاحبه فترة طويلة يتمكن فيها من اكثار الرواية عنه. قال السيد رشيدرضا صاحب المنار: ( كان اسلامه سنة 7 هجرية وصحب الرسول ثلاث سنين ونيفاً، فإن كان جيمع الصحابة عدولاً في الرواية كما يقول جمهور المحدثين فالتابعون ليس كذلك وقد ثبت أنّه كان يسمع من كعب الأحبار وأكثر أحاديثه عنعنة على أنّه صرّح بالسماع (أي من رسول الله (صلى الله عليه وآله)) في حديث (خلق الله التربه يوم السبت) وقد جزموا بأن هذا الحديث أخذه من كعب الأحبار وقال: أنه يكثر في أحاديثه الرواية بالمعنى والإرسال لأن الكثير منه قد سمعه من الصحابه وكذا بعض التابعين...وقال: إنّه انفرد بأحاديث كثيرة كان بعضها موضع الإنكار أو مظنّته لغرابة موضوعها كأحاديث الفتن ...) . ونحن نذكر واحداً منها لترى مدى صحة ما يقال في حقّ صحيح البخاري وصحيح مسلم; أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: أرسل ملك الموت إلى موسى(عليه السلام) فلمّا جاءه صكّه فرجع إلى ربّه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فردّ الله عينه! وقال ارجع فقل له: يضع يده على متن ثور فله بكلّ ما عظت يده بكل شعرة سنة قال: أي ربّ ثمّ ماذا؟ قال: ثمّ الموت قال: فالآن فاسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسه رمية حجر...الحديث.
سؤال 112 : ما رأي المراجع الكرام في رجوع الباحث والمفكر الإسلامى للروايات الموجودة في الكتب الحديثيّة المعتبرة كالوسائل والكتب الأربعة وبعض الكتب الاُخرى حينما يقوم بالبحث العلمي أو المناقشة العلمية مع العلم أنه ربما يرجع لبعض المصادر الرجالية للتحقق من صحّة النص؟ وهل هناك مصادر محددة يطمئن لها المرجع يمكن الرجوع إليها؟ و هل يصح للباحث الإسلامى نسبة بعض تلك الأفكار التي توصل إليها على أنها نظرية الإسلامية؟ وما هى المصادر التي يمكن أن يرجع إليها للتحقق من صحة السند؟ هذه الأسئلة هي من بعض المفكرين الإسلاميين الشيعه حينما يريدون الوصول إلى بعض النظريات الاسلامية حول عدة عناوين كالاقتصاد وعلم النفس والاجتماع و بعض العلوم الاُخرى. الجواب : هناك العديد من العلوم الاسلامية يجب أن يكون الباحث خبيراً وعالماً بها ليتمكن من الاستدلال بالأحاديث الواردة عن المعصومين(عليهم السلام)كاُصول الفقه وعلم الحديث (الدرايه) وعلم الرجال فضلاً عن الإلمام الكامل بالتفسير والعلوم العربية والمنطق وغير ذلك
لأن الاستدلال بالحديث يتوقف على إثبات جهات متعددة، عمدتها إثبات صدور الحديث عن المعصوم(عليه السلام) وهذا يحتاج إلى معرفة الخبر المتواتر وخبر الواحد وإثبات حجية خبر العادل أو الثقة وإثبات وثاقة الرواة وعدم كون الخبر مخالفاً للكتاب والسنة القطعية وعدم ابتلائه بالمعارض ومنها إثبات دلالة الخبر بإثبات كونه نصاً أو ظاهراً وإثبات حجية الظهور شرعاً وعدم كونه مخصصاً أو مقيداً ومنها إثبات أن الخبر المعتبر سنداً و دلالة إنما صدر لبيان الحكم الواقعي ولم يصدر لجهة اُخرى كالتقية وغيرها وهكذا نرى أن المتخصص في هذه العلوم يتمكن من الاستدلال بالآيات أو الروايات، فلا يكفي معرفته الإجمالية باللغة أو العلوم العربية أو التفسير أو غيرها، إذ قد يحكم بدلالة الحديث على ما يفهمه ولكنه مع الرجوع إلى الفقيه المطلع الخبير بالأخبار وبالعلوم المرتبطة بها يظهر عدم تمامية الاستدلال به ولاأقلّ من عدم وثاقة الرواي أو كون الخبر مبتلى بالمعارض أو صدوره بنحو التقية ولا يعرف ذلك إلاّ الفقيه كما هو الحال بالنسبة إلى الفقهاء من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) فنرى في بعض الأخبار أن الشخص يأتي إلى الإمام (عليه السلام)فيروي رواية ثمّ يلقاه أحد أصحاب الأئمة فيقول: ماذا قال لك الإمام (عليه السلام)؟ فيقول كذا، فيقول له: أتاك من جراب النورة أي الإمام(عليه السلام)قال هذا المطلب من باب التقية وذلك لأن هذا الصحابي كان عالماً بمذاق الإمام(عليه السلام)ومذهبه و رأى أن هذا المطلب مخالف لمذهب الإمام (عليه السلام) فعلم أنه كان بنحو التقية نعم في المطالب التاريخية أو الأخلاقية يكفي الاستدلال السطحى مع التحرز عن نسبة ما فهمه إلى الإمام(عليه السلام)صريحاً و أما إثبات صحة السند فهناك مراجع كثيرة يرجع إليها الفقيه مثل رجال النجاشي والشيخ الطوسي والعلامة والكشي وغير ذلك.
سؤال 113 : الشيعة يوافقون على الإجماع دليلاً، و يشترطون في تحقّقه أن يكون الإمام المعصوم من المجمعين. فهل يجوز الإجماع مع وجود الإمام المعصوم؟ و إذا جاز فكيف يكون ذلك علماً بأن رأي الإمام حجة؟ و إذا لم يجز لماذا؟ و متى يكون الإجماع؟ الجواب : الإجماع على قسمين: الإجماع الدخولي، بأن يعلم كون الإمام(عليه السلام) بين المجمعين و هذا يتحقق مع حضور الإمام(عليه السلام) و الحجة فيه قول الإمام(عليه السلام) وأقوال سائر العلماء كالحجر في جنب الإنسان، لكن قد يكون الرواي لم يعرف الإمام(عليه السلام) بشخصه لكن سأل جميع فقهاء المدينة كلّهم فاتفقوا على حكم، فعلم إجمالاً بوجود الإمام(عليه السلام) فيهم أو أن التقية كانت تمنعه من إسناد الكلام إلى الإمام(عليه السلام) فعبّر عنه بالإجماع نظراً لاتفاق آراء الفقهاء بما فيهم الإمام(عليه السلام)على ذلك الحكم. القسم الثانى: الإجماع المصطلح، و هو اتفاق العلماء على رأي في
جميع العصور أو في عصر واحد وهذا يكشف عن موافقة الإمام(عليه السلام) لهم ولو في عصر الغيبه لأنّه لو كان الحكم مخالفاً للواقع لم يسكت عنه الإمام(عليه السلام) ليقع كافة الناس في خلاف الواقع فكان عليه إظهار الحقّ ولو بإلقاء الخلاف بين الفقهاء. وليعلم أن الإجماع ليس حجة إلاّ إذا كشف عن قول المعصوم أو تقريره.
سؤال 114 : أعلم أن الإمامية الاثنى عشرية لا تأخذ بالقياس لأنه باطل، فما هو رأي الشيعة في إيجاد بديل للقياس في كيفية قياس الأشياء؟ علماً بأن القاعدة تنصّ على أن «النصوص محدودة والحوادث متغيرة ومتجددة. «ملاحظه: هذه الأسئلة مطلوبة من أحد إخواننا السنة للرّد عليه». الجواب : القياس ليس دليلاً موجباً للقطع و إنما غاية ما يوجبه هو الظن والظن لا يغنى من الحقّ شيئاً وذلك لأنه يقوم على أساس استكشاف العلّة لثبوت الحكم في مورد ثم التعدية إلى غير ذلك المورد ومن أين يحصل القطع بأن ما استكشفناه هي العلّة الحقيقية للحكم وقد ورد «أنّ دين الله لا يصاب بالعقول» وأما البديل للقياس فهو التمسك بالعمومات والمطلقات وعلى فرض عدم التمكن من الوصول إلى الحكم الواقعي فقد عيّن العقل أو الشارع أحكاماً ظاهرية ترفع الحيرة عند الشك كأصل البراءة وإصالة الاشتغال والاستصحاب ، والفقيه المجتهد هو الذي يشخص هذه الوظايف.
القانون الشرعي والقانون البشري سؤال 115 : ما هو منهج الموازنة في الدراسات الشرعية والقانونية فكما نعلم ليس هناك مقارنة بين الشريعة والقانون وانما موازنة فما هو هذا المنهج؟ الجواب : المراد من المقارنة بين الشريعة والقانون هو بيان الفرق بينهما والمزايا الموجودة في الشريعة ونقاط الضعف الموجودة في القانون وهذا لا يفيدنا بل لابدّ من تطبيق الشريعة على القانون وأن توازن بين القانون والشرع بأن يكون القانون على وزان الأحكام الشرعية بحيث تنبطق عليه ولا يكون القانون مغايراً للشريعة .
سؤال 116 : الأوّل: أودّ أن أسأل على التقليد و مشروعية الالتزام بمرجع واحد ورسالة عملية واحدة. الأصل هو رجوع الجاهل إلى العالم، هذا أمنّا به واستيقناه وفهمنا أن الغايه هو معرفة الدليل الشرعى وبالتالي التكليف الذي يستوجبه الحكم لكي تبرأ ذمة العامل أمام الله. السؤال هو
مادامت الغايه هو القيام بالحكم والاستجابه إلى الأمر أو النهي المولوي لماذا لا نأخذ الحكم من أي مرجع أو مجتهد؟ الجواب : مسألة التقليد أمر عقلائي يبتني على رجوع الجاهل إلى العالم في مورد اختصاصه كما يراجع المريض إلى الطبيب لتشخيص المرض وعلاجه ومن المعلوم إذا كان الأطباء مختلفين في الرأي وطريقة العلاج فلامحالة يختار المريض أعلمهم لو لم يتمكن من الاحتياط أو كان فيه العسر والحرج فلو رجع إلى غير الأعلم أو غير المتخصص وحصل له ضرر أو لم يرتفع مرضه يكون ملوماً، ونفس هذا المطلب يجري بالنسبة لتقليد الأعلم من المجتهدين الفقهاء فالعقل يحكم بأنه لاتبرء ذمّته إلاّ إذا قلّد الأعلم مع وجوده فلايجوز له مراجعة أيّ مجتهد مع وجود الأعلم.
سؤال 117 : ما هو المفروض أن نعتقده تجاه مراجعنا (من نقلده أو لانقلده) في تصرفاتهم أو من أي ناحية اُخرى؟ الجواب : العلماء والفقهاء والمراجع حفظهم الله تعالى صرفوا أعمارهم في تحصيل وتعليم ونشر معارف وعلوم أهل البيت(عليهم السلام)وأتعبوا أنفسهم في الوصول إلى مرتبة الاجتهاد والتمكّن من استنباط الأحكام الإلهيّة وإلى جانب ذلك بذلوا جهودهم في سبيل تربية العلماء والفضلاء وإرشاد المؤمنين وحلّ مشاكلهم السياسية والاجتماعية فيجب على من يقلّدههم وغيرهم تعظيمهم واحترامهم و الدفاع عنهم والوقوف إلى جانبهم والإئتمار بأوامرهم والسير على نهجهم واتباع خطواتهم فإن المجتهد المؤمن العادل يعدّ نائباً للإمام الحجة أرواحنا له الفداء في زمان الغيبة الكبرى كما قال المعصوم (عليه السلام) «هم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله». نعم هناك بعض من يدّعي العلم أو الاجتهاد قد يرى نفسه مرجعاً مع ما عليه من البدعة والانحراف فلابدّ من الاحتراز عنه ويمكن تشخيص مثل هذا الشخص بالرجوع إلى المراجع العظام العدول فإذا حكموا بانحرافه وجب اطاعتهم.
سؤال 118 : 1- ما هو صحة ما ينقل عن أن هناك علماء من الشيعة العظام لا يرون الخمس، مثل العالم ابن الجنيد وابن العماني؟ الجواب : العلماء من السنة والشيعة كلّهم متفقون على وجوب الخمس في الجملة غاية الأمر يختلفون في ما يجب فيه الخمس ووجوب الخمس في الأرباح المكاسب متفق عليه بين علمائنا والروايات الصحيحة دالة عليه وأما ابن جنيد والعماني فإنهم لم يخالفوا في ذلك صريحاً بل غاية ما هنالك أنّهم لم يصرّحوا بذلك . 2- أنت تقول يا سيدي إنهم لم يتعرضوا لذلك وأنا أقول لك يا سيّدي راجع كتاب (الدروس الشرعية) باب الخمس لشهيد الأول محمّد بن مكّي العاملي ص 258 و259 طبعة جماعة المدرسين قم المقدسة وإليك نصّ العبارة يا سيدّي (ورخّص ابن جنيد في خمس المكاسب) مع العلم يا سيدي إنني مقتنع قناعة تامة بالخمس ولكن هناك من يأخذ بهذه العبارة ويعمل بها، أرجو من سماحتكم ان يتسع صدركم لنا ولإجابة بشكل وافي على هذا الإشكال. الجواب : عبارة ابن جنيد تحتمل وجوهاً عديدة تعرض لتوجهها الفقهاء، ومن المحتمل أنه يقول بوجوب الخمس لكن رأى أنّ بعض الروايات تدلّ على تحليل الخمس للشيعة فذهب إلى العفو عنه في زمان الغيبة (كما في تملك الأراضي الموات في زمن الغيبة) فهو ليس مخالفاً في أصل الوجوب كما يمكن أن يقال بأن خلافه ناشىء من ترسّبات ذهنية لأنه كان عامياً ثمّ استبصر ، قال السيد الخوئي (قدس سره) في مستند العروة الوثقى كتاب الحج ص 193 : ( الظاهر تسالم الأصحاب واتفاقهم قديماً وحديثاً على الوجوب إذ لم ينسب الخلاف إلاّ إلى ابن جنيد وابن أبي عقيل ولكن مخالفتهما على تقدير صدق النسبة ـ من أجل عدم صراحة العبارة المنقولة عنهما في ذلك ـ لا تقدح في تحقق الإجماع ولاسيّما الأول منهما المطابقة فتاواه لفتاوى أبي حنيفة غالباً كما لا يخفى ) .
سؤال 119 : اكتب إليكم هذه الرسالة بعد أن أصابتني حيرة شديدة حيال موضوع زواج المتعة أنا يا سيدى فتاة شيعية من البحرين مقتنعه والحمد لله بمذهبي الشيعي والتزم بكلّ التعاليم والمسالك الشيعية إلاّ أن سمعت عن زواج المتعة وأنه حلال عندنا نحن الشيعة بينما هو حرام عند أهل السنة ، كيف زواج المتعة حلال هو يحمل بين طياته فقط الشهوات والجنس ولا يشبه الزواج الميثاق الغليظ في شىء ونحن نعلم أنه الإسلام هو دين طهارة ونقاء وهذا الزواج وكأنه زنا ولكنه مجمل وباسم الزواج ؟ ولماذا هو حلال عندنا وحرام عند أهل السنة بينما نحن كلانا تحت راية الإسلام ونتبع ديناً واحداً وقرآناً واحداً صحيحاً نختلف في أشياء مع السنة ولكن زواج المتعة شىء كبير فكيف نختلف عليه وهو كما يقولون الشيعة مذكور في القرآن الكريم في سورة النساء وإذا هو حقاً حلّله الله فلماذا فنحن نعرف أنه لكلّ شىء أحكام وأسباب فلماذا هذا الزواج حلال ؟ وكيف يحدث وما هي شروطه؟ أسئله كثيرة حقاً تدور في رأسى ولا أجد لها إجابة تقنعني بأن هذا الزواج حلال لقد سألت أبي ولكنه لم يحدثني عنه تماماً ولم يقنعني فلجأت إليكم لأحملكم مسؤولية إقناعي وشرح لي هذا الزواج . الجواب : قال الله تعالى (فما استمتعتم به منهنّ فآتوهنّ اُجورهنّ
فريضة)(1) هذه الآية باتفاق المفسرين والمحدثين تذكر جواز زواج المتعة وأنه نكاح شرعي كالدائم، له شروط وأحكامه الخاصة مثلاً إذا كان هناك دخول ففيه العدة على المرأة كالزواج الدائم ويتحقق به لحوق الأولاد والتوارث، والحكمة في تشريعه أنه قد لا يتمكّن الرجل أو المرأة من الزواج الدائم فلا محالة لابدّ من طريقة للتلّخص من الزنا بتشريع زواج موقت له أحكامه وشروطه الخاصة وقد كان هذاالزواج متعارفاً في عصر الرسول(صلى الله عليه وآله)وأبي بكر وفترة من سلطة عمر إلى أن قال: (متعتان كانتا على عهد رسول الله حلالاً وأنا اُحرمهما متعة النساء ومتعة الحج) والشيعة بل كثير من الصحابة وعلماء السنة لم يعتدّوا بهذا التحريم لأنه لا يحق لعمر ولا لغيره التشريع وتحريم ما أحلّه الله و رسوله. وفي الحديث عن علي(عليه السلام) :(لولا أن عمر منع المتعة ما زنا إلاّ شقي ) (2) وان الشارع الأقدس لا يريد أن يقع الناس في حرج من ناحية كبت غرائزهم الجنسية أو الوقوع في الدعارة والعهر والفساد، كما وأنه يهتمّ كثيراً ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) النساء : 24 2 ) في التهذيب 7 / 251: كان علي يقول: لو لا ما سبقني بُنى الخطاب ما زنى إلاّ شقي.(وفي كثير من النسخ (إلاّ شفا ) وهو بمعنى القليل من الناس وقد ورد في النهاية في حديث حبر الاُمة ابن عباس ما يؤيّد ذلك ) . وفي الكافي 5 / 448: لولا ما سبقني به بنى الخطاب ما زنى إلاّ شقي . وفي الاستبصار 3 / 141: لولا ما سبقني إليه ابن الخطاب ما زنى إلاّ شقي . بنظام المجتمع ومراعاة الأنساب والجمع بين هذين الأمرين المهمّين يقتضي تشريع الزواج الموقت كالدائم ليجمع بين اعمال الغريزة الجنسية في ظروف خاصة وبين حفظ المجتمع من التفسخ والانحلال ، وهذا يختلف عن السفاح والزنا بأنّ المرأة في عقد المتعة تعدّ زوجة حقيقية في هذه المدة طالت أو قصرت ولابدّ أن تراعى جميع أو أكثر أحكام الزوجية الدائمة فلا يجوز لها مثلاً الزواج أو الاتصال الجنسي بشخص آخر وإذا مضت مدّتها فلابدّ أن تعتدّ بحيضتين ليظهر عدم كونها حامل وإذا كانت حامل لابدّ أن تعتدّ إلى وضع الحمل وإذا مات الزوج أثناء المدة يجب عليها الاعتداد أربعة أشهر وعشراً وهكذا ساير الأحكام من لحوق الولد وغيره .
سؤال 120 : أرجو منكم سيدي المساعده علماً أنني من المعتنقين لمذهب الشيعي الجدد وقد تمّ لي زواج متعة بفتاة شيعية من دولة اُخرى وقد منعني أهلي عند علمهم بمذهبي من الاتصال بزوجتي وطفلتي التي انجبت لي علماً إني اُردني وزوجتي من البحرين وقد قام أهلي بتكفيري عند اعتاقي المذهب وطرحه على من هم حولي وكادوا يقومون بقتلي لو لا رعاية الله لخلقه ، فأرجو منكم مديد العون والمساعدة لأخوكم علماً أنكم الطريق الوحيد لي بعد الله عزّوجلّ لمساعدتي بالارتباط بزوجتي وطفلتي التي لم أراها إلى اللحظة هذه علماً أنها قد بلغت من العمر ستة أشهر وأرجو منكم الرد مهما كان الجواب علماً أن أهلي من السنة واعتبروا زواجي لاغياً واعتبروا طفلتي بنت زنا وذلك لجهلهم بتعاليم الإسلام السمحه . الجواب : روى السيوطي في تفسير الدرّ المنثور ج2 ص 139 « أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان متعة النساء في أوّل الإسلام كان الرجل يقدم البلدة ليس معه من يصلح له ضيعته ولا يحفظ متاعه فيتزوج المرأة إلى قدر ما يرى أنه يفرغ من حاجته فتنظر به متاعه وتصلح له ضيعته وكان يقرأ ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى) أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الانباري في المصاحف والحاكم وصححه من طرق عن أبي نضرة قال قرأت على ابن عباس ( فما استمتعتم به منهن فآتوهنّ اُجورهنّ فريضة)قال ابن عباس فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مسمّى فقلت ما نقرؤها كذلك فقال ابن عباس : ( والله لأنزلها الله كذلك ) . وأخرج عبدالرزاق عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرؤها ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل فآتوهن اُجورهن) وقال ابن عباس في حرف اُبيّ ( إلى اجل مسمى ) . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد فما استمتعتم به منهن يعني نكاح المتعة . أخرج ابن جرير عن السدّي في الآية قال هذه المتعة الرجل ينكح
المرأة بشرط إلى أجل مسمّى فإذا انقضت المدة فليس له عليها سبيل وهي منه بريئة وعليها أن تستبرئ ما في رحمها وليس بينهما ميراث . . . . وأخرج عبدالرحمن وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن ابن مسعود قال : كنا نغزوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وليس معنا نساؤنا فقلنا ألا نستخصي فنهانا عن ذلك ورخص لنا أن نتروج المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ عبدالله ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما اُحلّ الله لكم )(1) . نعم ادعى بعض أن هذه الآية منسوخة وقد ذكر بعض المفسّرين ذلك لكن وقع الاختلاف الشديد في أنها نسخت بأي آية وهذا الاختلاف يدلّ على بطلان هذه الدعوى كما أن النسخ لا يثبت بخبر الواحد كما هو عليه علماء اُصول الفقه قاطبة . وقد وردت روايات تصرح بعدم نسخها . منها ما رواه في الدرّ المنثور أيضاً ج2 ص140 ( اخرج عبدالرزاق و أبو داوود في ناسخه وابن جرير عن الحكم أنه سئل عن هذه الآية أ منسوخة ؟ قال لا وقال علي(عليه السلام)لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنا إلاّ شقي . وأخرج عبدالرزاق وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال : يرحم الله عمر ما كانت المتعة إلاّ رحمة من الله رحم بها اُمة محمّد(صلى الله عليه وآله)ولولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا إلاّ شقيّ. . . . ومع صراحة هذه الروايات في الجواز ودلالة الآية وعدم ثبوت ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) المائدة : 87
النسخ فالروايات المعارضة لابدّ من طرحها لأنها متعارضة في نفسها، فبعضها نقول : ان رسول الله(صلى الله عليه وآله)نهى عن ذلك وبعضها نقول : ان عمر نهى عن ذلك وبعضها نقول منسوخة وبعضها نقول أنها وردت لخصوص المضطر وبعضها نقول نسختها آية الميراث والطلاق والحال أن العام لا يكون ناسخاً للخاص حتى إذا ورد بعده بل القاعدة تقتضي التخصيص. ثم إنه ذكر نزول الآية ( سورة النساء : 24 ) في المتعة في أوثق كتب الأحاديث والتفسير . منها: 1- صحيح البخاري 2- صحيح مسلم 3- مسند احمد ج4 ص 436 باسنادهم عن عمران بن حصين وتجده في تفسير الرازي ج3 ص 200 - 202 و تفسير أبي حيان 4- أحكام القرآن للجصاص حكاه عن عدة 5- تفسير الطبري عن ابن عباس واُبي بن كعب والحكم وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وشعبة وأبي ثابت 6- سنن البيهقي 7- تفسير الزمخشري 8- تفسير القرطبي ، قال : قال الجمهور أنها في المتعة 9- تفسير البيضاوي ، وإن أراد إثبات نسخها بالسنة 10- تفسير ابن كثير عن جمع من الصحابة والتابعين 11- تفسير درّ المنثور كما ذكرناه ; وغير ذلك. وهناك 25 حديثاً في الصحاح والمسانيد يدلّ على أن المتعة كانت مباحة في شرع الإسلام وكان الناس يعملون بها في عصر النبي (صلى الله عليه وآله)وأبي بكر وردحاً من خلافة عمر فنهى عنها عمر في آخر أيامه وعرف بأنه أوّل من نهى عنها راجع صحيح البخاري باب التمتع وصحيح مسلم ج1 ص395 ومسند احمد ج4 ص 436 والموطأ لمالك ج2 ص30 وسنن البيهقي ، تفسير الطبري ، النهاية لابن الاثير الفائق للزمخشري تفسير القرطبي والمحاضرات للراغب وغير ذلك . وقد ذهب جمع من الصحابة والتابعين إلى إباحة المتعة وعدم نسخها مع وقوفهم على نهي وفيهم من يجب علينا متابعته 1- الامام علي (عليه السلام) 2- ابن عباس حبر الاُمة وإمام التفسير 3- عمران بن حصين الخزاعي 4- جابر بن عبدالله الأنصاري 5- عبدالله بن مسعود 6- عبدالله بن عمر العدوي 7- معاوية ابن أبي سفيان
8- ابو سعيد الخدري 9- الزبير بن عوام 10- اُبي بن كعب الأنصاري 11- سعيد بن جبير 12- طاووس اليماني 13- عطاء ابو محمد 14- السدي . قال الرازي في تفسير ج3 ص200 في آية المتعة اختلفوا في أنها هل نسخت أم لا فذهب السواد الأعظم من الاُمة إلى نسخها وقال السواد منهم : أنها بقيت مباحة كما كانت . قال ابن حيان بعد نقل حديث إباحة المتعة : وعلى هذا جماعة من أهل البيت والتابعين. ثمّ إنّ أقوال علماء العامة بالنسبة للمتعة متضاربة ومختلفة جداً حتى بلغ عدد الأقوال إلى 22 قولاً . وهذا التضارب يكشف عن أن تحريم المتعة ليس إجماعياً كما لم يكن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإلاّ لم يحصل هذا الاختلاف العظيم كما أن نسخ الآية غير ثابت وإنّما وقعوا في مشكلة لتوجيه ما ارتكبه عمر من تحريمها مع صراحة الآية بحلّيتها ومخالفة جمع كثير من الصحابة لهذا التحريم. ففي صحيح مسلم ج1 باب نكاح المتعة : قال عطاء قدم جابر بن عبد الله معتمراً فجئناه في منزله فسأله القوم عن أشياء ثمّ ذكروا المتعة فقال استمتعنا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وعمر . فإذا كانت الآية منسوخة أو حرّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله)فكيف يقول جابر بن عبدالله على جلالته وعظم شأنه ذلك . وقال الراغب في المحاضرات ج2 ص94 : عيّر عبد الله بن زبير عبدالله بن عباس بتحليله المتعة فقال له سل اُمك كيف سطعت المجامر بينها وبين أبيك فسألها فقالت ما ولدتك إلاّ في المتعة. قال الراغب في المحاضرات : قال يحيى بن اكثم لشيخ بالبصرة بمن اقتديت في جواز المتعة قال : بعمر بن الخطاب قال : كيف وعمر كان أشدّ الناس فيها ؟ قال لأن الخبر الصحيح أنه صعد المنبر فقال : إن الله و رسوله قد أحلاّ لكم متعتين وإني محرّمهما عليكم واُعاقب عليهما فقبلنا شهادته ولم نقبل تحريمه . وأخرج الطبري في المستبين عن عمر أنه قال ثلاث كنّ على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا محرّمهنّ ومعاقب عليهنّ متعة الحج ومتعة النساء وحيّ على خير العمل في الأذان وذكره القوشجي في شرح التجريد ، ثمّ ذكر إشكالاً وهو أنّ عمر كيف يخالف النبي(صلى الله عليه وآله)وأجاب بأن ذلك لا يوجب قدحاً فيه ، فإنّ مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع ، انتهى. وهذه إهانة واضحة لمقام النبي(صلى الله عليه وآله) حيث أنه جعل النبي(صلى الله عليه وآله)مجتهداً كغيره ممن يستعمل الظنون في طريق الاستنباط وخالف
صريح الآية ( وما ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى )(1) وهل هذا إلاّ دفاع المستيت عمن يتجرأ ويحرم ما أحلّ الله و رسوله . وأخرج إمام الحنابلة في مسنده ج4 ص 436 بإسناد رجاله كلّهم ثقات عن عمران بن حصين قال نزلت آية المتعة في كتاب الله تبارك وتعالى وعملنا بها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)فلم تنزل آية تنسخها ولم ينه عنها النبي(صلى الله عليه وآله)حتى مات . وقد ذكر هذا الحديث غير واحد من المفسرين في سورة النساء في آية المتعة ولذا عدّ عمران بن حصين ممن ثبت على إباحتها . ومن الغرائب ما نسب إلى أميرالمؤمنين علي(عليه السلام) أنه قال نهى رسول الله(صلى الله عليه وآله)عن المتعة يوم الخيبر وهذا الحديث مختلق قطعاً لأن قوله(عليه السلام) ( لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنا إلاّ شقي ) يناقض ذلك وقد روى ذلك عنه بطريق صحيحة ثابتة وهو من القائلين بإباحة المتعة كما نقله عنه أصحاب السير والتأريخ وقد صرّح بذلك أيضاً ابن عباس وجابر وعمران بن حصين بأن المتعة كانت مباحة في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)وخلافة أبي بكر وبعض خلافة عمر حتى حرّمها عمر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) النجم : 3 و 4
سؤال 121 : هل يمكنكم أن تدلوني أين أجد تفسيراً واستدلالاً شرعياً على عدم جواز السجود على سجادة اُعدت خصيصا للصلاة لكنها مصنوعه من القماش. الجواب : ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله) من طرق العامة والخاصة قوله(صلى الله عليه وآله): جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وروايات اهل البيت (عليهم السلام) متفقّة على اعتبار أن يكون موضع السجدة (الجبهة) من أجزاء الأرض غير المأكول والملبوس كالتراب والحجر والخشب، وفي روايات العامة يوجد ما يدلّ على ذلك كما ورد ان بعض أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) كان يأخذ الحصاة الحارة ويبردها بيده ثمّ يسجد عليها ولو كان السجود على الفراش أو الثوب جائزاً لم يحتجّ إلى ذلك. ففي مسند أحمد وغيره عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال:( كنت اُصلّي مع النبي(صلى الله عليه وآله)الظهر فآخذ قبضة من الحصى في كفي حتى أسجد عليها من شدة الحر ). وفي لفظ البيهقي:( كنت اُصلّي مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) صلاة الظهر فآخذ قبضة من الحصى في كفي حتى تبرد وأضعها لجبهتي إذا سجدت في شدة الحر ). وعن انس قال: ( كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شدّة الحرّ فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه ) . قال البيهقي بعد نقل هذا
الحديث: ( قال الشيخ لو جاز السجود على ثوب متصل به لكان ذلك أسهل من تبريد الحصى في الكفّ و وضعها للسجود، أقول لو كان السجود على مطلق القماش جائزاً حتى المنديل أو الخرقة لكان أسهل من التبريد جداً. في صحيح مسلم عن خباب بن الأرت قال: (اتينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)فشكونا إليه حر الرمضاء فلم يشكنا ). قال ابن اثير في النهايه:( والفقهاء يذكرونه في السجود فإنّهم كانوا يضعون أطراف ثيابهم تحت جباههم من السجود في شدة الحر فنهوا عن ذلك وإنّهم لما شكوا إليه ما يجدون من ذلك لم يفسح لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم ). واشتهر عن النبي(صلى الله عليه وآله): ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً)
سؤال 122 : دائماً عندما تدور نقاشات بين السنة والشيعة يتكلم أهل السنة عن أشياء يفعلونها أو يقولونها الشيعة وتسمّي الدين الباطن فيجيب الشيعة أنّ أهل السنة أيضاً عندهم دين باطن (مستر) فهل عندكم علم عن هذه الاُمور عسى أن تكون حجة لنا؟ الجواب : إذا كان المقصود التقيّة فهي من الاُمور المسلّمة والثابتة
بنصّ القرآن قال تعالى (ألا إن تتقوا منهم تقاة) (1) وقال (إلاّ من اُكره وقلبه مطمئن بالايمان) (2) ويحكم العقل بذلك ولا أظنّ أنّ أحداً من العامة يلتزم بوجوب إظهار معتقده حتى إذا كان موجباً لهلاكه أو هلاك جمع من أهل ملّته، نعم لمّا كان الشيعة في ظروف حرجة ويعانون من ظلم الحكّام وملاحقتهم على مرّ العصور لذا ظهرت آثار التقيّة عندهم أكثر من العامّة وهذا لا يعني أنّهم لا يعملون بالتقيّة.
سؤال 123 : لي صديق يتبع الفرقة الشيعية المسمّاة بالشيخية الموجودة في الكويت مرجعهم الديني الحائري الأحقاقي، والتي لا علم لنا عنها إلاّ الشىء القليل، لذا نرجوا التفضّل بتعريفنا بها مع بيان معتقداتها ونهجها وطريقها، وما هو رأي سماحتكم في هذه الفرقة، كما نرجوا منكم إرشادنا إلى بعض الكتب التي تتحدث عنها؟ الجواب : الشيخية طائفة من الشيعة الإثنى عشرية اتباع الشيخ أحمد الإحسائي الذي خلط بعض الأفكار الفلسفية بالمذهب وبالغ تلميذه السيد كاظم الرشتي في ذلك والظاهر أنّ الانحراف جاء من قبله، ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) آل عمران : 28 2 ) النحل : 106
وقد تأثر به وبأفكاره مؤسس البابية والبهايية ومن عقائد الشيخية أنّ اُصول الدين أربعة، التوحيد والنبوّة والإمامة والايمان بالركن الرابع ومقصودهم من يكون واسطة بين الناس وبين الإمام(عليه السلام)بلا واسطة ولا يرون المعاد والعدل من اُصول الدين لأنهما من شعب التوحيد و الايمان بالله. كما أنّهم ينكرون المعاد الجسماني ويقولون بأنّ المعاد سيكون بالجسم الهورقليائي وغير ذلك والشيخية على طوائف، منهم أتباع آقاخان المحلاتي و منهم الإحقاقيّون.
سؤال 124 : ما هو الفرق بين الأخباريين والاصوليين وما هي مأخذ الأحكام للأخباريين ؟ الجواب : الأخباريون يعتقدون بصحّة الروايات الموجودة في الكتب الأربعة ولا يرون الاجتهاد بالمعنى الموجود عند الاُصوليين بل كلّ ما في الأمر العمل بالروايات الصحيحة والفتوى على أساسها كما لا يقولون بحجيّة العقل النظري في إثبات الأحكام الشرعية وغير ذلك من الاختلافات.
سؤال 125 : ما المقصود من مصطلح (العرفان) وهل هو مختصّ بالعلماء المجتهدين، وهل (التوسم) أو (الفراسة) هما من العرفان أم لا، وماذا يطلق على من يخبر عن أشياء قد حدثت عند أشخاص ولا يعلم بها إلاّ الله سبحانه و تعالى، وهل ما ورد عن بيت الرحمة(عليهم السلام)«من أخلص لله أربعين صباحاً جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» مصداق لذلك، وما المقصود عن ما ورد في مناجات العارفين للإمام زين العابدين (عليه السلام)«وفي رياض القرب والمكاشفة يرتعون» و هل يطلق عليهم، و ما تنصحونا عند وجود مثل هذه الشخصيه العلمائية؟ الجواب : حقيقة العرفان هو الدرجة العالية من الخوف من الله تعالى كما هو المصطلح عندهم ولا يختص بأحد وأما التوسم والفراسة فهما قد يحصلان لأحد بأسباب وعلوم خاصة وإنّ الاُمور الذي لايعلمه إلاّ الله فلا يخبر عنه أحد إلاّ من أذن له وارتضاه الله تعالى وأما حديث (من أخلص لله أربعين...) لا علاقة لها بالإخبار عن المغيّبات. ولعلّ المقطع المذكور في المناجات تشير إلى أنّ الله تعالى قد يعطي بعض المقامات العالية المعنوية للمخلصين من عباده. وعليكم الاقتداء والاهتداء بالعلماء العاملين المخلصين والسير على نهجهم.
سؤال 126 : كيف يمكن أن نعتبر أو ما هو الحدّ الحقيقي الذي من خلاله يمكن اعتبار فكرة ما من الأفكار التي تطرح من عالم ما انحراف عن جادة الصراط السوي وهل لابدّ من اتّباع رأي المشهور من العلماء حتى في المسائل العقائدية؟ الجواب : المسائل الاعتقادية المشهورة عند الطائفة أو المتسالم عليها تكشف غالباً عن مطابقتها للواقع ومن يخالف الاعتقاد المشهور فإن كان في مسألة من المسائل فلا يدلّ ذلك على انحرافه إذ قد يكون هناك شبهة حصلت عنده، لكنّه إذا رأينا شخصاً يشكك في أغلب المسائل الاعتقادية المشهورة أو في كثير منها فهذا الشخص منحرف لا محالة إذ لايعقل أن تكون كلّ هذه المسائل خلاف الواقع ومعذلك اشتهرت بين الأصحاب. فمثلاً لو رأئينا أن هناك من يشكّك في عصمة النبي(صلى الله عليه وآله)والأئمة (عليهم السلام) في خصوص بعض الموضوعات فهدا لا يكشف عن انحرافه، أما إذا كان يشكك في عصمتهم حتى في بيان الأحكام الشرعية فهذا الشخص منحرف فضلاً عما لو كان يشكّك أيضاً في الشفاعة أو التوسل بهم أو غير ذلك وهذا يجري حتى على نطاق الأحكام الفقهية فلو رأينا أن هناك من يدّعى الاجتهاد والعلم لكنّه يشكك في أغلب المسائل التي اشتهر حكمها بين الفقهاء بل في المسائل المتسالم عليها فهذا يدلّ على انحرافه إذ يبعد كثيراً بل من المستحيل وقوع المشهور في الخطاء وخلاف الواقع في جلّ المسائل وكون هذا الشخص مصيباً، نعم الخلاف في بعض المسائل المشتهرة حكمها بين الفقهاء فهو ممكن وواقع ولا بأس به.
|