|
أعمالُ المدينة المنوَّرَة وزيارة الرسول وعترته الطاهرين «عليهم السلام»
بسم الله الرحمن الرحيم إنَّ الله وَملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبي ، ياأيُّها الَّذينَ آمَنُوا صَلّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً . في بُيوت أذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فيها اسْمُهُ يُسبَّحُ لَهُ فِيها بالغُدوِّ وَالاصالِ رِجالٌ لاتُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيعٌ عَنْ ذِكرِ اللهِ وإِقامِ الصَّلاةِ . إِنَّما يُريدُ اللهُ ليُذْهبَ عَنكُم الرْجسَ أهْلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً .
(صدق الله العلي العظيم)
فضل زيارة الرسول (صلى الله عليه وآله) أيها الحاج الكريم ، لاشك أنك على علم بأن من تمام الحج ، زيارة قبر الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة ، والتبرك بلثم تلك الاعتاب الطاهرة ، والحضور في تلك المشاهد الشريفة ، فإن زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مستحبة عيناً ، وعلى الخصوص على الحاج ، وتركها جفاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . ولقد ورد في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : من أتى مكة حاجاً ولم يزرني الى المدينة جفوته يوم القيامة ، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة . وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : أتموا برسول الله حجكم إذا خرجتم من بيت الله ، فإن تركه جفاء ، وبذلك أمرتم ، وأتموا بالقبور التي ألزمكم الله حقها وزيارتها ، واطلبوا الرزق عندها . وقال الامام أبو عبد الله الصادق عليه السلام : زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعدل حجة مع رسول الله . وقال (عليه السلام) أيضاً : إذا حج أحدكم فليختم بزيارتنا ، لان ذلك من تمام الحج . أيها الحاج الكريم ، أعتقد أنك قد سررت بهذه الاحاديث الشريفة التي ذكرتها لك عن النبي وعترته الطاهرين عليهم السلام في فضل زيارتهم ، وأعتقد أنك قد اكتفيت بها ، ولا يسمح المجال لي أن أذكر لك الشيء الكثير من هذه الاحاديث الشريفة ، ففي ذلك كفاية لك وللمؤمنين كافة ، جعلنا الله وإياك ممن يوفق للزيارة وتناله الشفاعة . وللمدينة المنورة حرم معيّن ، كما لمكة المكرمة حرم معين عرفته فيما سبق . أما حد حرم المدينة فهو من «عاثر» الى «وعير» ، وكل منهما جبل يكتنف المدينة المنورة ، أحدهما من المشرق والاخر من المغرب . ذلك هو حد الحرم المدني ، وهو - وإن لم يجب الاحرام فيه كما يجب في مكة المكرمة ولكنه لايقطع شجره ، وعلى الاخص إذا كان الشجر رطباً ، إلاّ مااستثني مما مرّ عليك في حدود الحرم المكي ، بل الاحوط إن لم يكن أقوى اجتناب صيد مابين الحرمين ، بل الاولى اجتناب مطلق الصيد . مستحبات المدينة المنورة
1 - يستحب الغسل لدخول المدينة المنورة ، وذلك حين يدخلها أو عندما يريد الدخول . 2 - الغسل أيضاً لدخول المسجد الشريف وزيارة قبر الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ويكفي الغسل الاول . 3 - الدعاء عند الغسل بالمأثور عن أهل البيت عليهم السلام ، فتقول « اَللّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبي ، وَاشْرَحْ لي صَدْري ، وَأجْرِ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيَكَ . اللّهُمَّ اَجْعَلْهُ لي طَهْوراً وَشِفاءً وَنُوراً إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَدير » . 4 - ويستحب قراءة هذا الدعاء بعد الفراغ من الغسل : « اَللّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبي ، وَزَكِّ عَمَلي ، وَاجْعَلْ ماعِنْدَكَ خَيْراً لي . اَللّهُمَّ اجْعَلْني مِنَ التَّوابِينَ ، وَاجْعَلْني مِنَ المُتَطَهّرِينَ » . 5 - الدخول الى المسجد الشريف من باب جبرئيل ، وهو الذي يكون من جهة البقيع . 6 - الاستئذان وكيفيته : أن يقف الحاج على باب الحرم النبوي بخضوع وخشوع ، قائلاً : « اَللّهُمَّ إِنّي وَقَفْتُ عَلى باب مِنْ أبْوابِ بُيُوتِ نَبِّيِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِه ، وَقَدْ مَنَعتَ النّاسَ أَنْ يَدْخُلُوا إِلاّ بِاذْنِهِ وَقُلْتَ ياأَيَّها الَّذينَ آمَنْوا لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِي إِلاّ أَنْ يُؤذَنَ لَكُم . أَللّهُمَّ اِنّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذا المَشْهَدِ الشَّريفِ في غَيْبَتِه ، كَما اَعْتَقِدُها في حَضْرَتِهِ، وَاَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفائَكَ عَليهِمُ السَّلامُ أحْياءٌ عِنْدَكَ يُرزَقُونَ ، يَرَوْنَ مَقامِي ، وَيَسْمَعُونَ كَلامي ، وَيَرُدُّونَ سَلامي ، وَاَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعي كَلامَهُمْ ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمي بِلَذيذِ مُناجاتِهِم ، وَاِنّي اَسْتَأذِنُكَ يارَبِّ أَوَّلاً ، وَاَسْتَأذِنُ رَسُولك ثانياً ، وَاَسْتَأذِنُ خَليفَتَكَ الاِمام المَفترضَ عَلَىَّ طاعَتُهُ وَالمَلائِكَةَ المُوَكَّلينَ بِهذِهِ البُقْعَةِ المُبارَكَةِ ثالِثاً ، ءَأَدْخُلُ يارَسُولَ اللهِ ، ءَأَدْخُلُ ياحُجَّةَ اللهِ ، ءَأَدْخُلُ يامَلائِكَةَ اللهِ المُقَرَّبينَ المُقيمينَ في هذا المَشْهَدِ ، فَأذَنْ لي يامَولايَ في الدُّخُولِ أَفْضَلَ ماأَذِنتَ لاَحَد مِنْ أَوْلِيائِكَ ، فَاِنْ لَمْ أكُنْ أَهْلاً لِذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ » . 7 - الدخول على سكينة ووقار ، وخشوع وخضوع ، مع تقديم الرجل اليمنى على اليسرى حال الدخول ، قائلاً : « بِسمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَفي سَبِيِلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، رَبِّ أدخِلْنِي مُدخَلَ صِدْق وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدق وَاجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَتُبْ عَلَيَّ إنَكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَحيْم » . 8 - التكبير مائة مرة . 9 - صلاة ركعتين تحية للمسجد النبوي الشريف . 10 - إتيان قبر الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) واستلامه وتقبيله ، إن أمكن ، واستقبال الحجرة الشريفة ، مما يلي الرأس الشريف ، والتوجه الى الحجرة لا إلى القبلة .
11 - زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الزيارة ، وهي « اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَسُولَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَبدِ اللهِ ، اَلسَّلامُ ياخاتَمَ النَّبِييّنَ ، أَشهَدُ أنَّكَ قَد بَلّغتَ الرّسالَةَ ، وَأقمَتَ الصَّلاةَ ، وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وَأَمَرتَ بِالمَعروُفِ ، وَنَهَيَتَ عَنِ المُنكَرِ ، وَعَبَدتَ اللهَ مُخلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقينُ ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيكَ وَرَحمَتُهُ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ الطّاهِرينَ » . ثم تقول : « اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَسُولَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخَليلَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا نَبىَّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياصَفِيَّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَحمَةَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخِيَرةَ الله ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياحَبيبَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانَجيبَ اللهِ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخَاتَمَ النَبِييّنَ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياسَيّدَ المُرسَلينَ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياقائِماً بِالقِسطِ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ يافاتِحَ الخِيرِ ،اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامَعدِنَ الوَحيِ وَالتَّنزيِل ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُبَلِّغاً عَنِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أيُّها السِّراجُ المُنيرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُبشّرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانَذيرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُنذِرُ اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانُورَ اللهِ الَّذي يُستَضاءُ بِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَ عَلى أهلِ بَيتِكَ الطَّيبِينَ الطّاهِرينَ الْهادينَ المَهديّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى جَدِّكَ عَبدِ المطَّلِبِ وَعَلى أبيكَ عَبدِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى أُمِّكَ آمِنَةَ بِنتَ وَهَب ، اَلسَّلامُ عَلَى عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُهداءِ ، اَلسَّلامُ عَلَى عَمِّكَ العَباسِ ابنِ عَبدِ المُطَّلِب ، اَلسَّلامُ عَلَى عَمِّكَ وَكَفيلِكَ أبي طالِب ، اَلسَّلامُ عَلَى اِبنِ عَمِّكَ جَعفَر الطَّيارِ في جِنانِ الخُلْدِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُحَمَّدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياأحمَدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياحُجَّةَ اللهِ عَلَى الاوَّلينَ والاخِرينَ والسابِقَ الى طاعَةِ رَبِّ العالَمينَ ، والمُهَيمِنَ عَلى رُسُلِهِ وَالخاتِمَ لانبِيائِهِ ، وَالشّاهِدَ عَلَى خَلْقِهِ و الشَّفِيعَ اِلَيهِ والمَكينَ لَدَيهِ والمُطاعَ في مَلَكُوتِهِ ، الاَحمَدَ مِنَ الاوصافِ ، الُمحَمَّدَ لِسائِرِ الاَشرافِ ، الكَريمَ عِندَ الرَّبِ ، وَالمُكَلَّمَ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ ، الفائِزَ بِالسِّباقِ ، وَالفائِتَ عَنِ اللِّحاقِ ، تَسليمَ عارِف بِحَقّكَ مُعتَرِف بِالتَّقصيِر في قِيامِهِ بِواجِبِكَ ، غَيرِ مُنكِر ماانْتَهى اِلَيهِ مِنْ فَضلِكَ ، مُوقن بالمَزيداتِ مِنْ رَبِّكَ ، مُؤمِن بِالكِتابِ المُنزَلِ عَلَيكَ مُحَلِّل حَلالَكَ ، مُحِّرِم حَرامَكَ ، أشْهَدُ يارَسُولَ اللهِ مَعَ كُلِّ شاهِد وَأتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِد أَنَّكَ قَدْ بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّكَ و نَصَحْتَ لامَّتِك وَ جاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّك وَصَدَعْتَ بِأمْرِهِ ، وَاحتَمَلتَ الاذى في جَنْبِهِ ، وَدَعَوتَ اِلى سَبِيلِهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ الجَميلَةِ ، وَأَدّيتَ الحَقَّ الَّذي كانَ عَلَيكَ ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمؤُمِنينَ ، وَغَلُظتَ عَلى الكافِرينَ ، وَعَبَدتَ اللهَ مُخلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقينُ ، فَبَلَغَ اللهُ بِكَ أشرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ وَأَعلى مَنازِلِ المُقَّرَبينَ وَأرفَعَ دَرَجاتِ المُرسَلينَ ، حَيثُ لايَلحَقُكَ لاحِقٌ ولا يَفُوقُكَ فائِقٌ ولا يَسبِقُكَ سابِقٌ وَلا يَطمَعُ في إِدراكِكَ طامِعٌ ، والحَمدُ للهِ الَّذي استَنقذَنا بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَنَوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلمَةِ ، فَجَزاكَ اللهُ يارَسُولَ اللهِ مِن مَبعُوث أَفضَلَ ماجازى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّن أُرسِلَ اِليهِ ، بِأَبي أَنتَ وأُمّي يارَسُولَ اللهِ زُرتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِّراً بِفَضلِكَ مُستَبصِراً بِضَلالَةِ مَنْخالَفَكَ وَخالَفَ أَهلَ بَيتِكَ عارِفاً بِالهُدى الَّذي أَنتَ عَلَيهِ . بِأَبي أنتَ وَنَفسي وَاَهلي وَمالي وَوَلَدي وَمالي ، أَنا أُصَلّي عَلَيكَ كَما صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَصَلّى عَلَيكَ مَلائِكَتُهُ وأَنبِياؤهُ وَرُسُلُهُ صَلاةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً ، لاانقِطاعَ لَها وَلا أَمَدَ وَلا اَجَلَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ الطَّيبينَ الطاهرِينَ ، كَما أَنتُم أَهلُهُ » . ثم ابسط كفيك وقل : « اَللّهُمَّ اجعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ وَنَوامِيَ بَرَكاتِكَ ، وَفَواضِلَ خَيراتِكَ ، وَشَرائِفَ تَحِّياتِكَ وَتَسليماتِكَ ، وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ وَصَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَّرَبينَ وَأَنبِيائِكَ المُرسَلينَ وأئِمَتِكَ المُنتَجَبينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ وَاَهلِ السَّماواتِ وَالارَضينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يارَبَّ العالَمينَ مِنَ الاوّلِينَ وَالاخِرينَ ، عَلى مُحَمَّد عَبدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبيِّكَ وَنَذيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكينِكَ وَنَجِّيِكَ وَنَجيبِكَ وَحَبيبِكَ وَخَليلِكَ وَصَفيِّكَ وَصَفوتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَرَحمَتِكَ وَخَيرِ خِيرَتِكَ مِنْ خَلقِكَ ، نَبيِّ الرَّحْمَةِ ، وَخازِنِ المَغفِرَةِ ، وَقائِدِ الخَير وَالبَرَكَةِ ، وَمُنقِذِ العِبادِ مِنَ الهَلَكَةِ بِاِذنِكَ ، وَداعيهِم اِلى دينِكَ ، القَيِّمِ بِأَمرِكَ ، أَوَّلِ النَبيّينَ ميثاقاً وَآخِرِهِم مَبْعَثاً ، الِّذي غَمَسْتَهُ في بَحرِ الفَضيلَةِ ، وَالمَنزِلَةِ الجَليلَةِ ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ ، وَالمَرتَبَةِ الخَطيرَةِ ، وَأَودَعْتَهُ الاَصلابَ الطّاهِرَةَ ، وَنَقَلتَهُ مِنها اِلى الارحامِ المُطَهَّرَةِ ، لُطفاً مِنكَ لَهُ وَتَحَنُّناً مِنكَ عَلَيهِ ، إِذ وَكّلتَ لِصَونِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدرَتِكَ عَيناً ، عاصِمَةً حَجَبْتَ بِها عَنهُ مَدانِسَ العَهْرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ ، حَتّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ العِبادِ ، وَأَحَييتَ بِهِ مَيتَ البِلادِ ، بِأن كَشَفتَ عَن نُورِ وِلاَدتِهِ ظُلَمَ الاستارِ ، وَأَلبَستَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الانوارِ. أَللّهُمَّ فَكَما خَصَصتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ المَرتَبَةِ الكَريمَةِ ، وَذُخْرِ هذِهِ المَنقَبَةِ العَظِيمَةِ ، صَلِّ عَلَيهِ كَما وَفى بِعَهدِكَ ، وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ ، وَقاتَلَ أَهلَ الجُحُودِ عَلى تَوحيدِكَ ، وَقَطَعَ رَحِمَ الكُفْرِ في إعزازِ دِينِكَ ، وَلَبِسَ ثَوبَ البَلوى في مُجاهَدَةِ أَعدائِكَ ، وَأَوجَبْتَ لَهُ بِكُّلِ أذىً مَسَّهُ أو كَيد أحَسَّ بِهِ مِنَ الفِئَةِ التي حاوَلَتْ قَتْلَهُ ، فَضيلَةً تَفُوقُ الفَضائِلَ وَيَملِكُ بِها الجِزيلَ مِنْ نَوالِكَ ، فَلَقَد أَسَّرَ الحَسْرَةَ وَأَخفى الزَّفرَةَ وَتَجَّرَعَ الغُصَّةَ وَلَم يَتَخَطَّ مامُثِّلَ مِن وَحيِكَ . أللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ وَعَلى أَهلِ بَيتِهِ صَلاةً تَرضْى لَهُم ، وَبَلِّغهُمْ مِنّا تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً ، وَآتِنا مِن لَدُنْكَ في مُوالاتِهِم فَضلاً وإحساناً ، وَرَحمةً وَغُفراناً ، اِنَّكَ ذُو الفَضلِ العَظيمِ » . 12 - ويستحب أيضاً أن تتوجه الى القبلة الشريفة وأنت واقف فوق الرأس ، وتقول : « اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَبِىُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياأَبا القاسِمِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياسَيِّدَ الاَوَّليِنَ والاخِرينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يازَيْنَ القِيامَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياشَفيعَ القِيامَةِ ، أَشْهَدُ أنْ لاإِلهَ اِلاّ اللهُ ، وَحْدَهُ لاشَريِكَ لَهُ ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ ، بَلَّغتَ الرِّسالَةَ ، وَأَدَّيتَ الاَمانَةَ ، وَنَصَحتَ أُمَّتَكَ ، وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِ رَبِّكَ حَتى اَتاكَ اليَقينُ ، صَلَّى الله عَلَيكَ ، وَعَلى أهلِ بَيتِكَ ، طِبتَ حَيَّاً وَطِبتَ مَيِّتاً ، صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَعَلى أَخِيكَ وَوَصِيِّكَ وَابْنِ عَمِّكَ اَميرِ المُؤمِنينَ ، وَعَلى اِبنَتِكَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وَعَلى وَلَدَيكَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، أَفضَلَ السَّلامِ وَأَطيَبَ التَّحِيَّةِ وَاَطهَرَ الصَّلاةِ ، وَعَلينا مِنكُمُ السَّلامُ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ » . وتدعو لنفسك واجتهد في الدعاء للمؤمنين ولوالديك . 13 - الوقوف عند الاسطوانة الامامية من جهة القبر الشريف من الجانب الايمن ، مستقبلاً بوجهك القبلة ، جاعلاً القبر الشريف عن يسارك ، ومنكبك الايمن مقابلاً للمنبر الشريف ، فإن ذلك الموقع هو موضع رأس الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)فتقول : « أَشْهَدُ أنْ لاإِلهَ اِلاّ اللهُ ، وَحْدَهُ لاشَريِكَ لَهُ ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ و أشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ اللّهِ وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ ، وَأَشهدُ أَنَّكَ بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّكَ ، وَنَصَحتَ لاُمَّتِكَ وَجاهَدتَ في سَبيلِ اللهِ ، وَعَبَدتَ اللهَ حَتّى أَتاكَ اليَقينُ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَأَدَّيتَ الَّذي عَلَيكَ مِنَ الحَقِّ ، وَأَنَّكَ قَد رَؤُفتَ بِالمُؤمِنينَ ، وَغَلُظْتَ عَلَى الكافِرينَ ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ المُكَرَّميِنَ ، الحَمدُ للهِ الِّذي اِستَنقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّركِ وَالضَّلالَةِ . اَللّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَّرَبينَ وَاَنبِيائِكَ المُرسَلينَ وَعِبادِكَ الصّالِحينَ ، وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالارَضينَ ، وَمَن سَبَّحَ لَكَ يارَبَّ العالَمينَ مِنَ الاَوَّلينَ وَالاخِرينَ ، عَلى مُحَمَّد عَبدِكَ وَرسُولِكَ وَنَبيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجيِّكَ وَحَبيْبِكَ وَصَفيِّكَ وَخاصَّتكَ وَصَفوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ . أَللّهُمَّ اَعطِهِ الدَرَجَةَ الرَّفِيعَةَ ، وَآتِهِ الْوَسيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ ، وَابعَثهُ مَقاماً مُحَمَوداً ، يَغبِطُهُ بِهِ الاَوَّلُونَ والاخِرُونَ . اَللّهُمَّ اِنَّكَ قُلتَ وَلَو أَنَّهُم إِذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاؤوُكَ فَاستَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُم الرَسُولُ لَوَجَدوُا اللهَ تَوّاباً رَحيماً . وَاِنِّي أتَيْتُ نَبِّيَكَ مُسْتَغفِراً تائباً مِنْ ذُنُوبيَ ، يامُحَمَّدُ إِنّي أتَوَجَّهُ بِكَ اِلى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكَ لِيَغفِرَ لي ذُنُوبيَ » . 14 - ويستحب أيضاً الالتفات بعد ذلك الى القبر الشريف ، وأن تضع يديك عليه - إن أمكن - وتقول : « أسْأَلُ اللهَ الَّذي اِجْتَباكَ وَاْختارَكَ وَهَداكَ وَهَدى بِكَ أنْ يُصَلّيَ عَلَيكَ وَعَلى أَهْلِ بيتِكَ الطاهِرين » . ثم تقول وأنت ملصق كفك بحائط الحجرة إن أمكن : « أتَيتُكَ يارَسُولَ اللهِ مُهاجِراً اِلَيكَ ، قاضِياً لِما أَوْجَبَهُ اللهُ عَلى مَنْ قَصَدَكَ ، وَإذ لَمْ أُلْحِقكَ حَيّاً ، فَقَد قَصَدتُكَ بَعدَ مَوتِكَ عَالِماً اَنَّ حُرمَتَكَ مَيِّتاً كَحُرمَتِكَ حَيّاً ، فَكُنْ لي بذلِكَ عِندَ اللهِ شاهِداً » . 15 - ويستحب أيضاً أن تمسح كفك على وجهك وتقول : « اَللّهُمَّ اجْعَلْ ذلِكَ بَيعَةً مَرضِيَّةً لَدَيكَ ، وَعَهْداً مُؤَكَّداً عِنْدَكَ ، تُحْيِيَني مااَحْيَيْتَني عَلَيهِ ، وَعَلَى الْوَفاءِ بِشَرائِطِهِ وَحُدودِهِ وَحُقُوقِهِ وَأَحْكامِهِ ، وَتُميتَني إذا أَمَتَّني عَلَيهِ ، وَتَبْعَثُني إذا بَعَثْتَني عَلَيهِ » . ويستحب أن تبلغ النبي السلام والتحية عن أبويك وعمن تحبه من أهلك وأصدقائك ، فتقول وأنت واقف عند الرأس الشريف : « اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانَبيَّ اللهِ ، مِنْ أبي وَأُمِّي وَوُلدي وَخاصَّتي وَجَميعِ أهْلِ بَلَدي ، حُرِّهِم وَعَبدِهِم وَأَبيَضِهِم وَاَسوَدِهِم وَمِن (فلان وفلان) » وتسمي من تريد . زيارة أخرى للنبي (صلى الله عليه وآله) 17 - ويستحب التوجه الى جهة القبلة ، واستقبال القبر الشريف جاعلاً القبلة بين كتفيك ، وزر النبي بهذه الزيارة : « اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا نَبيَّ اللهِ وَرَسُولَه ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياصَفْوَةَ اللهِ وَخِيرَتَه مِنْ خَلقِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياأَمينَ أللهِ وَحُجَّتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخاتَمَ النَبيّينَ وَسَّيدَ المُرسَلينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها البَشيرُ النَّذيرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الّداعي اِلى اللهِ وَالسِّراجُ المُنيرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ الَّذينَ أَذهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِجسَ وَطَهَّرَهُم تَطهيراً ، أَشهَدُ اَنَّكَ يارَسُولَ اللهِ اَتَيتَ بِالحَقِّ وَقُلْتَ بِالصِّدقِ ، اَلحَمدُ للهِ الَّذي وَفَّقَني لِلايمانِ وَالتَّصدِيقِ ، وَمَنَّ عَلىَّ بِطاعَتِكَ وَاتِّباعِ سَبيلِكَ ، وَجَعَلني مِنْ أُمَّتِكَ وَالُمجيبينَ لِدَعْوَتِكَ ، وَهَداني اِلى مَعرِفَتِكَ وَمَعرِفَةِ الائِمَةِ مِنْ ذُرِّيتِكَ ، أَتَقرَّبُ اِلى اللهِ بِما يُرضِيكَ ، وأَبرَأُ اِلى اللهِ مِمّا يُسخِطُكَ ، مُوالياً لاَوليائِكَ ، مُعادِياً لاَعدائِكَ ، جِئتُكَ يارَسُولَ اللهِ زائِراً ، وَقَصَدْتُكَ راغِباً مُتَوَسِّلاً اِلى اللهِ سُبحانَهُ ، وَأَنْتَ صاحِبُ الوَسيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ الجَليلَةِ وَالشَفاعَةِ المَقبولَةِ ، وَالدَعْوَةِ المَسمُوعَةِ ، فَاشْفَعْ لي اِلى اللهِ تَعالى بِالغُفرانِ وَالرَّحمَةِ وَالتَّوفيقِ وَالعِصمَةِ ، فَقَدْ غَمَرَتِ الذُّنوبُ وَشَمِلَتِ العُيوبُ وَاَثقلَ الظَهْرُ وَتَضاعَفَ الوِزرُ ، وَقَدْ أَخبرتَنا وَخَبَرُكَ الصِّدْقُ أنَّهُ تعالى قالَ وَقَولُهُ الحَقُّ : وَلَو أَنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جاؤوُكَ فَاَستَغَفَروا اللهَ وَاسْتَغَفَرَ لَهُمُ الرَسُولُ لَوَجَدوا اللهَ تَوّاباً رَحِيماً . وَقَدْ جِئتُكَ يارَسُولَ اللهِ مُسْتَغْفِراً مِنْ ذُنُوبي ، تائِباً مِنْ مَعاصيَّ وَسَيِّئاتي ، وَاِنّي أَتَوَجَّهُ اِلى اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ لِيَغفِرَ لي ذُنوبي ، فَاشفَع لي ياشَفيعَ الاُمَّةِ ، وَأَجِرني يانَبيَّ الرَحْمَةِ ، صَلَّىَ اللهُ عَلَيكَ وَعلى آلِكَ الطّاهرينَ » .
زيارة أخرى للنبي (صلى الله عليه وآله) 18 - زيارة أخرى للرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) مروية عن الامام أبي الحسن الرضا عليه السلام بسند صحيح ، وهي : « اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخِيرَةَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياحَبيبَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياصَفوَةِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياأَمينَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياحُجَّةَ اللهِ ، أَشهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لامَّتِكَ وَ جاهَدْتَ فِي سَبِيلَ رَبِّكَ وَعَبَدتَهُ حَتّى أَتاكَ اليَقينُ ، فَجَزاكَ اللهُ أَفضَلَ ماجَزى نَبيّاً عَن أُمَّتِهِ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، أَفضَلَ ماصَلَّيتَ عَلى اِبراهِيمَ وَآلِ ابراهِيمَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ » . 19 - توجه بعد ذلك أيها الحاج الكريم الى القبلة ، وأسند ظهرك الى شباك القبر إن أمكن ، وإلاّ فاجعل القبلة خلفك ، وقل ماكان يقوله الامام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام ، بعد زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) : « اَللّهُمَّ اِلَيكَ ألجَأتُ اَمرِي ، وَإلى قَبرِ نَبيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ عَبدُكَ وَرسُولُكَ أَسنَدتُ ظَهري ، وَالقِبلَةَ الَّتي رَضِيتَ لُِمحَمَّد صَلّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ اِستَقْبَلتُ . أَللّهُمَّ إنِّي أَصبَحْتُ لا اَملِكُ لِنَفسي خَيرَ ماأَرْجُو لَها ، وَلا أَدفَعُ عَنْها شَرَّ ماأحذَرُ عَلَيها ، وَأَصْبَحَتِ الاُمورُ كُلُّها بِيَدِكَ ، وَلا فَقيرَ أَفقَرُ مِنّي ، اِنّي لِما أَنزَلتَ إليَّ مِنْ خَير فَقِيرٌ . اَللّهُمَّ اَرِدني مِنكَ بِخَير وَلا رادَّ لِفَضلِكَ ، اَللّهُمَّ اِنّي أَعوذُ بِكَ مِنْ أن تُبَّدِلَ اِسمي أَو تُغَيِّرَ جِسمي اَو تُزِيلَ نِعمَتَكَ عَنّي ، اَللّهُمَّ زَيِّنّي بِالتَّقوى وَجَمِّلني بِالنِّعَمِ وَاغمُرني بِالعافِيَةِ وَارزُقني شُكرَ العافِيَةِ » . 20 - ويستحب قراءة سورة القدر أحد عشر مرة ، واسأل الله تعالى حاجتك فإنها تقضى إن شاء الله تعالى . 21 - صلاة ركعتي الزيارة واهداء ثوابها الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) . 22 - أن تقول بعد الصلاة : « اَللّهُمَّ إِنّي صَلّيتُ وَرَكَعتُ وَسَجَدتُ لَكَ وَحدَكَ لاشَريكَ لَكَ ، لانَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لاتَكوُنُ إِلاّ لَكَ ، لاِنَّكَ أنتَ اللهُ الَّذي لااِلهَ اِلاّ اَنتَ اَللّهُمَّ وَهاتانِ الرَكعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي اِلى سَيِّدي وَمُولايَ رَسولِ اللهِ ، فَتَقَبَّلهُما مِنّي بِأَحسَنِ قَبُولِكَ ، وَاَجِرْني عَلى ذلِكَ بِأفضَلِ أَمَلي وَرَجائي فِيكَ وَفي رَسُولِكَ ياوَليَّ المُؤمِنينَ » .
الدعاء بعد الزيارة وصلاتها 23 - ويستحب أن تقول بعد ذلك : « اَللّهُمَّ اِنَّكَ قُلتَ لِنَبيِّكَ مُحَمَّد (صلى الله عليه وآله وسلم)وَلَو أَنَّهُم إِذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاؤؤُكَ فَاْستَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُم الرَسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً . وَلَم أَحضُر زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ ، اَللّهُمَّ وَقَد زُرتُهُ راغِباً ، تائِباً مِنْ سَىِّء عَمَلي ، وَمُستَغْفِراً لَكَ مِن ذُنُوبي ، وَمُقِّراً لَكَ بِها ، وَأَنتَ اَعلَمُ بِها مِنّي ، وَمُتَوَجِّهاً اِلَيكَ بِنَبيِّكَ نَبىِّ الرَّحْمَةِ ، صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ ، فَاجْعَلنِي اَللّهُمَّ بِمُحَمَّد وَأَهلِ بَيتِهِ عِندَكَ وَجيهاً في الدُنيا والاخِرَةِ ، وَمِنَ المُقَرَّبِينَ ، يامُحَمَّدُ يارَسُولَ اللهِ بِأَبي أَنتَ وَأُمّي يانَبِيَّ اللهِ ياسَيِّدَ خَلقِ اللهِ ، اِنّي أَتَوَجَّهُ بِكَ اِلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبّي لِيَغفِرَ لي ذُنُوبي ، وَيَتَقَبَّلَ مِنّي عَمَلي ، وَيَقضِىَ لِي حَوائِجي ، فَكُن لي شَفِيعاً عِندَ رَبِّكَ وَرَبّي ، فَنِعمَ المَسؤُولُ المَولى رَبّي ، وَنِعْمَ الشَّفيعُ أَنتَ ، يامُحَمَّدُ عَلَيكَ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ السَّلامُ . اَللّهمَّ أَوجِب ليَ مِنكَ المَغفِرَةَ وَالرَّحمَةَ وَالرِّزقَ الواسِعَ الطَّيِّبَ النّافِعَ ، كَما أَوجَبتَ لِمَن أَتى نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَىٌّ ، فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَاْستَغفَرَ لَهُ رَسُولُكَ صَلَّى اللّه عَليهِ وَآلِهِ السَّلام فَغَفَرتَ لَهُ ، بِرَحْمَتِكَ ياأَرحَمَ الرّاحِمينَ . اَللّهُمَّ وَقَد أَمَّلتُكَ وَرَجَوتُكَ وَقُمتُ بَينَ يَدَيكَ ، وَرَغِبتُ اِلَيكَ عَمَّن سِواكَ ، وَقَد أَمَّلتُ جِزيلَ ثَوابِكَ ، وَإنّي لَمُقِرٌ غَيرُ مُنكِر ، وَتائِبٌ اِلَيكَ مِمّا اقتَرَفتُ ، وَعائِذٌ بِكَ في هذا المَقامِ مِمّا قَدَّمتُ مِنَ الاعمالِ الَّتي تَقَدَّمتَ اِلَيِّ فيها وَنَهَيتَني عَنها وَأَوعَدتَ عَلَيها العِقابَ ، وَأَعُوذُ بِكَرَمِ وَجهِكَ أَن تُقيمَني مَقامَ الخِزيِ وَالذُّلِّ يَومَ تُهتَكُ فيهِ الاَستارُ ، وَتَبدُو فيهِ الاَسرارُ وَالفَضائِحُ ، وَتَرعَدُ فيهِ الفَرائِصُ ، يَومَ الحَسرَةِ وَالنَّدامَةِ ، يَومَ الافِكَةِ ، يَومَ الازِفَةِ ، يَومَ التَّغابُنِ ، يَومَ الفَصلِ ، يَومَ الجَزاءِ ، يَوماً كانَ مِقدارُهُ خَمسينَ أَلفَ سَنَة ، يَومَ النَّفخَةِ ، يَومَ تَرجُفُ الراجِفَةُ تَتبَعُهَا الرّادِفَةُ ، يَومَ النَّشرِ ، يَومَ العَرضِ ، يَومَ يَقُومُ الناسُ لِرَبِّ العالَمينَ ، يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِنْ أَخيِهِ وأُمِّهِ وأَبيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنيهِ ، يَومَ تَشَقَّقُ الاَرضُ وَأكنافُ السَّماءِ ، يَومَ تَأتي كُلُّ نَفس تُجادِلُ عَنْ نَفسِها ، يَومَ يُرَدّونَ اِلى اللهِ فَيُنَبِّئُهُم بِما عَمِلوُا ، يَومَ لايُغني مَولىً عَن مَولىً شَيئاً وَلا هُم يُنصَرُونَ إلاّ مَن رَحِمَ اللهُ اِنَّهُ هُوَ العَزيزُ الرَّحيمُ ، يَومَ يُرَدُّونَ اِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ ، يَومَ يُرَدّوُنَ اِلى اللهِ مَولاهُمُ الحَقِّ ، يَومَ يَخرُجُونَ مِنَ الاَجداثِ سِراعاً كَأنَّهُم اِلى نُصُب يُوفِضُونَ ، وَكَأنَّهُم جَرادٌ مُنتَشِرٌ مُهطِعينَ اِلى الدّاعِ اِلى اللهِ ، يَومَ الواقِعَةِ ، يَومَ تُرَجُّ الاَرضُ رَجّاً ، يَومَ تَكُونُ السَّماءُ كَالمُهلِ وَتَكُونُ الجِبالُ كَالعِهنِ وَلا يُسألُ حَميمٌ حَميماً ، يَومَ الشّاهِدِ وَالمَشهُودِ ، يَومَ تَكُونُ المَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً . اَللّهُمَّ ارحَم مَوقِفي في ذلِكَ اليَومِ بِمَوقفي في هذا اليَومِ ، وَلا تُخزِني في ذلِكَ المَوقِفِ بِما جَنَيتُ عَلى نَفسي ، وَاجعَل يارَبِّ في ذلِكَ اليَومِ مَعَ أَولِيائِكَ مُنطَلَقي ، وَفي زُمرَةِ مُحَمَّد وَأهلِ بَيتِهِ عَلَيهِمُ السَّلام مَحشَري ، وَاجعَل حَوضَهُ مَورِدي ، وَفِي الغُرِّ الكِرامِ مَصدَري ، وَأَعطِني كِتابي بِيَميني حَتّى أَفُوزَ بِحَسَناتي ، وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجهي ، وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابي ، وَتُرَجِّحَ بِهِ ميزاني وَأَمضِي مَعَ الفآئِزينَ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ اِلى رِضوانِكَ وَجِنانِكَ اِلهَ العالَمينَ . اَللّهُمَّ اِنّي أَعُوذُ بِكَ مِن أَن تَفضَحَني في ذلِكَ اليَومِ بَينَ يَدَي الخَلائِقِ بِجَريرَتي ، أو أَن أَلقَى الخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطيئَتي ، أَو أَن تُظهِرَ فيهِ سَيِّئاتي عَلى حَسَناتي ، أَو أَن تُنَوِّهَ بَينَ الخَلائِقِ بِاِسمي ، ياكَريمُ ياكَريمُ ، العَفْوَ العَفْوَ ، السَّترَ السَّترَ . أَللّهُمَّ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ أَن يَكُونَ في ذلِكَ اليَومِ في مَواقِفِ الاشرارِ مَوقِفي ، أَو في مَقامِ الاشقِياءِ مَقامي ، وَاِذا مَيَّزتَ بَينَ خَلقِكَ فَسُقتَ كُلاًّ بِأَعمالِهِم زُمَراً اِلى مَنازِلِهِم ، فَسُقني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ ، وَفي زُمرَةِ أوليائِكَ المُتَّقينَ ، اِلى جَنّاتِكَ يارَبَّ العالَمينَ » .
24 - ويستحب أيضاً زيارة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعيد ، فلقد ورد في الحديث الشريف عن النبي أنه قال : فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسلام فإنه يبلغني . وفي بحار الانوار : قال البزنطي قلت للامام الرضا(عليه السلام) : كيف الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في دبر المكتوبة (أي بعد الفراغ من الصلاة الواجبة) وكيف السلام عليه ؟ فقال (عليه السلام) تقول : « اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَسُولِ اللهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخِيرَةَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياحَبيبَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياصَفوَةَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياأَمينَ اللهِ ، أَشهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ ، وَاَشهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحتَ لاُمَّتِكَ وَجاهَدتَ في سَبيلِ رَبِّكَ وَعَبَدتَهُ حَتّى أَتاكَ اليَقينُ ، فَجَزاكَ اللهُ أَفضَلَ ماجَزى نَبيّاً عَن أُمَّتِهِ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، أَفضَلَ ماصَلَّيتَ عَلى اِبراهِيمَ وَآلِ ابراهِيمَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ » . 25 - زيارة ثانية للرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعيد ، رواها المرحوم العلامة الجليل السيد محسن العاملي في مفتاح الجنات وهي : « اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، أَمينِ اللهِ عَلى وَحيِهِ ، وَعَزائِمِ أمرِهِ ، الخاتِمِ لِما سَبَقَ ، وَالفاتِحِ لِما استُقبِلَ وَالمُهَيمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركاتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ السَّكينَةِ ، السَّلامُ عَلى المَدفونِ بِالمَدينَةِ ، السَّلامُ عَلى المَنصُورِ المُؤَيَّدِ ، والرّسُولِ المُسَدَّدِ ، السَّلامُ على أَبِي القاسِمِ مُحَمَّد وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركاتُهُ » . 26 - ويستحب أيضاً الصلاة في مسجد الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) مااستطعت ، فإن الصلاة في المسجد النبوي الشريف تعدل عشرة آلاف صلاة في ماسواه ، وعلى الاخص بين القبر والمنبر ، للحديث الشريف الصحيح : بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة . وحدّ الروضة طولاً من القبر الشريف الى المنبر ، وعرضاً من المنبر الى الاسطوانة الرابعة ، وهي الان معلّمة بعلامات تمتاز على غيرها من بقاع المسجد ، لان أسطواناتها مغطاة بالمرمر الابيض دون سائر الاسطوانات .
27 - ويستحب الدعاء في الروضة الشريفة ، والابتهال الى الله سبحانه وتعالى قائلاً : « اَللّهُمَّ اِنَّ هذِهِ رَوضَةٌ مِنْ رِياضِ جَنَّتِكَ وَشُعبَةٌ مِنْ شُعَبِ رَحمَتِكَ الَّتي ذَكَرها رَسُولُكَ ، وَأَبانَ عَنْ فَضْلِها وَشَرَفِ التَّعَبُدِ لَكَ فيها ، فَقَدْ بَلَّغتَنيها في سَلامَةِ نَفْسي ، فَلَكَ الْحَمْدُ ياسَيِّدي عَلى عَظيمِ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ في ذلِكَ ، وَعَلى مارَزَقْتَنيهِ مِنْ طاعَتِكَ وَطَلَبِ مَرْضاتِكَ وَتَعْظيمِ حُرمَةِ نَبيِّكَ بِزيارَةِ قَبره وَالتَّسلِيمِ عَلَيهِ وَالتَّرَدُّدِ في مَشاهِدهِ وَمَواقِفِهِ ، فَلَكَ الحَمْدُ يامَولايَ حَمْداً يَنْتَظِمُ بِه مَحامِدُ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَسُكّانِ سَماواتِكَ لَك ، وَيَقْصُرُ عَنْهُ حَمْدُ مَنْ مَضْى وَيَفْضُلُ حَمْد مَنْ بَقِيَ مِنْ خَلْقِكَ لَكَ ، وَلَكَ الحَمْدُ يامَولايَ حَمْدَ مَنْ عَرَفَ الحَمْدَ لَكَ والتَّوفِيقَ لِلْحَمْدِ مِنْكَ ، حَمداً يَمْلاُ ماخَلْقتَ ، وَيَبلُغُ حَيْثُ ماأَرَدْتَ ، وَلا يُحْجَبُ عَنْكَ ، وَلا يَنْقَضي دُونَكَ ، وَيَبْلُغُ أَقصى رِضاكَ ، ولا يَبْلُغُ آخِرَهُ أَوائِلَ مَحامِدِ خَلْقِكَ لَكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ ماعُرِفَتِ الحَمْدُ وَاعْتُقِدَ الحَمْدُ وَجُعِلَ اِبتِداءُ الكَلامِ الحَمدُ ، ياباقِيَ العزِّ وَالعَظَمَةِ ، ودائِمَ السُّلطانِ وَالقُدْرَةِ ، وَشَديدَ البَطشِ وَالقُوَّةِ ، وَنافِذَ الامْرِ وَالاِرادَةِ وَواسِعَ الرَحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ ، وَرَبَّ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ . كَمْ مِنْ نِعمَة لَكَ عَلَىَّ يَقْصُرُ عَنْ أيسَرِها حَمدي ، وَلا يَبْلُغُ أَدْناها شُكري ، وَكَمْ مِن صَنائِعَ مِنْكَ إِلَىَّ لايُحيطُ بِكَثيرِها وَهْمي ، وَلا يُقَيّدُها فِكري » . « اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى نَبيِّكَ المُصطَفى بَينَ البَريَّةِ طِفلاً وَخيرِها شاباً وَكَهْلاً ، أَطْهَر المُطَهَّرِينَ شِيمةً ، وَأَجوَدَ المُستَمِرّينَ دِيمَةً ، وَأَعظَمُ الخَلقِ جُرثُومَةً ، الَّذي أَوضَحْتَ بِهِ الدِّلالاتِ ، وَأَقَمْتَ بِهِ الرِسالاتِ وَخَتَمتَ بِهِ النُّبُوّاتِ ، وَفَتَحتَ بِهِ الخَيراتِ ، وَأَظْهَرتَهُ مُظهِراً ، وَابْتَعَثْتَهُ نَبيّاً وَهادِياً ، أَميناً مُهَذَّباً وَداعِياً اِلَيكَ ، وَدالاًّ عَلَيكَ وَحُجَّةً بَينَ يَدَيكَ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى المَعصُومينَ مِنْ عِترَتِهِ ، وَالطَّيِبيِنَ مِنْ أُسرَتِهِ ، وَشَرِّفْ لَدَيكَ مَنازِلَهمْ ، وَعَظِّمْ عِنْدَكَ مَراتِبَهُمْ ، وَاجْعَل في الرَّفيقِ الاَعلى مَجالِسَهُمْ ، وَاْرفَعْ اِلى قُربِ رَسُولِكَ دَرَجَاتِهِمْ ، وَتَمِّمْ بِلِقائِهِ سُرورَهُمْ ، وَوَفِّرْ بِمَكانِه أُنسَهُمْ » . 28 - ويستحب أيضاً الصلاة في مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يصلي فيه ، وهو الان محراب قريباً من الاسطوانة الكثيرة الخلوق (أي الطيب) .
الصلاة والدعاء عند أسطوانة أبي لبابة 29 - ويستحب أيضاً الصلاة الى جانب قبر الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلاة ركعتين عند أسطوانة أبي لبابة المعروفة بـ«أسطوانة التوبة» . ولعلك أيها الحاج الكريم تريد معرفة أبي لبابة ، فانه صحابي اسمه بشير بن عبد المنذر ، قيل إنه تخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة تبوك (1) ، ثم ندم على تخلفه وتاب وربط نفسه بسارية من سواري المسجد ، وحلف أن لايذوق طعاماً ولا شراباً حتى يتوب الله عليه أو يموت ، فمكث سبعة أيام على هذه الحال حتى غشي عليه ، ثم تاب الله سبحانه وتعالى عليه ونزلت الاية الشريفة بقبول توبته بقوله تعالى : « وَآخَروُنَ اعْتَرفوا بِذُنوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسى اللهُ أن يَتُوبَ عَلَيهِمْ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ » . فجاء الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فحله من تلك الاسطوانة ، سميت الاسطوانة باسمه ، فعرفت بأسطوانة أبي لبابة ، وعرفت أيضاً بأسطوانة التوبة لقبول توبته . وبعد الصلاة عند هذه الاسطوانة تدعو بهذا الدعاء : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ . اَللّهُمَّ لاتُهِنّي بِالفَقْرِ ، وَلاتُذِلَّني
1 ) وهي الغزوة التي سار فيها النبي (ص) بنفسه وأمّر علياً على المدينة وقال فيه قوله المشهور : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» . بِالدَّينِ ، وَلاتَرُدَّني اِلى الهَلَكَةِ ، وَاَعصِمني كَي اَعتَصِمُ ، وَأَصلِحْني كَي اَنصَلِحُ ، وَاهدِني كَي اَهتَدي ، وَأعِنّي عَلى اِجتهادِ نَفْسي ، وَلاتُعَذِّبني بِسُوءِ ظَنّي ، وَلاتُهلِكني وَاَنتَ رَجائي وَاَنْتَ أَهلٌ أَنْ تَغفِرَ لي ، وَقَدْ اَخطَأتُ وَأنْتَ اَهْلٌ اَنْ تَعْفُوَ عَنِّي ، وَقَدْ أَقْرَرتُ وَأَنْتَ اَهْلٌ اَنْ تُقيلَ ، وَقَدْ عَسُرتُ وَاَنْتَ اَهْلٌ اَنْ تُحسِنَ ، وَقَدْ اَسَأتُ وَأَنتَ اَهْلُ التَّقوى وَالمَغفِرَةِ، فَوَفِّقني لِما تُحبُّ وَتَرْضى ، وَيَسِّرْ لي اليَسيرَ وَجَنِّبني كُلَّ عَسير . اَللّهُمَّ اَغنِني بِالحَلالِ عَنِ الحَرامِ ، وَبِالطّاعاتِ عَنِ المَعاصِيَ ، وبِالغِنى عَنِ الفَقرِ ، وَبِالجَنَّةِ عَنِ النارِ ، وَبِالاَبرارِ عَنِ الفُجّارِ ، يامَنْ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءُ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ وَأنتَ على كُلِّ شَيء قَديرٌ » . ثم تطلب حاجتك وتستغفر من ذنوبك ، فإن حاجتك تقضى إنشاء الله تعالى . 30 - ويستحب الصوم في المدينة ثلاثة أيام لقضاء الحاجة وإن كان الانسان مسافراً ، وينبغي أن يكون الصوم يوم الاربعاء والخميس والجمعة . 31 - ويستحب الصلاة ليلة الاربعاء ويومها عند أسطوانة أبي لبابة التي مرّ ذكرها عليك وهي أسطوانة التوبة ، وليلة الخميس ويومها عند الاسطوانة التي تليها مما يلي مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليلة الجمعة ويومها عند الاسطوانة التي تلي مقام النبي ، ثم تدعو وتسأل الله تعالى حاجتك ، بل وكل حاجة من أمور الدنيا والاخرة . وليكن مما تدعو به أن تقول : « اَللّهُمَّ ماكانَتْ اِلَيكَ مِنْ حاجَة شَرَعْتُ أَنا في طَلَبِها اَو اِلِتماس أَو لَمْ أَشرُعُ سَأَلتُكَها اَو لَمْ اَسأَلكَها ، فَاِنّي أَتَوَجَّهُ اِليكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّد نَبيِّ الرَّحْمَةِ في قَضاءِ حَوائِجي صَغِيرِها وَكَبيرِها » . 32 - ويستحب الاعتكاف في المسجد النبوي الشريف إن استطعت ، وإن استطعت أن لا تتكلم في الايام إلاّ ما لابد منه فافعل ، وإن شئت أن تكون في ليلة الاربعاء ويومها عند الاسطوانة التي تلي رأس النبي ، وليلة الخميس ويومها عند أسطوانة أبي لبابة وليلة الجمعة ويومها عند الاسطوانة التي تلي مقام النبي فلا بأس في ذلك .
فاطمة الزهراء (عليها السلام) 33 - ويستحب بعد الفراغ من زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زيارة بضعته الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ، فإن زيارتها من المستحبات الاكيدة ، ولها فضل عظيم وثوابها جسيم ، وإني أذكر لك حديثاً واحداً في فضل زيارتها ، وأعتقد أنك تكتفي بهذا الحديث ، ومنه تعرف فضل زيارة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) . قال الشيخ الطوسي في التهذيب : وأما ماورد في فضل زيارتها فأكثر من أن يحصى ، وبسند معتبر عن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن جده قال : دخلت على فاطمة الزهراء عليهما السلام فبدأتني بالسلام ثم قالت : ماغدا بك ؟ قلت : طلب البركة . قالت : أخبرني أبي وهو ذا ، أنه من سلّم عليه وعلي ثلاثاً أوجب الله له الجنة . قلت له : في حياته وحياتك ؟ قالت : نعم وبعد موتنا . وقد اختلف العلماء في تعيين قبرها الشريف ، فبعض يقول إنها دفنت في الروضة الشريفة بين القبر والمنبر ، وبعض يقول إنها دفنت في البقيع مع الائمة الاربعة عليهم السلام ، وقيل إنها دفنت في بيتها (وهو الاصح) على الاكثر ، وبيتها متصل بحجرة الرسول التي دفن فيها ولمّا زيد في المسجد وتوسع دخلت الحجرة الشريفة في المسجد الشريف . والظاهر أن الشباك الظاهري الذي يحيط بقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محيط بالحجرة وببيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ويوجد الان ضريح داخل الشباك من جهة الشمال الشرقي ، فينبغي أن تزار فيه للاخبار التي وردت في تعيين قبرها عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) ، واليك زيارتها :
الزيارة الاولى لفاطمة الزهراء (عليها السلام) « اَلسَّلامُ عَلَيكِ يابِنتَ رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يابِنتَ نَبيِّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يابِنتَ حَبيبِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يابِنتَ خَليلِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يابِنتَ صَفىِّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يابِنتَ أَمينِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يابِنتَ خَيرِ خَلقِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يابِنتَ أَفضَلِ أَنبِياءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يابِنتَ خَيرِ البَرِيَّةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ ياسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ مِنَ الاَوَّلينَ وَالاخِرينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يازَوجَةَ وَلىّ اللهِ وَخَيرِ الخَلقِ بَعدَ رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ ياأُمَّ الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدَي شَبابِ أَهلِ الجَنَّةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُها الصِّدّيقَةُ الشَّهَيدَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهاالرَّضِيَّةُ المَرضِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُهاالفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُها الحَوراءُ الاِنسِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُها الُمحَدَّثَةُ العَليمَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُها المَظلومَةُ المَغصُوبَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُها المُضطَهَدَةُ المَقهُورَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يافاطِمَةُ بِنتَ رَسُولِ اللهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . صَلَّى اللهُ عَلَيكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ ، أشهَدُ أَنَّكِ مَضَيتِ عَلى بَيِّنَة مِن رَبِّكِ وَاَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَد سَرَّ رَسُولَ اَللهِ وَمَن جَفاكِ فَقَد جَفا رَسُولَ اللهِ وَمَن آذاكِ فَقَد آذى رَسُولَ اللهِ وَمَن وَصَلَكِ فَقَد وَصَلَ رَسُولَ اللهِ وَمَن قَطَعَكِ فَقَد قَطَعَ رَسُولَ اللهِ ، لاَنَّكِ بِضعَةٌ مِنهُ وَرُوحُهُ الَّذي بَينَ جَنبيَهِ كَما قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسلَّمَ . أُشهِدُ اللهَ وَرَسُولَه وَملائِكَتَهُ اَنّي راض عَمَّن رَضيتِ عَنهُ ساخِطٌ عَلى مَن سَخِطتِ عَلَيهِ ، مُتَبرّيٌ مِمَّن تَبَّرأتِ مِنهُ ، مُوال لِمَن والَيتِ ، مُعاد لِمَن عادَيتِ ، مُبغِضٌ لِمَن أَبغَضْتِ ، مُحِبُّ لِمَن أَحبَبْتِ ، وَكَفى بِاللهِ شَهيداً وَحَسيباً ، وَجازِياً وَمُثيباً » ثم تقول : « وَصَلَّى اللهُ عَلَيكِ ، وَعَلى أَبِيكِ مُحَمَّد رَسُولِ الله ، وَعَلى بَعلِكِ اَمِيرِ المُؤمِنينَ ، وَعَلى اَبنائِكِ الائِمَةِ الطّاهِرينَ وَسَلّمَ تَسليماً كَثيراً » . زيارة أخرى للزهراء (عليها السلام) ثم تقول ماروي عن الامام الباقر (عليه السلام) : « يامُمتَحَنَةُ اِمتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخلُقَكِ ، فَوَجَدَكِ لِما امتَحَنَكِ صابِرَةً ، وَزَعَمنا اَنّا لَكِ اَولِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرونَ لِكُلِّ ماأَتانا بِهِ أَبُوكِ ، وَأَتانا بِهِ وَصِيُّهُ ، فَإِنّا نَسأَلُكِ اِن كُنّا صَدَّقناكِ إلاّ اَلحَقتِنا بِتَصديقِنا لهما لِنُبَشِّرَ أَنفُسَنا بِأنّا قَد طَهُرنا بِوِلايَتِكِ » . ثم تقول : « اَلسَّلامُ عَلَيكِ ياسَيِّدَةَ نِساءِ العالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ ياوالِدةَ الحُجَجِ عَلى الناسِ أَجمَعينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَتُها المَظلومَةُ المَمْنوعَةُ حَقُّها » . ثم قل « اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَاِبنَةِ نَبيِّكَ وَزَوجَةِ وصِىِّ نَبِّيكَ صَلاةً تُزلِفُها فَوْقَ زُلفى عِبادسكَ المُكَرَّمينَ مِنْ أَهلِ السَّماواتِ وَالاَرَضينَ » . لفت نظر : روي أنه من زارها بهذه الزيارة الاخيرة واستغفر الله من ذنوبه غفر الله له ذنوبه . 34 - ويستحب بعد ذلك صلاة ركعتين للزيارة تهدي ثوابها الى الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
الدعاء بعد الزيارة 35 - ثم تدعو بعدهما بهذا الدعاء : « اَللّهُمَّ اِنّي اَتوَجَّهُ اِلَيكَ بِنَبيِّنا مُحَمَّد وَبِأَهلِ بَيتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيهِم ، وَاَسأَلُكَ بِحَقِّكَ العَظيمِ عَلَيهِم الَّذي لايَعلمُ كُنهَهُ سِواكَ ، وَاَسأَلُكَ بِحَقَّ مَنْ حَقُّهُ عِندَكَ عَظيمُ وَبِاَسْمائِكَ الحُسنى اَلَّتي أَمَرتَني أَن اَدْعُوَكَ بِها ، وَاَسألُكَ بِاسْمِكَ الاَعظَمِ الَّذي اَمَرتَ بِهِ اِبراهِيمَ عَلَيهِ السَّلامُ أَن يَدعُوَ بِهِ الطَّيرَ فَأَجابَتهُ ، وَبِاسمِكَ العَظيمِ الَّذي قُلتَ لِلنّارِ كُوني بَرداً وَسَلاماً عَلى اِبراهِيمَ فَكانَتْ بَرْداً ، وَبِأَحَبِّ الاَسماءِ إلَيْكَ وَأَشرَفِها وَأَعظَمِها لَدَيكَ وَأَسرَعِها إِجابَةً وَأَنجَحِها طَلِبَةً وَبِما أَنتَ اَهلُهُ وَمُستَحِقُّهُ وَمُستَوجِبُهُ ، وَأَتَوسَّلُ اِلَيكَ وَأَرغَبُ اِلَيكَ وَأَتَضَرَّعُ وَأَلِحُّ عَلَيكَ ، وَاَسأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتي أَنزَلتَها عَلى اَنبِيائِكَ وَرُسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِم مِنَ التوراةِ وَالانجِيلِ وَالزَّبورِ وَالقُرآنِ العَظيمِ ، فأنَّ فيها اسمُكَ الاَعظَمِ وَبِما فيها مِنْ أَسْمائِكَ العُظمى ، اَن تُصلِّىَ عَلى مُحَمِّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاَنْ تُفَّرِجَ عَنْ آلِ مُحَمَّد وَشيعَتِهِم وَمُحبِّيهِم وَعَنّي ، وَتَفتَحَ أَبوابَ السَّماءِ لِدُعائي وَترفَعَهُ في عِلييِّن ، وَتَأذَنَ لي في هذا اليومِ وَفي هذهِ السَّاعَةِ بِفَرَجي وَاِعطاءِ اَمَلي وَسُؤلي فِي الدُّنيا وَالاخِرَةِ ، يامَن لايَعْلَمُ أَحَدٌ كَيفَ هُوَ وَقُدرَتَه إِلاّ هُوَ ، يامَنْ سَدَّ الهَواءَ بالسَّماءِ ، وَكَبِسَ الاَرضَ عَلى الماء ، وَاْختارَ لِنَفسِه أحسَنَ الاَسماءَ ، يامَنْ سَمّى نَفسَهُ بالاسِمِ الَّذي تُقضى به حاجَةُ مَنْ يَدعُوهُ ، اَسْأَلُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الاِسمِ فَلا شَفيعَ أَقوى لي مِنهُ اَن تُصَلِّي عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَانْ تَقضيَ لي حَوائِجي وَتُسْمِعَ بِمُحَمَّد وَعَلي وَفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وَعَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَلىّ وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّد وَمُوسى بنِ جَعفَر وَعَلىّ بنِ مُوسَى وَمُحَمَّد بنِ عَلىّ وَعَلىّ بنِ مُحَمَّد وَالحَسَنِ بنِ عَلىّ وَالحُجَّةِ المُنتَظَرِ لاذْنِكَ صَلَواتُكَ وَ سَلامُكَ وَ رَحْمَتُكَ وَ بَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ ـ صَوتِي لِيَشفَعُوا لي اِلَيكَ وَتُشَفِّعَهمْ فيَّ ، وَلا تَرُدَّني خائِباً بِحَقِّ لااِلهَ اِلاّ أَنْتَ » . ثم تسأل حوائجك فإنها تقضى إن شاء الله تعالى .
بقية المستحبات أيها الحاج الكريم ، إذا فرغت من الزيارة لنبيّك الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)وبضعته الطاهرة عليها الصلاة والسلام والدعاء بعد الصلاة ، جدير بك أن تأتي المنبر الشريف ومواعظه الشافية وإرشاداته القيمة على الامة الاسلامية ، فهو الجامعة الكبرى والمدرسة العظمى التي خرّجت جهابذة الصحابة من سلفنا الصالح رضي الله عنهم ، فتتبرك بذلك المنبر وأمسك الرمانتين اللتين في أسفله بيديك ، ومرغ وجهك وعينيك بهما وبالمنبر إن أمكن فإنه شفاء للعينين . وحيث أن المنبر الاصلي غير موجود الان ، ولكن الذي هو موجود الان قائم بمكانه حسب الظاهر ، فلا مانع من فعل ذلك برجاء المطلوبية ، وقم عند المنبر واحمد الله واثن عليه ، واطلب حوائجك من الله ، فإن الله يجيب دعوة الداعين .
36 - ويستحب أيضاً الصلاة في مقام جبرئيل الذي كان يقوم فيه اذا استأذن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فإذا فرغت من الصلاة فادع بهذا الدعاء : « يامَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَمَلاها جُنُوداً مِنَ المُسَبِّحينَ لَهُ مِنْ ملائِكَتِهِ وَالمُمَجِّدينَ لِقُدرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ ، وَأَفرَغَ عَلى أَبدانِهِم حُلَلَ الكَراماتِ ، وَأنطَقَ أَلسِنَتَهُمْ بِضُروبِ الّلُغاتِ ، وَأَلبَسَهُمْ شِعارَ التَّقوى ، وَقَلَّدَهُم قَلائِدَ النُهى ، وَجَعَلَهُمْ أَوفَرَ اَجناسِ خَلْقِهِ مَعرِفَةً بِوَحدانِيَتِهِ ، وَقُدْرَتِهِ وَجَلالَتِهِ وَعَظَمَتِهِ . وَاَكْمَلَهُمْ عِلماً بهِ ، وَاَشَدَّهُمْ فَرَقاً وَاَدْوَمَهُمْ لَه طاعَةً وَخُضُوعاً وَاستِكانَةً وَخُشوعاً ، يامَنْ فَضَّلَ الاَمينَ جَبرائيلَ بِخَصائِصِهِ وَدَرَجاتِهِ وَمَنازِلِهِ ، وَاخْتارَهُ لِوَحيِهِ وَسِفارَتِهِ وَعَهدِهِ وَاَمانَتِهِ وإنزالِ كُتُبِهِ وَأَوامِرِهِ عَلى اَنبِيائِهِ وَرُسُلِهِ ، وَجَعَلَهُ واسِطَةً بَينَ نَفسِهِ وَبَينَهُم ، اَسأَلُكَ أَنْ تُصَّليَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَعَلى جَميعِ مَلائِكَتِكَ ، وَسُكّانِ سَماواتِكَ ، أَعلَمِ خَلقِكَ بِكَ ، وَأَخوَفِ خَلقِكَ لَكَ ، وَأَقرَبِ خَلْقِكَ مِنكَ، وَأَعمَلِ خَلقِكَ بِطاعَتِكَ ، الَّذينَ لايَغشاهُمْ نَوْمُ العُيونِ ولا سَهُو العُقوُلِ وَلا فَترَةُ الاَبدانِ ، المُكَرَّمينَ بِجَوارِكَ وَالمُؤتَمِنينَ على وَحيِكَ الْمجتَنِبينَ الافاتِ وَالمُوقِينَ السَيِّئاتِ . أللّهُمَّ وَاخْصُصِ الرُّوحَ الاَمينَ صَلَواتُكَ عَليهِ بِأَضعافِها مِنكَ وَعَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرّبينَ وطَبَقاتِ الكَرّوبيّين وَالرَّوحانيّينَ ، وَزِدْ في مراتِبِهِ عِندَكَ وَحُقوقِهِ الَّتي لَهُ عَلى أَهلِ الاَرضِ ، بِما كانَ يَنزِلُ مِنْ شَرائِعِ دينِكَ وَما بَيَّنتَهُ على أَلسِنَةِ أَنبِيائِكَ مِنْ مُحَلِّلاتِكَ وَمُحَرَّماتِكَ . اَللّهُمَّ أكثِرْ صَلَواتِكَ عَلى جِبرَئيلَ فَاِنَّهُ قُدوَةُ الانبِياءِ ، وَهادِى الاَصفِياءِ ، وَسادِسِ اَصْحابِ الكِساءِ . اَللّهُمَّ اجْعَلْ وُقُوفي في مَقامِهِ هذا سَبَباً لِنزُولِ رَحْمَتِكَ عَلَىَّ وَتَجاوُزَكَ عَنّي » . ثم قل : « أَي جَوادُ ، أَي كَريمُ ، أَي قَريبُ ، أَي بَعيدُ ، اَسأَلُكَ اَنْ تُصَلَّي عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَأنْ تُوَفِقَني لِطاعَتِكَ ، وَلا تُزيلَ عَنّي نِعمَتَكَ ، وَأَنْ تَرزُقَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَتُوَسِّعَ عَليَّ مِنْ فَضلِكَ ، وَتُغنِيَني عَنْ شِرارِ خَلقِكَ ، وَتُلهِمَني شُكرَكَ وَذِكْرَكَ ، وَلا تُخَيِّبْ يارَبِّ دُعائي ، وَلا تَقْطَعْ رَجائي بِمُحَمَّد وَآلِهِ » .
37 - يستحب استحباباً مؤكداً زيارة أئمة البقيع (عليهم السلام) ، فإذا فرغتَ من زيارة نبيك الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)وبضعته الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام فتوجه الى البقيع لزيارة الائمة الاربعة من أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وهم : 1 - الامام الحسن بن علي الزكي عليه السلام . 2 - الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام . 3 - الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام . 4 - الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام . ثم تزور معهم فاطمة بنت أسد وفاطمة الزهراء (على قول) وقد مرت عليك سابقاً زيارتها عليها السلام . 38 - يستحب الغسل لاجل الزيارة والدعاء بهذا الدعاء : « بِسمِ اللهِ وَبِاللهِ ، أللّهُمَّ اجعَلهُ لي نُوراً وطَهوراً وحِرزاً وشِفاءً مِنْ كُلِّ داء وآفَة وعاهَة ، اَللّهُمَّ طَهِرْ بِهِ قَلبي وَاشرَحْبِهِ صَدري وَيَسِّرْ بِه اَمري » . 39 - ويستحب أن يلبس الزائر أنظف الثياب ، ويتطيب بأفضل الطيب ، ويذهب لزيارتهم على سكينة ووقار ، فإذا وصل الى باب القبة الشريفة يقف ويستأذن بهذا الاستئذان قائلاً : « يامَوالِيَّ ياأبناءَ رَسُولِ اللهِ ، عَبْدُكُم وَابْنُ اَمَتِكُمْ ، اَلذَّليلُ بَينَ اَيديكُم ، وَالمُضعِفُ في عُلُوِّ قَدرِكُم ، وَالمُعتَرِفُ بِحَقِّكُم ، جاءَكُم مُستَجيراً بِكُم قاصِداً اِلى حَرَمِكُم ، مُتَقَرِّباً اِلى مَقامِكُم ، مُتَوَسِّلاً اِلى اللهِ تَعالى بِكُمْ ، ءَأَدخُلُ يامَوالِيَّ ، ءَأَدخُلُ ياأَولِياءَ اللهِ ، ءَأدخُلُ يامَلائِكَةَ اللهِ الُمحدِقينَ بِهذا الحَرَمِ المُقيمينَ بِهذا المشهَدِ » . 40 - ثم ادخل بخضوع وخشوع ، وقدم رجلك اليمنى وقل وأنت في حال الدخول : « اَللهُ اَكبَرُ كَبيراً ، وَالحَمْدُ للهِ كَثيراً ، وَسُبحانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصيلاً ، وَالحَمدُ للهِ الفَردِ الصَّمَدِ ، الماجِدِ الاحَدِ ، اَلمُتَفَضِّلِ اَلمَنّانِ ، المُتَطَوِّلِ الحَنّانِ ، الَّذي مَنَّ بِطَولِهِ ، وَسَهَّلَ زِيارَةَ ساداتِي بِاحسانِهِ ، وَلَمْ يَجعَلني عَن زِيارَتِهِم مَمنُوعاً ، بَل تَطَوَّلَ وَمَنَحَ » . وتقول في زيارتهم وأنت مستقبلاً قبورهم ، ومستدبراً القبلة الشريفة : « اَلسَّلامُ عَلَيكُم أَئِمَّةَ الهُدى ، اَلسَّلامُ عَلَيكُم اَهلَ البِرِّ وَالتَّقوى ، اَلسَّلامُ عَلَيكُم ايُّها الحُجَجُ عَلى أَهلِ الدُّنيا ، اَلسَّلامُ عَلَيكُم اَيُّها القُوّامُ في البَرِيَّةِ بِالقِسطِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكُم أهلَ الصَّفوَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكُم آلَ رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكُم أَهلَ النَّجوى ، أشهَدُ اَنَّكُم قَد بَلَّغْتُمْ وَنَصَحتُم وَصَبَرتُم في ذاتِ اللهِ ، وَكُذِّبتُم وَاُسىءَ اِليَكُم فَعَفَوْتُمْ ( فَغَفَرتُم خ ل ) . وَاَشهَدُ اَنَّكُم الاَئِمَّةُ الرّاشِدُونَ المَهدِيُّونَ ، وَأَنَّ طاعَتَكُم مَفروضَةٌ ، وَأَنَّ قَولَكُمُ الصِّدقُ ، وَاَنّكُم دَعوتُم فَلَم تُجابُوا ، وَأَمَرتُم فَلَم تُطاعُوا ، وَاَنَّكُم دَعائِمُ الدّينِ وَاَركانُ الاَرضِ ، لَم تَزالُوا بِعَينِ اللهِ يَنسَخُكُم في أَصلابِ كُلِّ مُطَهَّر وَيَنقُلُكُم مِن اَرحامِ المُطّهراتِ ، لَم تُدَنِّسكُمُ الجاهِلِيَّةُ الحَهْلاءُ ، وَلَمْ تَشرَكْ فيكُم فِتَنُ الاهواءِ ، طِبتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُم ، مَنَّ بِكُم عَلَينا دَيّانُ الدِّينِ ، فَجَعَلَكُم في بُيُوت اَذِنَ اللهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيها اسمُهُ ، وَجَعَلَ صَلواتِنا عَلَيكُم رَحمَةً لَنا وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا ، اِذِ اختارَكُمُ اللهُ لَنا وَطَيَّبَ خَلقَنا بِما مَنَّ بِه عَلَينا مِن وِلايَتِكُم ، وَكُنّا عِندَهُ مُسَمّينَ بِعِلمِكُم مُعتَرِفينَ بِتَصديقِنا اِيّاكُم ، وَهذا مَقامُ مَن أَسرَفَ وَاخطَأ ، وَاسْتَكانَ وَاَقَّرَ بِما جَنى وَرَجا بِمَقامِهِ الخلاصَ وَاَن يَستَنقِذَهُ بِكُم مُستَنقِذُ الهَلكى مِنَ الرَّدى ، فَكُونُوا لي شُفَعاءَ ، فَقَدْ وَفَدتُ اِلَيكُم إذ رَغِبَ اَهلُ الدُّنيا وَاتَّخَذوُا آياتِ اللهِ هُزُواً وَاْستَكبَرُوا عَنها ، يامَن هُوَ قائِمٌ لايَسهُو ودائِمٌ لايَلهُو وَمُحيطٌ بِكُلِّ شَيء ، لَكَ المَنُّ بِما وَفَّقتَني وَعَرَّفتَني بِما أَقمْتَني عَلَيهِ ، اِذْ صَدَّ عَنهُ عِبادُكَ وَجَهِلُوا مَعرِفَتَهُ وَاستَخَفُّوا بِحَقِّهِ وَمالُوا اِلى سِواهُ ، فَكانَتِ المِنَّةُ مِنكَ عَلَىَّ مَعَ أقوام خَصَصْتَهُم بِما خَصَصتَني بِهِ ، فَلَكَ الحَمدُ اِذ كُنْتُ عِنْدَكَ في مَقامي هذا مَذكُوراً مَكتُوباً ، فَلا تَحرِمني مارَجَوتُ وَلا تُخَيِّبني فيما دَعَوتُ بِحُرمَةِ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد » .
زيارة أخرى أيضاً لائمة البقيع (عليهم السلام) 41 - ويستحب أيضاً زيارتهم بزيارة أخرى وردت لائمة البقيع عليهم السلام ، وهي : « اَلسَّلامُ عَلَيكُمْ ياخُزّانَ عِلْمِ اللهِ وَحَفَظَةَ سِرِّهِ وَتَراجُمَةَ وَحْيِهِ ، أَتَيتُكُمْ يابَني رَسُولِ اللهِ عارِفاً بِحَقِكُمْ مُسْتَبصِراً بِشَأنِكُمْ مُعادِياً لاعْدائِكُمْ مُوالِياً لاَوليِائِكُم ، بِأَبْي اَنْتُم وَاُمِّي صَلَّى الله عَلى اَرواحِكُمْ وَاَبدانِكُمْ . اَللّهُمَّ إِني أَتَولّى آخِرَهُمْ كَما تَوَلَّيتُ أَوَّلَهُم ، وَأَبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَليجَة دُونَهُمْ ، آمَنْتُ بِاللهِ وَكَفَرْتُ بِالجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَالّلاتِ وَالعُزّى وَكُلِّ نِدٍّ يُدْعى مِنْ دونِ اللهِ » . 42 - ثم تصلي ثمان ركعات لزيارة الائمة الاربعة (عليهم السلام) ، لكل إمام ركعتين بتشهد واحد وتسليم (مثل صلاة الصبح) ، وكلما تصلي ركعتين تهدي ثوابهما الى الامام الذي نويت الصلاة لزيارته ، تهدي ركعتين لزيارة الامام الحسن بن علي عليه السلام ، وركعتين لزيارة الامام زين العابدين عليه السلام ، وركعتين لزيارة الامام محمّد الباقر عليه السلام ، وركعتين لزيارة الامام جعفر الصادق (عليه السلام)، ثم تقول بعد كل ركعتين ماقلته في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
43 - ويستحب زيارة فاطمة بنت أسد والدة الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهي مع الائمة الاربعة في البقيع بمكان واحد ، فتقول : « اَلسَّلامُ عَلى نَبىّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ المُرْسَلينَ ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الاوَّلينَ ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الاخِرينَ ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أُيُّها النَّبي وَرَحْمَةُ أللهِ وَبَركاتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتَ أَسَد الهاشِمِيَّةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُها الصِدّيقَةُ المَرضِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُها التَقِيَّةُ النَقِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ أَيَّتُها الكَريمَةُ الرَضِيَّةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ ياكافِلَةَ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبيّيِنَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ ياوالِدَةَ سَيِّدِ الوَصِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يامَنْ ظَهَرَتْ شَفَقَتُها عَلى رَسُولِ اللهِ خاتَمِ النَّبيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ يامَنْ تَربِيَتُها لِوَلِىّ اللهِ الاَمينِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ وَعَلى روحِكِ وَبَدَنِكِ الطّاهِرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكِ وَعَلى وَلَدِكِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركاتُهُ . أَشْهَدُ اَنَّكِ اَحَسَنتِ الكِفالَةَ ، وَأدَّيتِ الاَمانَةَ ، وَاجْتَهَدْتِ في مَرْضاةِ اللهِ ، وَبالَغْتِ في حِفْظِ رَسُولِ اللهِ ، عارِفَةً بِحَقِّهِ مُؤمِنَةً بِصِدقِهِ مُعتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ مُستَبصِرَةً بِنِعمَتِهِ كافِلَةً بِتَربِيَتِهِ مُشْفِقَةً عَلى نَفْسِهِ واقِفَةً عَلى خِدْمَتِهِ مُختارَةً رِضاهُ ، وَأَشْهَدُ اَنَّكِ مَضَيتِ عَلَى الايمانِ ، وَالَتمَسُّكِ بِأشْرَفِ الاَدْيانِ ، راضِيَةً مَرْضِيَةً طاهِرَةً زَكِيَّةً تَقِيّةً نَقِيّةً ، فَرَضِىَ اللهُ عَنْكِ وَأَرضاكِ وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنزِلكِ وَمَأواكِ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاْنفَعني بِزِيارَتِها ، وَثَبِتْني عَلى مَحَبَّتِها ، وَلا تَحْرِمني شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ الائِمَّةِ مِنْ ذُرِيَّتِها ، وَارزُقني مُرافَقَتَها ، وَاْحشُرني مَعَها وَمَعَ أَولادِها الطّاهرِينَ . اَللّهُمَّ لاتَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِن زِيارَتي إيّاها ، وَاْرزُقني العَودَةَ اِليها أَبَداً مااَبقَيْتَني ، وَاذا تَوَفَّيتَني فَاحشُرنِي في زُمْرَتِها وَاَدخِلْني في شَفاعَتِها ، بِرَحمَتِكَ ياأَرحَمَ الرّاحِمينَ . اَللّهُمَّ بِحَقِّها عِنْدَكَ وَمَنزِلَتِها لَدَيكَ اِغْفر لي وَلِوالِدَىَّ وَلِجَميعِ المؤمِنينَ وَالمؤمِناتِ ، وآتِنا في الدُنيا حَسَنَةً وفِي الاخِرةِ حَسَنَةً وقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النّارِ » . ثم تصلي ركعتين للزيارة وتدعو بما أحببت وتنصرف .
44 - ويستحب أيضاً زيارة إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فتقف على قبره وتقول : « اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى نَبيِّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى حَبيبِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلى صَفِيّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى نَجيِّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بِن عَبدِ اللهِ سَيِّدِ الاَنبِياءِ وَخاتَمِ المُرسَلينَ وَخِيَرَةِ اللهِ مِن خَلقِهِ في اَرضِهِ وَسَمائِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى جَميعِ أَنبِيائِه وَرُسُلِهِ ، اَلسَّلامُ عَلى الشُّهداءِ وَالسُّعداءِ وَالصَّالِحينَ ، اَلسَّلامُ عَلَينا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيَّتُها الرُّوحُ الزَّكِيَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيَّتُها النَّفسُ الشَرّيفَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيَّتُها السُّلالَةُ الطّاهِرَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أيَّتُها النَّسَمَةُ الزّاكِيَةُ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يابنَ خَيرِ الوَرى اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ النَّبِيِّ الُمجْتَب اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَابْنَ المَبْعُوثِ الى كافَّةِ الْوَرى ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يابنَ البَشيرِ النَّذيرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ السِّراجِ المُنيرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يابنَ المؤُيَّدِ بِالقُرآنِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ المُرسَلِ إلى الاِنسِ وَالجآنِّ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ صاحِبِ الرّايَةِ وَالعَلامَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ الشَّفيعِ يَومَ القِيامَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ مَن حَباهُ اللهُ بالكَرامَةِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهِ أَشهَدُ اَنَّكَ قَدِ اختارَ اللهُ لَكَ دارَ اِنعامِهِ قَبلَ أَن يَكتُبَ عَلَيكَ أَحكامَهُ اَو يُكَلِّفَكَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ ، فَنَقَلَكَ اِلَيهِ طَيِّباً زَكيّاً مَرضِيّاً طاهِراً مِن كُلِّ نَجِس مُقَدَّساً مِن كُلِّ دَنَس وَبَوّأَكَ جَنَّةَ المَأوى وَرَفَعَكَ إلى الدَّرَجاتِ العُلى ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيكَ صَلاةً تَقَرُّ بِها عَينُ رَسُولِهِ وَتُبَلِّغُهُ اَكبَرَ مَأمُولِهِ . اَللّهُمَّ اِجعَل أَفضَلَ صَلَواتِكَ وَأَزكاها وَأَنمى بَرَكاتِكَ وَأَوفاها عَلى رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَخِيرَتِكَ مِن خَلقِكَ مُحَمَّد خاتَمِ النَبِيّينَ ، وَعَلى مَن نَسَلَ مِن أَولادِهِ الطَّيِّبينَ ، وَعَلى مَن خَلَّفَ مِن عِترَتِهِ الطّاهِرينَ بِرَحمَتِكَ ياأَرحَمَ الراحِمينَ . اَللّهُمَّ اِنّي اَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد صَفيِّكَ وَاِبراهيمَ نَجلِ نَبِيِّكَ اَن تَجعَلَ سَعيي بِهِم مَشكُوراً ، وَذَنبي بِهِم مَغفُوراً ، وَحَياتِي بِهِم سَعيدَةً ، وَعاقِبَتي بِهِم حَميدَةً ، وَحوائِجي بِهِم مَقضِيَّةً وَأَفعالي بِهِمْ مَرضِيَّةً ، وَأمُوُري بِهِم مَسعُودَةً ، وَشُؤُوني بِهِ مَحمُودَةً . أَللّهُمَّ وَأَحسِن لِيَ التَّوفِيقَ ، وَنفِّس عَنّي كُلَ هَمٍّ وَضيق . أَللّهُمَّ جَنّبِني عِقابَكَ ، وَامنَحني ثَوابَكَ ، وَأسكِنّي جِنانَكَ ، وَارزُقني رِضوانَكَ وَاَمانَكَ ، وَأَشرِك لي في صالِحِ دُعائي والِدَيَّ وَوَلدَي وَجَميعَ المؤُمِنينَ وَالمؤُمِناتِ الاحياءِ مِنهُم وَالاَمواتِ ، اِنّكَ وَلِىُّ الباقِياتِ الصّالِحاتِ آمينَ رَبَّ العالَمينَ » . ثم تسأل حوائجك وتصلي الركعتين للزيارة .
|