مختصر من حياته الشريف نسبه الشريف المهدي في القران والسنة
أم الامام المهدي عليه السلام الامامة في صغر السن الغيبة الصغرى
الغيبة الكبرى  وجوب الاعتقاد بالغيبة طول عمر الامام عليه السلام
فوائد الامام فى غيبته واجبنا اتجاه الامام المهدى أهم علامات الظهور
ظهور الامام المهدى عليه السلام وصايا الامام المهدى لن   نوادر فى الامام المهدى

النعماني في غيبته  الشيخ الطوسي في غيبته  شعر 


 

اَلْسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعي اللهِ ورَبّانِيَّ آياتِهِ اَلْسَّلامُ عَلَيْكَ يابابَ اللهِ وَدَيّانَ دينِهِ اَلْسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللهِ وَناصِرَ حَقِّهِ اَلْسَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجّةَ اللهِ وَدَليلَ ارادَتِهِ اَلْسَّلامُ عَلَيْكَ ياتالي كِتابَ اللهِ وتَرجُمانَهُ اَلْسَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيلِكَ وَاَطرافِ نَهارِكَ اَلْسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللهِ في اَرْضِهِ .

 

 
مختصر من حياته الشريف

اسمه: مح  م د.

كنيتة: أبالقاسم، اباصالح.

لقبه: المهدى، المنتظر، المنقذ، القائم.

والده: الامام الحسن العسكرى بن الامام الهادى بن الجواد ابن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن السجاد بن الحسين بن على بن ابى طالب (عليه السلام)

والدته: السيده «نرجس» حفيدة قيصر ملك الروم.

ميلاده: ولد (عليه السلام)  فى ليلة النصف من شعبان عام 255 ه. فى سامراء.

صفته:المهدى يتلألأ وجهه كانه كوكب درى فى خده الأيمن خال، معتدل القامة،أسمر اللون، ذو شمائل عربية يخرج و شكله فى حدود الأربعين.

امامته: استلم مهام الامامة وله من العمر خمس سنوات عام 260 ه.

معاصريه من الملوك: عاصر زمن المعتمد بن المتوكل العباسى.

غيبته الصغرى: بدأت من حين استلامه للامامة و انتهت عام 329 ه. و من ذلك الحين بدأت الغيبة الكبرى.

فضائله: نزلت فيه آيات عديده و وردت فى حقه الكثير من الأحاديث حتى بلغ عددها الى ستة الأف حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)سنأتى بعضها.

 
من هو المهدى  (عليه السلام) ؟

المهدى المنتظر صاحب الزمان هو من ذرية الامام الحسين (عليه السلام) من ولد فاطمة الزهراء فهو ينحدر من على بن أبى طالب و فاطمة، جاء فى الحديث «المهدى من ولد فاطمة» قال النبى (صلى الله عليه وآله)ايضاً«أبشرى يا فاطمة المهدى منك» و قال ايضاً: «المهدى من عترتى من ولد فاطمة» وجاء عن على (عليه السلام)«انه من ولد الحسين» وقال النبى (صلى الله عليه وآله)«و منا مهدى الأمة الذى يصلى عيسى خلفه ثم ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدى الأمة» وقال (صلى الله عليه وآله)«المهدى من اهل البيت...»

اذن نعرف من هذا كله ان الامام المهدى من ائمة أهل البيت (عليهم السلام)و هو آخر الأئمة الاثنى عشر الذين بشر بهم رسول الله حيث قال: بعدى أثنا عشر خليفه كلهم من قريش، و هو من ذرية الطاهرة الزهراء و من أحفاد الامام الحسين الشهيد(عليه السلام).

 

المهدى فى القرآن والسنة

 هناك آيات عديدة مؤولة بالامام المهدى (عليه السلام) و قد اتفق العلماء على هذا التأويل اعتمادا على نصوص الائمة (عليه السلام)منها: قوله تعالى (و نريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم فى الأرض)

فآل محمد (صلى الله عليه وآله) هم المستضعفون فى الأرض فقد ظلموا على مر التاريخ و سيجعل الله تعالى حداً لهذه المظلومية و ينتصر لآل محمد (صلى الله عليه وآله) على يد المهدى المنتظر سلام الله عليه فهو الوارث لهذه الأرض بالحكم و العدل و قال تعالى (وعدالله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم..)

فهذا الاستخلاف سيكون على يد المهدى و أصحابه و شيعته كما استخلف سليمان و داوود من قبل و يجعل الأمن والسعادة فى ارجاء دولة المهدى المنتظر فيطبق الدين بكل حذافيره.

و قال تعالى (ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون)

و هذه الوراثة أبدية  اى ان الصالحين هم الذين يرثون الأرض كلها فى آخرالزمان و يمتد الحكم العادل على هذه المعمورة، و تشير الآية الى ان هذه البشارة كانت مدونة فى زبور داوود(عليه السلام)وها هى الأن فى القرآن و ذلك لعظمة تلك الدولة و أهميتها و هى دولة المهدى (عليه السلام) و آيات عديدة فى الامام المهدى يجدها القارىء فى مظانها تصل الى مائة آية.

و أما المهدى فى السنة: فان الأحاديث من الفريقين فى الامام المهدى وصلت الى ستة آلاف حديث و هذا رصيد هائل لم يوجد فى غير المهدى كل ذلك لدعم و تعزيز و ترسيخ هذه العقيدة الصحيحة

فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلى رجل من عترتى اسمه اسمى يملأ الأرض عدلاً و قسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وقال: المهدى من ولدى وجهه كالكوكب الدرى، وقال (صلى الله عليه وآله)على بن ابيطالب امام أمتى و خليفتى عليهم بعدى و من ولده القائم المنتظر الذى يملأ الله به الأرض عدلاً و قسطاً...

و قال (صلى الله عليه وآله)لولم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدى المهدى فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلى خلفه و تشرق الأرض بنوره و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب...

 

من هى أم الامام المهدى(ع)؟

روى عن بشر بن سليمان النخاس، و هو من ولد ابى ايوب الأنصارى، وأحد موالى ابى الحسن الهادى و أبى محمد العسكرى و جارهما بسر من رأى، قال:

كان مولانا أبوالحسن الهادى (عليه السلام)فقهنى فى علم الرقيق فكنت لا أبتاع و لا أبيع الا باذنه، فاجتنب بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتى فيه، و أحسنت الفرق بين الحلال والحرام، فبينما انا ذات ليلة فى منزلى بسر من رأى، و قد مضى هوى (أى ساعة) من الليل اذ قرع الباب قارع، فاذا أنا بكافور الخادم، رسول مولانا أبى الحسن على بن محمد (عليه السلام)يدعونى اليه فلبست ثيابى و دخلت عليه، فرأيته يحدث ابنه أبا محمد و أخته حكيمة من وراء الستر، فلما جلست قال:

 يا بشر انك من ولد الأنصار، و هذه الموالاة لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، و أنتم ثقاتنا أهل البيت، و انى مزكيك و مشرفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة فى الموالاة بها: بسر اطلعك عليه، و أنفذك فى ابتياع أمة.

فكتب كتاباً ملصقاً بخط رومى و لغة رومية، و طبع عليه بخاتمه، و أخرج شنتقة (اى صرة توضع فيها النقود) صفراء فيها مائتان و عشرون ديناراً، فقال: خذها و توجه بهاالى بغداد، و أحضر معبر الصراة ضحوة يوم كذا، فاذا وصلت الى جانبك زوارق السبايا، وبرزن الجوارى منها، فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بنى العباس، و شراذم من فتيان العراق، فاذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامه نهارك الى ان تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذاو كذا، لابسة حريرتين صفيقتين تمتنع من السفور و لمس المعترض و الانقياد لمن يحاول لمسها، و يشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق. فيضربها النخاس، فتصرخ صرخه رومية، فاعلم انهاتقول: واهتك ستراه.

فيقول بعض المبتاعين: على بثلاثمائة دينار، فقد زادنى العفاف فيها رغبة. فتقول له بالعربية: لو برزت فى زى سليمان ابن داود و على مثل سرير ملكه ما بدت لى فيك رغبة، فأشفق على مالك.

فيقل النخاس: فما الحيلة؟ و لابد من بيعك؟

فتقول الجارية: و ما العجلة؟ و لابد من اختيار مبتاع يسكن قلبى اليه و الى و فائه و أمانته.

فعند ذلك..قم الى عمر بن زيد النخاس و قل له: انّ معى كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف، كتبه بلغة رومية و خط رومى و وصف فيه كرمه و وفاءه و نبله و سخاءه، فناولها لتأمل منه أخلاق صاحبه، فأن مالت اليه و رضيته فانا وكيله فى ابتياعها منك. قال بشر: فامتثلت جميع ما حده لى مولاى أبوالحسن (عليه السلام)فى أمر الجارية.

فلما نظرت فى الكتاب بكت بكائاً شديداً، و قالت لعمر بن يزيد: بعنى من صاحب هذا الكتاب. و حلفت بالمحرجة المغلظة أنه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها.

فما زلت أشاحه فى ثمنها حتى استقر الأمر فيه على مقدار ماكان أصحبنيه مولاى (عليه السلام)منالدنانير فى الشنتقة( أى الصرة) الصفراء، فاستوفاه منى و تسلمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة، و انصرفت بها الى حجرتى التى كنتُ آوى اليها ببغداد.

فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها (عليه السلام)من جيبها و هى تلثمه و تضعه على خدها، و تطبقه على جفنها، و تمسحه على بدنها.

فقلتُ ـ تعجباً منهاـ أتلثمنى كتاباً لا تعرفين صاحبه؟

فقالت: أيهاالعاجز الضعيف المعرفة بمحل اولاد الانبياء! اعرنى سمعك و فرغ لى قلبك انا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، و أمى من ولد الحواريين تنتسب الى وصى المسيح: شمعون، أنبئك العجب العجيب: ان جدى قيصر أراد ان يزوّجنى من ابن أخيه، و أنا بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع فى قصره من نسل الحواريين و من القسّيسين و الرهبان ثلاثمائة رجل، و من ذوى الأخطار سبعمائة رجل، و جمع من أمراء الأجناد و قواد العساكر و نقباء الجيوش و ملوك العشائر أربعة آلاف، و ابرز من بهو ملكه عرشاً مصنوعاً من أصناف الجواهر الى صحن القصر، فرفعه فوق أربعين مرقاة.

فلما صعد ابن خيه و أحدقت به الصلبان و قامت الأساقفه عكفاً، و نشرت أسفار الانجيل تساقطت الصلبان من الأعالى فلصقت بالأرض، و تقوّضت الأعمدة و انهارت الى القرار، و خر الصاعد من العرش مغشيا عليه فتغيرت الوان الاساقفة و ارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدى: أيها اللمك عفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال الدين المسيحى و المذهب الملكانى.

فتطيّر جدّى من ذلك تطيّراً شديداً و قال للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة و أرفعوا الصلبان و أحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه لأزوج منه هذه الصبيّة فيدفع نحوسه عنكم بسعوده.

فلما فعلوا ذلك حدث على الثانى ماحدث على الأول، و تفرق الناس، و قام جدى قيصر مغتماً، و دخل قصره، و أرخيت الستور

فرأيت فى تلك الليلة كان المسيح و شمعون و عدة من الحواريين قداجتمعوا فى قصر جدى، و نصبوا فيه منبراً يبارى السماء علّواً و ارتفاعاً فى الموضع الذى كان جدى نصب فيه عرشه، فدخل عليهم محمد (صلى الله عليه وآله)مع فتية وعدة من بنيه، فتقدم المسيح اليه فاعتنقه، فقال له محمد (صلى الله عليه وآله)يا رسول الله انى جئتك خاطباً من وصيك شمعون فتاته مليكة لابنى هذا و أومأبيده الى أبى محمد ابن صاحب هذا الكتاب .

قال: قد فعلتُ فصعد ذلك المنبر و خطب محمد (صلى الله عليه وآله)وزوّجنى من ابنه و شهد المسيح (عليه السلام) و شهد أبناء محمد (صلى الله عليه وآله)و الحواريون.

فلما استيقظت من نومى أشفقت أن أقصّ هذه الرؤيا على أبى وجدى مخافة القتل.

و ضرب صدرى بمحبة أبى محمد حتى امتنعت منى الطعام و الشراب، و ضعفت نفسى، و دق شخصى، و مرضت مرضاً شديداً فما بقى فى مدائن الروم طبيب الا أحضره جدى و سأله عن دوائى، فلما برح به اليأس قال: ياقرة عينى هل تشتهين شيئاً؟

فقلت: يا جدى أرى أبواب التفرج على مغلقة، فلو كشفت العذاب عمن فى سجنك من أسارى المسلمين، و فككت عنهم الأغلال، و تصدقت عليهم، و مننت عليهم بالاخلاص، لرجوت أن يهب المسيح و أمة لى عافية و شفاءاً.

فلما فعل ذلك جدى تجلدت فى أظهار الصحة فى بدنى، و تناولت يسيراً من الطعام، فسر بذلك جدى، و أقبل على اكرام الأسارى  و اعزازهم.

فرأيت ايضاً بعد أربع ليال: كان سيدة النساء قد زارتنى و معها مريم بنت عمران و ألف وصيفة من وصائف الجنان، فتقول لى مريم: هذه سيدة نساء العالمين، و أم زوجك أبى محمد.

فأتعلق بها و أبكى وأشكو اليها امتناع أبى محمد من زيارتى.

فقالت لى سيدة النساء:ان ابنى لايزورك و أنت مشركة بالله و على مذهب النصارى، و هذه أختى مريم تبرأ الى الله من دينك، فان ملت الى رضى الله عزوجل ورضى المسيح ومريم عنك و زيارة أبى محمد أياك فقولى: أشهد أن لا اله الاّ الله و أن أبى محمداً رسول اللّه .

فلماتكلمت بهذه الكلمة ضمتنى سيدة النساء الى صدرها، فطيبت لى نفسى وقالت: الآن توقعى زيارة أبى محمد اياك فانّى منفذته اليك.

فانتبهت و أنا أقول: وا شوقاه الى لقاء أبى محمد. فلما كانت ليلة القابلة جاءنى أبو محمد (عليه السلام) فى منامى، فرأيته كأنى أقول له: جفوتنى يا حبيبى بعد أن شغلت قلبى بجوامع حبك؟

فقال: ماكان تأخيرى عنك الا لشركك، و اذ قد أسلمت فانى زائرك فى كل ليلة الى ان يجمع الله شملنا فى العيان. فما قطع عنى زيارته بعد ذلك الى هذه الغاية.

قال بشر: فقلت لها: و كيف وقعت فى الأسر؟

فقالت أخبرنى أبو محمد ليلة من الليالى أن جدك سيسير جيشاً الى قتال المسلمين يوم كذا، ثم يتبعهم، فعليك باللحاق بهم متنكرة فى زى الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا.

ففعلت، فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمير ما رأيت و شاهدت، و ماشعر أحد بى بأنى ابنة ملك الروم الى هذه الغاية سواك، و ذالك باطلاعى اياك عليه.

و لقد سالنى الشيخ ـ الذى وقعت اليه فى سهم الغنيمة ـ عن اسمى، فأنكرته و قلت: نرجس. فقال: أسم الجوارى.

فقلت: العجب انك رومية او لسانك عربى؟

قالت: بلغ من ولوع جدى و حمله أياى على تعلم الاداب أن أوعز الى امرأة ترجمانة فى الاختلاف الى فكانت تقصدنى صباحاً و مساءاً، و تفيدنى العربية حتى استمر عليها لسانى و استقام.

قال بشر: فلما انكفات بها الى( سر من رأى) دخلت على مولانا أبى الحسن العسكرى (عليه السلام) فقال لها: كيف أراك الله عز الاسلام و ذّل النصرانية و شرف اهل بيت محمد(صلى الله عليه وآله) ؟

قال: كيف أصف لك يابن رسول الله ما أنت أعلم به منى ؟

قال: فأنى اريد أن أكرمك، فأيما أحب اليك: عشرة آلاف درهم؟ أم  بشرى لك بشرف الأبد؟

قالت: بل البشرى.

قال (عليه السلام): فأبشرى بولد يملك الدنيا شرقاً و غرباً، و يملاء الارض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً. قالت: ممن؟

قال(عليه السلام): ممن خطبك رسول الله (صلى الله عليه وآله)له، ليلة كذا من شهر كذا، من سنة كذا بالرومية .قالت: من المسيح و وصيه؟

قال: ممن زوجك المسيح و وصيه قالت: من ابنك أبى محمد؟

فقال: هل تعرفينه؟ قالت: و هل خلت اليلة لم يرن فيها منذ الليلة التى اسلمت على يد سيدة النساءأمه؟

فقال أبوالحسن الهادى (عليه السلام)يا كافور أدع لى أختى حكيمة، فلما دخلت عليه قال لها:ها هية .

فاعتنقتها طويلاً، و سرت به كثيراً، فقال لهاأبوالحسن (عليه السلام) يا بنت رسول الله خذيها الى منزلك، و علميها الفرائض و السنن، فانها زوجة أبى محمد و أم القائم (عليه السلام)

   

 

كيف يجعل إماماً وهو في هذه السن من الطفولة المبكرة؟!

ويرتفع هذا النوع من الاستغراب حينما نعلم أن الامامة هبة يمنحها الله تعالى من يشاء من عباده، ممن تتوافر فيه عناصر الإمامة وشروطها، شأنها في ذلك شأن النبوة.. وهو ما برهن عليه في مجاله من مدونات وكتب الإمامة عند الشيعة بما يربو على التوفية.

يقول السيد صدر الدين الصدر: «إن المهدي المنتظر قام بالإمامة، وحاز هذا المنصب الجليل، وهو ابن خمس سنين، طفل لم يبلغ الحلم.. فهل يجوز ذلك؟!.. أم لا بد في النبي والرسول والخليفة أن يكون بالغاً مبلغ الرجال؟!

هذه مسألة كلامية، ليس هنا محل تفصيلها، ولكن على وجه الإجمال، نقول: ـ بناء على ما هو الحق من أن أمر الرسالة والإمامة والنبوة والخلافة بيد الله سبحانه وتعالى، وليس لأحد من الناس فيها اختيار ـ يجوز ذلك عقلا، ولا مانع منه مع دلالة الدليل عليه، لأن الله سبحانه وتعالى قادر أن يجمع في الصبي جميع شرائط الرسالة والإمامة».

على أن إمامة الإمام المنتظر (عليه السلام) لم تكن الحدث الوحيد من نوعها، فقد أوتي النبي يحيى (عليه السلام) الحكم صبياً: «يا يحيى خذ الكتاب بقوة، آتيناه الحكم صبياً»، وجعل عيسى بن مريم (عليه السلام) نبياً وهو في المهد رضيعاً: «فأشارت اليه، قالوا: كيف نكلم من كان في المهد صبياً؟! قال: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً».. كما هو صريح القرآن الكريم.

وكان جده الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، وجده الإمام علي الهادى (عليه السلام)، ولي كل منهما الإمامة وهو ابى ثمانى سنوات،.. وكان أبوه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في علمهم بالشريعة، وتطبيقهم لأحكامها ،في سلوكهم، ومختلف مجالات حياتهم الذي سجله التاريخ باكبار ـ بالإضافة الى الدليل العقائدي الذي أشرت اليه ـ يكفينا في رفع ذلكم النوع من الاستغراب... وبخاصة حينما نعلم أن الائمة (عليهم السلام) كانوا «مصحرين بأفكارهم وسلوكهم وواقعهم تجاه السلطة وغيرها من خصومهم في الفكر.. والتاريخ حافل بمواقف السلطة منهم ومحاربتها لأفكارهم، وتعريضهم لمختلف وسائل الإغراء والاختبار، ومع ذلك فقد حفل التاريخ بنتائج اختباراتهم المشرفة وسجلها بإكبار.

ولقد حدث المؤرخون عن كثير من هذه المواقف المحرجة، وبخاصة مع الإمام الجواد، مستغلين صغر سنّه عنه تولي الإمامة.

وحتى لو افترضنا سكوت التاريخ عن هذه الظاهرة، فان من غير الطبيعي أن لا يحدث أكثر من مرة تبعاً لتكرار الحاجة اليها، وبخاصة وأن المعارضة كانت على أشهدها في العصور العباسية.

وطريقة إعلان فضيحة الشيعة بإحراج أئمتهم فيما يدعونه من علم أو استقامة سلوك، وإبراز سخفهم لاحتضانهم أئمة بهذا السن وهذا المستوى ـ لو أمكن ذلك ـ أيسر بكثير من تعريض الأمة الى حروب قد يكون الخليفة من ضحاياها أو تعريض هؤلاء الأئمة الى السجون والمراقبة، والمجاملة أحياناً».

ولعل من روائع ما سجله التاريخ في هذا المجال: شهادة أحمد ابن عبيد الله بن خاقان، عامل المعتمد العباسي على الخراج والضياع بكورة (قم)،.. وكان معروفاً بانحرافه عن أهل البيت (عليهم السلام)، في معرض حديثه مع جماعة حضروا مجلسه في شهر شعبان من سنة (278 هـ)، بعد وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بثماني عشرة سنة، وقد جرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسامراء، ومذاهبهم، وصلاحهم، واقدارهم عند السلطان.

يقول: «ما رأيت ولا أعرف بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا، في هديه، وسكونه، وعفافه، ونبله، وكرمه عند أهل بيته والسلطان وبين هاشم كافة، وتقديمهم إيّاه على ذوي السن منهم والخطر،.. وكذلك حاله عند القواد والوزراء والكتاب وعامة الناس.

كنت يوماً قائماً على رأس أبي ـ وهو يوم مجلسه للناس ـ إذا دخل حجابه، فقالوا: أبو محمد بن الرضا بالباب.

فقال ـ بصوت عال ـ إئذنوا له. فتعجبت منه، ومنهم، من جسارتهم أن يكنّوا رجلا بحضرة أبي، ولم يكنَّ عنده إلاّ خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنّى. فدخل رجل أسمر، أعين، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، حديث السن، له جلالة وهيئة حسنة. فلما نظر اليه أبي، قام فمشى اليه خطوات.. ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد وأولياء العهد. فلما دنا منه عانقه، وقبّل وجهه وصدره ومنكبيه، وأخذ بيده، وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه، وجلس الى جنبه، مقبلا عليه بوجهه... وجعل يكلمه، ويفديه بنفسه وأبويه، وأنا متعجب مما أرى منه، إذ دخل الحاجب، فقال: جاء الموفق ـ وهو أخو المعتمد الخليفة العباسي ـ. وكان الموفق إذا دخل على أبي تقدمه حجابه، وخاصة قواده، فقاموا بين مجلس أبي وبين الدار سماطين، الى أن يدخل ويخرج.

فلم يزل أبي مقبلا على أبي محمد، يحدثه، حتى نظر الى غلمان الموفق، فقال له ـ حينئذ ـ: إذا شئت ـ جعلني الله فداك ـ أبا محمد...

ثم قال لحجابه: خذوا به خلف السماطين، لا يراه هذا (يعني الموفق).

فقام، وقام أبي، فعانقه، ومضى.

فقلت لحجاب أبي وغلمانه: ويحكم.. من هذا الذي كنيتموه بحضرة أبي، وفعل به أبى هذا الفعل؟!...

فقالوا: هذا علوي، يقال له: الحسن بن علي ،يعرف بابن الرضا.

فازددت تعجباً، ولم أزل يومي ذلك قلقاً، متفكراً في أمره، وأمر أبي، وما رأيته منه، حتى كان الليل، وكانت عادته أن يصلي العتمة، ثم يجلس، فينظر فيما يحاج اليه من المؤامرات، وما يدفعه الى السلطان.

فلما صلى وجلس، جئت فجلست بين يديه، فقال: ألك حاجة؟

قلت: نعم.. فان أذنت سألتك عنها.. قال: قد أذنت.. قلت: من الرجل الذي رأيتك بالغدة فعلت به ما فعلت من الإجلال والكرامة، وفديته بنفسك وأبويك؟!

فقال: يا بني.. ذلك إمام الرافضة، الحسن بن علي، المعروف بابن الرضا..

وسكت ساعة.. ثم قال: لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس، ما استحقها أحد من بني هاشم غيره، لفضله، وعفافه، وصيانته، وزهده، وعبادته، وجميل أخلاقه، وصلاحه.. ولو رأيت أباه، رأيت رجلا جزلا، نبيلا، فاضلا.

فازددت قلقاً، وتفكراً، وغيظاً على أبي، وما سمعته منه فيه، ورأيته من فعله به.

فلم تكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره، والبحث عن أمره.

فما سألت أحداً من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس، إلا وجدته عندهم في غاية الإجلال والإعظام، والمحل الرفيع، والقول الجميل، والتقديم له على جميع أهل بيته ومشائخه..

فعظم قدره عندي، إذ لم أر له ولياً ولا عدواً، إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه».

وكان الإمام المنتظر (عليه السلام) خاتم الائمة الاثني عشر، أوصياء نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

غيبته:

للإمام المنتظر (عليه السلام) غيبتان: صغرى و كبرى.. رأيت أن استعرضهما بشيء من الإيجاز، موضحاً أهم عواملهما، وأبرز ملابساتهما، في حدود ما يرتبط بموضوعنا (في انتظار الامام) وبالمقدار الذي يمهد له.

الغيبة الصغرى:

بدأت الغيبة الصغرى بولادة الامام المنتظر (عليه السلام) عام (255 هـ).

وانتهت بوفاة سفيرة الرابع والأخير علي بن محمد السمري ـ ده ـ سنة (328 هـ أو 329 هــ).

فامتدت أربعاً وسبعين سنة.

وكان الامام المنتظر (عليه السلام) خلال الفترة المشار اليها يتصل بأتباعه وشيعته اتصالا سرياً، دقيقا في سريته، وعاماً لجميع حلقات ووسائل الاتصال، وعن طريق المخلصين كل الإخلاص من أصحابه، والذين يدعون بـ (السفراء) وهم:

چ1 ـ عثمان بن سعيد العمري الأسدي، المتوفى ببغداد، والذي كان قبل سفارته عن الإمام المنتظر (عليه السلام)، وكيلا عن جده الإمام علي الهادي (عليه السلام)، ثم عن أبيه الامام الحسن العسكري (عليه السلام).

2 ـ محمد بن عثمان بن سعيد العمري المتوفى عام (305 هـ أو 304 هـ) ببغداد.

3 ـ الحسين بن روح النوبختي المتوفى عام (320 هـ) ببغداد.

4 ـ علي بن محمد السمري المتوفى عام (328 هـ أو 329 هـ) ببغداد.

عوامل الغيبة الصغرى:

فيما أخاله أن أهم عامل في غيبة الإمام المنتظر (عليه السلام)، وفي اختفائه منذ الولادة، هو موقف الحكام العباسيين المواقف المعادي منه،... ويتلخص بالآتي:

إعتقاد و إيمان الشيعة ـ آنذاك ـ بأن الإمام المنتظر الذي بشرت جميع الأديان الإهلية بفكرته الإصلاحية، وبشرت بدولته العالمية، والقاضية على كل حكم قائم آن انبثاقها، هو الإمام محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام).

وشيوع الرويات الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في تجسيد فكرة المصلح المنتظر بالإمام محمد بن الحسن (عليه السلام)، وتطبيق شخصية المصلح المنتظر عليه، بين علماء المسلمين في حينه: عقيديين وفقهاء ومحدثين، بما تضمنته من دلائل وإشارات، وبما احتوته من تصريحات باسمه وأوصافه الخاصة المميزة.

وربما كان اهمها: الروايات الحاصرة للأئمة في اثني عشر خليفة كلهم من قريش، والتي تدور على السنة المحدثين والمؤرخين آنذاك.

كالتي رواها البخاري ـ المعاصر للإمام الحسن العسكري ـ:

عن «جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون اثنا عشر أميراً.. فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش».

وفي رواية الإمام احمد بن حنبل: «أن جابر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون لهذه الامة اثنا عشر خليفة».

وكالتي رواها مسلم «عن جابر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا يزال الدين قائماً، حتى تقوم الساعة، ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش».

وكالتي رواها الحمبويني الشافعي في فرائد السمطين عن (ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا سيد النبيين، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وأن أوصيائي بعدي اثنا عشر: أولهم علي ابن أبي طالب، وآخرهم القائم المهدي».

وعنه أيضاً: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن خلفائي وأوصيائي حجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر».

«وقد تواتر مضمون الخبرين (الأولين) في كتب الخاصة والعامة، أما بهذا اللفظ وقريب منه، وقد جمع بعض المعاصرين هذه الأخبار فكانت 271، وقد رواها أكابر حفاظ أهل السنة».

متى أضفنا اليها: ان العباسيين كانوا يعلمون أن الإمام الذي يخلف الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) هو الإمام الثاني عشر الذي يملا الأرض قسطاً وعدلا، لعلمهم بأن الإمام العسكري (عليه السلام) هو الإمام الحادي العشر.

وربما كانت هذه الروايات وأمثالها من الأحاديث المثيرة لقلق الحكام واضطرابهم باعثاً الى أبعد من هذا، وهو تتبع آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإبادة نسله، طمعاً منهم في الوصول الى قتل الإمام المنتظر (عليه السلام).

وإننا لنلمس هذا المعنى في بعض ما ورود عن الأئمة (عليهم السلام).. ففي حديث للإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيه: «... أما مولد موسى (عليه السلام)، فان فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده، أمر باحضار الكهنة، فدلوه على نسبه، وأنه يكون من بني اسرائيل، حتى قتل في طلبه نيفاً وعشرية ألف مولد، وتعذر اليه الوصول الى قتل موسى (عليه السلام) بحفظ الله تبارك وتعالى إياه، كذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملك الأمراء والجبارة منهم على يد القائم منا، ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإبادة نسله، طمعاً منهم في الوصول الى القائم، ويأبى الله ـ عز وجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون».

وفي حديث آخر عن الإمام الرضا (عليه السلام): «قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين: ـ

إحداهما: أنهم كانوا يعلمون ليس لهم في الخلافة حق، فيخافون من ادعائنا إيّاها، وتستقر في مركزها.

وثانيتهما: انهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة، على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإبادة نسله، طمعاً منهم في الوصول الى منع تولد القائم (عليه السلام)، أو قتله، فأبي الله أن يكشف أمره لواحد منهم، إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون».

كل ذلكم وأمثاله، كان يربك الحكومة العباسية حول مستقبلها عند ظهور الإمام محمد بن الحسن (عليه السلام)، إذ ربما تمثلت فيه عقيدة الشيعة، وصدقت فيه أحاديث جده النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما روي عنه فيه.

فكانت تعد ما في إمكانياتها من العدة للعثور عليه، والوقوف على أمره، لتطمئن على مستقبلها السياسي، وبخاصة وان حركات الشيعة أيام جده الامام علي الهادي (عليه السلام)، وأبيه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، ضد الحكومة العباسية، كانت في زيادة مدها النضالي، ووفرة نشاطها السياسي، لقب نظام الحكم العباسي والإطاحة به، بما كان يقلق الحكومة العباسية، ويتعبها الى حد، في إحداها، أو إيقافها على الأقل.

فعلى الأقل: ربما تمخضت الحركة الشيعية عن الثورة المبيدة للحكم العباسي على يد الإمام محمد بن الحسن (عليه السلام).

فوضع الحكام العباسيون ـ فيما يحدث المؤرخون ـ مختلف العيون والجواميس أيام حياة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بغية معرفة الإمام من بعده، وبخاصة ابنه الذي نوهت به وأشارت اليه تعريفات المصلح المنتظر.

يقول السيد الأمين: «وقد تضافرت الروايات على أن السلطان طلبه ـ يعني الإمام المنتظر ـ وفتش عليه أشد الطلب والتفتيش ليقتله، لما شاع من قول الإمامة فيه، وانتظارهم له، ولما سبق من آبائه من وصية السابق الى اللاحق».

وقال الصدوق: «وبعثت السلطان الى داره (أي دار الإمام العسكري) من يفتشها، وختم على جميع ما فيها، وطلبوا أثر ولده، وجاءوا بنساء لهن معرفة بالحبل، فدخلن على جواريه، فنظر إليهن، فذكر بعضهن: أن هناك جارية بها حمل، فأمر بها فجعلت في حجرة، ووكل (تحرير) الخادم وأصحابه ونسوة معهم...

ثم قال: فلما دفن (أى الإمام العسكري)، وتفرق الناس، اضطرب السلطان وأصحابه في طلب ولده، وكثر التفتيش في المنازل والدور، وتوفقوا عن قسمة ميراثه.

ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهّموا فيها الحبل ملازمين لها سنتين أو أكثر، حتى تبين لهم بطلان الحبل... فقسم ميراثه بين أمه وأخيه،.. وادعت أمه وصيته، وثبت ذلك عند القاضي..

والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده،.. وهو لا يجد الى ذلك سبيلا».

وقال الشيخ المفيد: «وخلّف (يعني الإمام العسكري) ابنه المنتظر لدولة الحق، وكان قد أخفى مولده، وستر أمره، لصعوبة الوقت، وشدة طلب سلطان الزمان له، واجتهاده في البحث عن أمره، ولما شاع من مذهب الشيعة الإمامية فيه، وعرف من انتظارهم له، فلم يظهر ولده (عليه السلام) في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته، وتولى جعفر بن علي ـ أخوا أبي محمد ـ أخذ تركته، وسعى في حبس جواري أبي محمد (عليه السلام)، واعتقال حلائله، وشنّع على أصحابه بانتظارهم ولده، وقطعهم بوجوده، والقول بامامته، وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشردهم.

وجرى على مخلفي أبي محمد (عليه السلام) بسبب ذلك كل عظيمة، من اعتقال، وحبس وتهديد، وتصغير، واستخفاف، وذل.. ولم يظفر السلطان منهم بطائل.

وحاز جعفر ـ ظاهراً ـ تركة أبي محمد (عليه السلام)، واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه، ولم يقبل أحد منهم ذلك، ولا اعتقده فيه».

وهذا النصر الأخير ـ وهو لكبير من أعلام علماء الشيعة ـ يلمسنا واقع الغيبة، في أنها بدأت بولادة الإمام المنتظر (عليه السلام)، حيث أخفي خبر الولادة عن الجمهور، وستر أمر الإمام المنتظر (عليه السلام) إلاء على المخلصين

من أصحاب أبيه (عليه السلام)، حيث أخفي خبر الولادة عن الجمهور، وستر أمر الإمام المنتظر (عليه السلام) إلاّ على المخلصين من أصحاب أبيه (عليه السلام)، للعامل السياسي الذي أشرت اليه.

وحينما يكون هذا هو واقع الغيبة، يجدر بنا أن نسائل أولئكم الحانقين والمغفلين عن موقع السرداب المزعوم من حوادث القصة!!..

وأبعد من هذا.. فقد وضع الحكام العباسيون على ألسنة بعض المحدثين أحاديث نسبوها الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وضمّنوها: أن المهدي المنتظر من آل العباسي، بغية صرف العامة عن انتظاره في آل علي: أمثال:

1 ـ المهدي من ولد العباس عمي.

2 ـ يا عباس، إن الله فتح هذا الأمر بي، وسيختمه بغلام من ولدك يملؤها عدلا، كما ملئت جوراً، وهو الذي يصلي بعيسى.

3 ـ ألا أبشرك يا أبا الفضل، إن الله ـ عز وجل ـ افتتح بي هذا الأمر، وبذريتك يختمه.

4 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان، فأتوها، فان فيها خليفة الله المهدي.

ولكي نقف على قيمة هذه الأحاديث، وعلى واقعها، وهو أنها موضوعة، علينا أن نقرأ ما يقوله علماء الحديث والناقدون حولها:

فحول الحديث الأول، يقول الدار قطني: «غريب تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم».

ويعلق عليه الالباني ـ بعد عده الحديث في سلسلة الموضوعات ـ بقوله: «قلت: وهو (يعني محمد بن الواليد) متهم بالكذب. قال ابن عدي: «كان يضع الحديث»، وقال أبو عروبة: «كذاب»، وبهذا أعلّه المناوي في «الفيض»، نقلا عن ابن الجوزي، وبه تبين خطأ السيوطي في ايراده لهذا الحديث في «الجامع الصغير»...

قلت: ومما يدل على كذب هذا الحديث انه مخالف لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).. أخرجه أبو داود (2 / 207 ـ 208)، وابن ماجة (2 / 519)، والحاكم (4 / 557)، وأبو عمر والداني في «السنن الواردة في الفتن» (99 ـ 100)، وكذا العقيلي (139 و 300) من طريق زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلة مرفوعاً.

وهذا سند جيد، رجاله كلهم ثقات، وله شواهدكثيرة، فهو دليل واضح على رد حديث «المهدي من ولد العباس».

وحول الحديث الثاني يقول الألباني ـ بعد أن عده في الموضوعات أيضاً ـ: «أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (4 / 117) في ترجمة أحمد بن الحجاج بن الصلت قال: حدثنا سعيد ابن سليمان حدثنا خلف بن خليفة عن مغيرة عن

ابراهيم عن علقمة عن عمار بن ياسر مرفوعاً. قلت: وهذا سند رجاله كلهم ثقات، معروفون، من رجال مسلم، غير أحمد بن الحجاج هذا، ولم يذكر فيه الخطيب جرحاً ولا تعديلا، وقد اتهمه الذهبي بهذا الحديث فقال: «رواه باسناد الصحاح مرفوعاً، فهو آفته!.. والعجيب أن الخطيب ذكره في تاريخه ولم يضعفه، وكأنه سكت عنه لانتهاك حاله»، ووافقه الحافظ في «لسان الميزان».

والحديث أورده ابن الجوزي في «الموضوعات» من حديث ابن عباس ونحوه، وقال: «موضوع. المتهم به الغلابي».

ويقول ـ أعني الألباني ـ حول الحديث الثالث ـ «موضوع. أخرجه أبو نعيم في «الحيلة» (1 / 135) من طريق لاهز بن جعفر التميمي... وقال: «تفرد به لاهز بن جعفر، وهو حديث عزيز».

قلت: وهو متهم، قال فيه ابن عدي: «بغدادي، مجهول، يحدث عن الثقات بالمناكير».

ويقول أيضاً ـ تعليقاً على الحديثين الأخيرين ـ: «إذا علمت حال هذا الحديث الصحيح المتقدم قريباً: (المهدي من ولد فاطمة) لصحته وشدة ضعف مخالفه».

وحول الحديث الرابع يقول المودودي: «ذكر الرايات السود من قبل خراسان، مما يدل دلالة واضحة على ان العباسيين ادخلوا في هذه الرواية من عند انفسهم، ما يوافق اهواءهم وسياستهم، لأن اللون الاسود كان شعاراً للعباسيين، وكان أبو مسلم الخراساني هو الذي مهد الأرض للدولة العباسية».

الغيبة الكبرى:

بدأت الغيبة الكبرى بوفاة السفير السمري ـ ره ـ سنة (328 هـ) أو (329 هـ).

وستبقى مستمرة حتى يأذن الله تعالى.

وربما كان نهاية امدها هو حينما تتمخض الظروف الاجتماعية عن الاجواء الملائمة لثورة الامام المنتظر (ع)، التي حددتها جملة من الاحاديث الواردة عن المعصومين (ع).. والتي نستطيع ان نصنفها الى طائفتين: ـ

1 ـ الطائفة التي حددت خروج الإمام المنتظر (ع) بعد ملء الأرض ظلماً وجوراً. أمثال: «لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم يخرج من اهل بيتي من يملؤها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً».

2 ـ الطائفة التي اشارت الى ان الامام المنتظر (ع) سيأتي بأمر جديد، بعد اندثار معالم الإسلام، وابتعاده عن الواقع الاجتماعي والواقع الفكري وانحساره عن مجالهما.

أمثال ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام):

ــ[10]ــ

أ ـ قال: إذا قام القائم ـ عليه السلام ـ دعا الناس الى الإسلام جديداً، وهداهم الى أمر قد دثر فضلّ عنه الجمهور،...

هوإنما سمي القائم مهدياً، لأنه يهدي الى أمر قد ضلوا عنه، وسمي بالقائم لقيامه بالحق.

ب ـ قال: إذا قام القائم جاء بامر جديد، كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدو الإسلام الى أمر جديد.

ولعلنا بهذا أيضاً نستطيع أن نوجه أو نفسر عدم ظهور الإمام المنتظر (عليه السلام) قبل هذا الآن الدي أشارت اليه الأحاديث المذكورة وأمثالها،.. وذلك بعدم تحقق ظروف ثورته (عليه السلام) والأجواء الملائمة لها.

وهنا.. ربما يفهم مما تقدم: أن قيام الامام المنتظر (عليه السلام) بالدعوة الإسلامية لا بد وأن يسبق بشمول الباطل والكفر لكل أطراف الحياة، وانحسار الحق والإسلام من كل مجالاتها..!

غير أن ما يفاد من النصوص في هذا المجال هو بقاء الإسلام مستمراً لدى طائفة من الأمة، حتى ظهور الإمام المنتظر (عليه السلام)، كما سنقف عليه في المواضيع الآتية، وكما يشير إليه أمثال الحديث الآتي:

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم الدجال.«وفي رواية: عصابة من أمتي».

 

وجوب الاعتقاد بالمهدى فى غيبته الكبرى

 

يجب على كل مسلم ان يعتقد بوجود الامام المهدى الآن و انه حى يرزق و انه حقيقة و واقع لاتؤثر عليه الأيام والسنين غاية ما فى الأمر ان العمر أمتد به كما سنتكلم عن ذلك لاحقاً.

والاعتقاد به (عليه السلام) من ضروريات الدين فكل من انكره فانه خارج و مرتد عن الدين الاسلامى، يقول الامام الحسن العسكرى (عليه السلام) «ان المقر بالائمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمنكر لولدى كمن اقر بجميع انبياء الله و رسله ثم أنكرنبوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمنكر لرسول الله كمن انكر جميع أنبياء الله لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا و المنكر لأخرنا كالمنكر لأولنا اما ان لولدى غيبة يرتاب فيها الناس الا من عصمه الله»

و قال الامام الكاظم لما سُئل أنت القائم بالحق؟

فقال: أنا القائم بالحق و لكن القائم الذى يظهر الأرض من أعداء الله و يملاها عدلاً كما ملئت جوراً هو الخامس من ولدى له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه يرتد فيها أقوام و يثبت فيها آخرون طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا فى غيبة قائمنا....

اذن هذه عقيدة المسلم الذى يتبع مذهب أهل البيت فعليه ان يؤمن ان الامام المنقذ المنتظر المهدى موجود ولكن لايعرفه اى أحد الا من شاء الله و لايقوم بالنهضة المباركة الا بعد توفر مجموعة من المقدمات .

نعم هناك اعتقاد فاسد عند بعض المسلمين وهم أهل السنة و الجماعة اذ يعتقدون ان المهدى ضرورة حتمية و لكن يرون انه لم يولد بعد و انه سيولد فى حينه، و السبب انهم لايتقبلون روايات الأئمة (عليهم السلام)من جهة، ويستصعبون هذا العمرالمديد من جهة ثانية.

و كلا الجهتين توهم خاطىء،لأن ائمتنا معصومين و هم حجج الله على هذا الخلق فمن اعرض عنهم اعرض عن الحق و عن الله تبارك و تعالى و اما بالنسبة للعمر الطويل فانا سنتناول ذلك.

 
كيف طال عمر الامام المهدى (عليه السلام) ؟

يمكن بيان هذا الأمر من ناحيتين.

الأولى: لاشك ان الامام المهدى هو أمل الأنبياء و الأوصياء و جميع الأمم و الشعوب فالكل يتطلع الى عصر الأمان و السلامو  السعادة و بهذا يكون دور الامام المهدى مهماً و مقامه و وجوده أهم و منزلته عند الله تعالى لايعلمها الا هوتبارك و تعالى، فاذا كان كذلك قد تتدخل القدرة الالهية لحفظ هذا الامام العظيم نظراً لدوره الجسيم فى المتسقبل و يكون طيلة هذه المئات من السنين تحت رعاية الله بصورة غيبية أعجازية لحفظه وصونه و ابعاد الخطر و الشر عنه كما تدخلت المعجزة لحفظ ابراهيم الخليل و ايقاف النار من الاحراق و كما تدخلت المعجزة لحفظ بنى اسرائيل و موسى و هارون بايقاف سيلان ماء البحر، و هكذا تتولد المعاجز من الله تعالى لايقاف بعض القوانين الكونية من أجل المحافظة على الرسل أو الأوصياءالذين يقع على عاتقهم دور خطير فلماذا لانؤمن اذن بهذا النوع من الاعجاز الذى يمارسه الله تعالى لحفظ عمر الامام المهدى (عليه السلام)وصيانة جسده و أجهزته من التلف و العجز و تطويل عمره بهذا الشكل العجازى مادمنا مسلمين و نعتقد ان قدرة الله تعالى غير متناهية؟

و قد حصل مثل ذلك فى أصحاب الكهف اذ حفظ الله أبدانهم من التلف مع حفظ أرواحهم و كل ما يتصل بهم و بعثهم من بعد نومهم الى الناس ليكونوا آية لمن أنكر المعاد أو أنكر القدرة الالهية.

فيمكن اذن ان نقول ان ابقاء الامام المهدى هذه السنين المتمادية دون ان يهرم .و يمر بدورالشيخوخة عبارة عن معجزة الالهية تفرضها طبيعة المرحلة و الظروف الاجتماعية و المشروع الالهى.

الثانية: و أما اذا واجهنا انساناً ملحداً لايؤمن بقدرة الله فنستطيع أيضاً ان نوضح له طول عمر الامام بشكل يسير و بسيط، لأن العلم الحديث يصرح أن خلايا الانسان قابلة لادامة و البقاء بنفس الفاعلية فيما اذا توفرت لها ظروف وأجواء خاصة،اى ان تطويل عمر الانسان ليس مستحيلاً بل ممكناً و مادام الأمر ممكناً اذن صار من اليسير جداً البحث عن الطرق الموصلة لمثل هذه المعرفة و الحقيقة و لذلك تراهم عمدوا الى تطويل عمر بعض النباتات أو الحيوانات كمقدمة و تجربة للوصول من خلالها الى اسرار الانسان.

و نحن نعتقد ان الامام المهدى وارث الأنبياء و المرسلين بل هو وارث خاتم النبيين فعنده من العمل و المعرفة مالا تدركه عقولنا، فما المانع ان يكون لديه علم من خلاله يحافظ الامام على عمره من التلف ضمن نظام غذائى و روحى و بيئى لم يتوصل اليه العلم الحديث ؟

اذن ليس امام موضوع طول العمر أى دليل علمى معارض ما عدى امر واحد و هو ان الناس لم تألف هذاالنوع من الأعمار و هذا ليس دليلاً حتى يعارض وجود الامام فقد عاش نوح 950 سنة و عاش الكثير من المعمرين فى انحاءالعالم اعمار مختلفة.

 
فوائد الامام فى غيبته

 

مع الاعتراف و اليقين ان الامام المهدى فى غيبة طويلة و لكن هذه الغيبة لا تفصل الامام عن الاحتكاك بالمجتمعات لاسيما محبيه و مريديه و شيعته، لان غيبة الامام ليست غيبة شخصية بأن يعتقد الناس خطاءاً ان شخص الامام غير موجود على ظهر هذه الارض، بل هو موجود و يعيش حولنا و يتابع الامور عن كثب و يراقب الأحداث و يتدخل فى بعضها و يزاول بعض الشعائر الاسلامية مع الناس كالزيارات لقبور آبائه الأطهار أو اقامة الماتم لذكرهم(عليهم السلام)و لكن لا احد يعرف و لايتوجه الى ذلك احد الا من اختاره الله و اذن له، و هذه الغيبة لاتخلو من فوائد و منافع كثيرة نشير الى بعضها:

اولاً:بهذه الطريقة يحفظ الامام نفسه عن الظلمة و الطواغيت و الجبابرة الذين يريدون بالامام شراً و يعمدون لاطفقاء نور الله،  فى حفظ نفسه الشريفة فائدة عظمى ترجع الى الخلق و هى:

ان مجرد وجود الامام الحجة هو السبب الأكبر و الأوحد لبقاء هذا العالم دون انهياره، لأن العالم لايكن ان يبقى لحظة واحدة دون وجود حجة الله فيه، فوجود حجة الله هو المصحح لبقاءالعالم كما ورد فى الحديث «لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها» و ذلك لأن بقاء الأرض بدون امام و بدون حجة مخالف للعدل الالهى و ليس هنا محل بحث هذا المطللب الطويل.

اذن بوجود الامام يبقى هذا العالم مستمراً فى الموجود و هذه اكبر فائدة من الامام المهدى اذ ينتفع منها البر و الفاجر و المؤمن و الكافر.

ثانياً:  انه يحفظ على شريعة جده من الانحراف فهو (عليه السلام) يتابع سير الخط الأصيل للاسلام المتمثل بمذهب أهل البيت (عليهم السلام)و يحاول دائماً ادراك الموقف و شعب الصدع و لم الشعث.

ثالثاً: و وجود الامام المهدى (عليه السلام) سبباً لاستمرار الفيض الالهى علينا فهو (عليه السلام) كالشمس اذا جللها السحاب فانه لايمنع الشمس م ان تصل بمنافعها الى الناس فرغم وجود السحاب الا ان الفائدة من وجود الشمس ما تزال قائمة و هكذا غيبة الامام فاننا نستفيد من وجوده المقدس رغم غيبته لأنه سبب الخير و الرزق و الرحمة و المغفرة فى العالم.

 
واجبنا اتجاه الامام المهدى

لم تخلو روايات الأئمة(عليهم السلام)من رسم النهج لنا فى زمن الغيبة الكبرى فقد وضعوا لنا عدة تكاليف و واجبات يمكن من خلالها الاقتراب من امامنا المهدى (عليه السلام)منها:

1ـ انتظار الفرج: فقد جاء فى الروايات «ان انتظار الفرج من افضل العبادات »

و معنى انتظار الفرج ان يثبت المسلم على الاعتقاد بوجود الامام المهدى (عليه السلام) و لا يشك فى هذه العقيدة و يعمل بواجباته الشرعية على اتم وجه دون ان يتأثر بالدعايات و الأباطيل و لاينجرف وراء الأبواق الأموية المنكرين للمهدى(عليه السلام).

2ـ الالتزام الكامل بالخلق الانسانى الرفيع الصدق و الاخلاص و الوفاء و رد الأمانة و اعانة المسلم و عيادة المريض و اقراض المحتاج و انقاذ المؤمن و غير ذلك....لأن هذه الأخلاق الحميدة ترضى الله و ترضى الامام المهدى عنابل يفرح الامام المهدى اذ رأى ذلك فينا لانه نهجهم و طريقتهم.

3ـ اشاعة الثقافة المهدوية و تعليم الناس بضرورى الدين و تثقيفهم بالمعلومات المرتبطة بالامام مثل علامات الظهور الحقيقية و كيفية التعامل معها و تمييز الفئة المحقة من الباطلة، و اطلاعهم على بعض شؤون المهدى (عليه السلام)

4ـ ضرورة الارتباط بالامام المهدى روحياً و ايمانياً عبر الأدعية المهمة فى عصر الغيبة مثل دعاء الندبة و زيارة الامام المهدى (عليه السلام) و بعض الأدعية القصار الخاصة به و وضع الصدقة نيابة عنه(عليه السلام) و الدعاء له بالفرج والسلامة...

5ـ ترويج معجز الامام و كراماته و أموره الخارقة للعادة للناس لكى تدرك الناس عظمته و تتفاعل معه كما يتفاعلون مع الأنبياء.

6ـ طرح مشروع الصلاح المهدى للناس و ان الامام يأتى منقذ للناس و مخلص و ان سيفه ينال من الطواغيت الصغار و الكبار و الظلمة و الجبابرة، و ليس كما يفهم بعض الناس ان الامام المهدى يأتى من أجل أراقة الدماء فقط، بل هو يأتى بالدرجد الأولى لانقاذ الناس و الدين ما براثن الظلمة و أعوانهم، ومن ثم يعمل على انشاءالمدينة الفاضلة و المجتمع المتمدن و اقامة الدولة المتطورة و الحياة السيعدة.

 
أهم علامات الظهور

تنقسم علامات الظهور الى قسمين:

1ـ العلامات غير المحتومة: اى التى يمكن ان تقع و تحدث و يمكن أن لا تقع بل تتغير او رفع و هذا التغير تابع لطبيعة حركة المجتمعات البشرية فان الانغماس فى الانحراف و الفساد له أثر كما للاصلاح و الخير أثر مغاير و من هذه العلامات غير المحتومة نقص المياه و المثمرات و الأغذية و بعض الحوادث الكونية و الحروب البشرية و تدهور الوضع الاقتصادى...

2ـ العلامات المحتومة: و هى التى لابد منها و هى الشاخص الذى من خلاله نعرف اقترب أيام الظهور للامام (عليه السلام)مثل خروج السفيانى وهى شخصية أموية مهمة فى الأحداث يقود راية الباطل.

والنداء من السماء بصوت جبرئيل ينادى باسم المهدى، و قتل نفس زكية علوية مهمة بين ركن الكعبة و مقام ابراهيم قبل ظهور الامام بخمسة عشر يوم، وحصول خسف عظيم بالصحراء بجيش السفيانى فى حدود الحجاز..

هذه أهم علامات الظهور الشريف كما جاءت فى بعض الروايات، فعن الامام الصادق (عليه السلام)قال: خمس قبل قيام القائم (عليه السلام): اليمانى و السفيانى و المنادى ينادى من السماء و خسف بالبيداء و قتل النفس الزكية.

و قال(عليه السلام): قبل قيام القائم خمس علامات محتومات اليمانى و السفيانى و الصيحة و قتل النفس الزكية و الخسف بالبيداء و قال ايضاً (عليه السلام): النداء من المحتوم و قتل النفس الزكية من المحتوم .

و قد روى عن الامام الصادق ايضاً عن الصيحة او النداء فقال: يسمعه كل قوم بألسنتهم، و سيكون موعد الصيحة فى شهر رمضان المبارك و ستكون عبارة النداء هذه: ان الحق فى على و شيعتهم ينادى باسم المهدى.

 
ظهور الامام المهدى (عليه السلام)

لاشك ان الامام المهدى(عليه السلام) يستخدم السبل الطبيعية فى محاولة التغيير و بناء العالم الجديد، فهو يعتمد ايضا على اصحاب مخلصين متفانين و ابطال شجعان كما هو ينتظر قواعده الشعبية ان تصل الى مستوى من الثقافة و السلوك و الأخلاق و الايمان الراقى لأن العالم الجديد و الحضارة القادمة التى يؤسسهاالامام ستقوم على الأخلاق و الايمان أكثر من اى شى آخر.

و سيكون ظهورالامام المهدى (عليه السلام) من مكة المكرمة و يبايعه فيها أصحابه الذين يصل عددهم الى 313، ثم يتجه الامام (عليه السلام) صوب العراق محرراً هذا البلد المهم من نير الظالمين و يتخذ الكوفة عاصمة لدولته العظمى الممتدة من القطب الى القطب و يسكن هو و أهل بيته فى مسجد السهله أو بالقرب منه و هو من المساجد المقدسه التى زارها الكثير من الأنبياء و الأوصياء و سيكون ظهوره الشريف بعد ما يمتلى ء العالم ظلماً و جوراً و اظطراباً وبؤساً.

 
وصايا الامام المهدى لنا

لقد بعث الامام المهدى (عليه السلام) عدة رسائل للشيخ المفيدقدس سره شريف يوصيه فيها ببعض البرامج المهمة للشيعة و نحن نقتطف من كلامه بعض الجواهر سلام الله عليه:

اعتصموا بالتقية من  شب نار الجاهلية

فليعمل كل امرىء منكم بما يقربه من محبتنا

 ويتجنب مايدنيه من كراهتنا و سخطنا.

 ولو أن أشياعنا على اجتماع من القلوب فى الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا و لتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة و صدقها منهم بنا.

 انه من أتقى ربه من اخوانك فى الدين و اخرج مما عليه (اى الخمس أو الزكاة) الى مستحقيه كان آمنا من الفتنة المبطلة و محنها المظلمة المضلة.

 

 
نوادر فى الامام المهدى

قال النبى (صلى الله عليه وآله)من أنكر خروج المهدى فقد كفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله)

 المهدى يعطى المال بدون عد بل يحثو المال لمن سأله.

 أول من يبايع المهدى جبرئيل.

 المهدى ولد فى العراق و يستقر عند ظهوره فى العراق.

 المهدى يخرج و شكله فى حدود الأربعين.

 و صف المهدى موجود فى جميع الكتب السماوية و الأسفار.

 المهدى يعيش زهد علىّ بن أبى طالب(عليه السلام).

 فى دولة المهدى لا توجد أديان أخرى بل الاسلام فقط وحب أهل البيت(عليهم السلام)

 الأمان فى ارجاء دولته حتى بين الحيوانات.

 عيسى بن مريم يصلى خلف الامام المهدى و هو أحد قضاته.

المهدى (عليه السلام) يعيد سنن المرسلين الى الحياة.

المهدى (عليه السلام)ينتقم من الذين قتلوا الحسين و روضوا بقتله.

 المهدى (عليه السلام)ينتقم من الذين قتلوا أمه فاطمة الزهراء عليهاالسلام .

المنتخب من كتاب من سيرة المعصومين

عقد الدرر :

عن ابي سعيد الخدري ـ رض ـ قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ : ينزل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم ، لم يسمع بلاء أشدّ منه حتى تضيق عليهم الارض الرحبة ، وحتى تملا الارض جوراً وظلماً ، حتى لا يجد المؤمن ملجأ يلتجىء اليه من الظلم .

فيبعث الله عزوجل من عترتي رجلاً يملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض ، حتى لا تدّخر الارض من بذرها شيئاً إلاّ أخرجته ، ولا السماء من قطرها إلاّ صبته عليهم مدراراً ، يعيش فيه سبع سنين أو ثمان أو تسع ، يتمنى الاحياء الاموات مما صنع الله بأهل الارض من خيره .

ينابيع المودة :

عن حذيفة بن اليمان قال : قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول : ويح هذه الامة من ملوك جبابرة ، كيف يقتلون ويطردون المسلمين إلاّ من أظهر طاعتهم ، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفرّ منهم بقلبه ، فاذا أراد الله تبارك وتعالى أن يعيد الاسلام عزيزاً ، قصم كلّ جبار عنيد ، وهو القادر على ما يشاء ، وأصلح الاُمة بعد فسادها ، يا حذيفة ! لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم ، حتى يملّك رجل من أهل بيتي يظهر الاسلام والله لا يخلف وعده ، وهو على وعده قدير .

عن ابي هريرة :

 عن أنس ، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لا تقوم الساعة ، حتى يبعث كذّابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم انه رسول الله .

أخرجه الامام مسلم في صحيحه هكذا ، وأخرجه البخاري بمعناه .

 

النعماني في غيبته :

أخبرنا احمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن زكريا بن شيبان قال : حدثنا يوسف بن كليب ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن ابي حمزة ، عن عاصم بن حميد الحناط ، عن ابي حمزة الثمالي ، قال : سمعت ابا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)يقول : لو قد خرج قائم آل محمد ـ عليه وعليهم السلام ـ لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين ، يكون جبرئيل أمامه ، وميكائيل عن يمينه ، وإسرافيل عن يساره ، والرعب يسير أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ، والملائكة المقربون حذاه ، اول من يبايعه ( خ ل تبعه) محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام)الثاني ومعه سيف مخترط ، يفتح الله له الروم والصين والترك والسند والهند وكابل شاه والخزر .

يا أبا حمزة لا يقوم القائم (عليه السلام) إلاّ على خوف شديد ، وزلزال وفتنة وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتيت ، وتشتّت في دينهم ، وتغيّر من حالهم حتى يتمنى المتمنّى الموت صباحاً ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس ، وأكل بعضهم بعضاً ، وخروجه اذا خرج عند اليأس والقنوط فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كلُّ الويل لمن خالفه وخالف أمره وكان من أعدائه ، ثم قال : يقوم بأمر جديد وسنّة جديدة ، وقضاء جديد على العرب شديد ، ليس شأنه إلاّ القتل ولا يستتيب أحداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم .

 

الشيخ الطوسي في غيبته :

 سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن هلال العبرتائي ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام)في حديث له طويل اختصرنا منه موضع الحاجة انه قال : لابدَّ من فتنة صمّاء صيلم ، يسقط فيها كلُّ بطانة ووليجة ، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الارض ، وكم من مؤمن متأسف حرّان حزين عند فقد الماء المعين ، كأنّي بهم أسرّ ما يكونون ، وقد نودوا نداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً للكافرين .

فقلت : وأي نداء هو ؟ قال : ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السَّماء صوتاً منها : ألا لعنة الله على الظالمين ، والصوت الثاني : أزفة الازفة يا معشر المؤمنين ، والصّوت الثالث : يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس : هذا أمير المؤمنين ، قد كرّ في هلاك الظالمين .

وفي رواية الحميري والصوت بدن يرى في قرن الشَّمس ، يقول : إنَّ الله بعث فلاناً فاسمعوا له وأطيعوا ، وقالا جميعاً : فعند ذلك يأتي الناس الفرج وتودّ الناس لو كانوا أحياء ، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين .

يا صاحب الامر

آية الله السيد محمد جمال الهاشمي

تبلّج الامر وانجابت دياجينا

 ياليلة النصف من شعبان ، ما برحت

 عودي علينا كما تهوى مفاخرنا

 مولودك البكر ما انفكّت خواطره

 الطالب الثأر ممّن بزَّ موقفنا

 والناشر الراية الشهباء ، تعرفها

 وإبن الائمة من آل النبي ، ومن

 ومن به ينشر الاسلام رايته

 ومن يؤسّس فيه الدين دولته

 بقيّة الله من أمست حقيقته

ورفرف النصر وإهتزّت مواضينا

 ذكراك تغري بنجواها أمانينا

 وطالعينا بما ترضي معالينا

 تثيره ، ومعانيه تسلّينا

 من الزمان ، وممّن هدّ ماضينا

 أيّامنا ، وتناغيها ليالينا

 تمَّ الكتاب به شرحاً وتبيينا

 فينطوي الكفر مخذولاً وموهونا

 ويجعل الحقّ للتاريخ قانونا

 سرّاً ، بمخزن علم الله مكنونا